غزة: تكدّس المهجرين ينشر فيروس الكبد الوبائي

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
24 يناير 2024
456456
+ الخط -

تصاعدت وتيرة تسجيل إصابات فيروس الكبد الوبائي داخل مراكز إيواء النازحين في أنحاء قطاع غزة في ظل نقص الرعاية الصحية، وندرة مياه الشرب النظيفة، وبالتزامن مع انخفاض عدد المستشفيات العاملة من 36 إلى 16 مستشفى، وتضرر 122 سيارة إسعاف بقصف الاحتلال، وندرة الوقود، فضلاً عن تضرر 20 منشأة للمياه والصرف الصحي.
وخلال الأيام الأخيرة، أصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تحذيرات للنازحين في مراكزها والمدارس التابعة لها في مدينة رفح، بشأن انتشار فيروس الكبد الوبائي، وأوصت باتباع مجموعة من التعليمات للوقاية من الإصابة به في ظل الأزمة الطبية القائمة وعدم توافر الدواء.

ويؤكد المدير العام للرعاية الصحية الأولية في قطاع غزة، موسى عابد، أن هناك صعوبة كبيرة في رصد الحالات المرضية الوبائية وتوثيقها، نتيجة استهداف الاحتلال مراكز الرعاية الأولية والمستشفيات، وتوقف الكثير منها عن العمل، فضلاً عن انقطاع الاتصالات.
يضيف عابد لـ "العربي الجديد" أن "إجمالي المرصود حول الواقع الوبائي في الفترة بين 24 أكتوبر إلى 8 يناير، بلغ 502 ألف إصابة بالأمراض المعدية، لكن هناك حالات كثيرة لم تُسجَّل، وعدد المشتبه في إصابتهم بفيروس الكبد الوبائي من الفئة (أ) يبلغ 6723 شخصاً، وعدد الحالات التي رُصِدَت خلال الأسبوع الأول من يناير الحالي في منطقة رفح ومراكز الإيواء التابعة لوكالة أونروا بلغت 376 حالة، في حين لم نتمكن من توثيق البيانات الخاصة بمراكز الإيواء الحكومية البالغ عددها 70 مركزاً". ويشير إلى أن "العيّنات العشوائية التي جُمعَت من المراكز الصحية تظهر نسب إصابة كبيرة، والكثير من الحالات المشتبه فيها ظهرت عليها أعراض التهاب الكبد الوبائي. ما سُجِّل خلال الأيام الأولى من عام 2024، يعادل 6 أضعاف ما سُجِّل خلال عام 2023 كله، وما سُجِّل خلال السبعين يوماً الأولى من العدوان الإسرائيلي على غزة يعادل ما سُجِّل في القطاع طوال 20 عاماً، إذ بلغ عدد الحالات المسجلة خلال السنوات الخمس الأخيرة 1650 حالة، ما دفع السلطات الصحية إلى إعلان تفشي هذا الوباء في قطاع غزة".
بدوره، يقول مدير مستشفى الكويت التخصصي، الطبيب صهيب الهمص، إن "المستشفيات تعاني يومياً بسبب تكدسها بأضعاف السعة الاستيعابية لها، ونخشى من خروج المنظومة الصحية عن الخدمة بالكامل"، مضيفاً لـ "العربي الجديد"، أن "القطاع الطبي يعاني من انتشار الأوبئة في ظل صمت غريب من قبل المنظمات الأممية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، وتخلي هذه المؤسسات عن دورها.

غالبية أصناف الأدوية غير متوفرة في غزة (مجدي فتحي/Getty)
لا تتوفر غالبية أصناف الأدوية في غزة (مجدي فتحي/Getty)

انتشرت الكثير من الأوبئة بفعل تكدس النازحين، ومن بينها التهابات الصدر، وفيروس الكبد الوبائي، والالتهابات الجلدية، وأمراض الجهاز التنفسي". ويشير الهمص إلى أن "هناك انتشاراً كبيراً لالتهاب السحايا، والتهابات الجهاز التنفسي، وتحتاج الكثير من الحالات إلى دخول المستشفيات، لكننا لا نستطيع استيعاب هذه الأعداد، وانتشار فيروس الكبد الوبائي أمر طبيعي في ضوء التكدس الكبير داخل مراكز الإيواء، وبقاء آلاف الناس في العراء، والعيش في الخيام، خصوصاً مع عدم توافر مياه الشرب النظيفة، وعدم توافر التغذية الصحية، كذلك إن العلاج الخاص بهذا المرض غير متوافر، وما يدخل من علاج إلى القطاع لا يلبي سوى 5 في المائة فقط من الاحتياجات، ونعاني من نقص الكثير من الأدوية والمستهلكات الطبية".
وتبلغ أعداد المهجرين الغزيين قرابة 1.7 مليون نسمة وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فضلاً عن نحو 500 ألف نسمة موزعين بين مدينة غزة ومحافظة الشمال، ويعيش جميع النازحين أوضاعاً قاسية بسبب الحرب المستمرة على القطاع، تمثل آخر فصولها في عدم وجود مراحيض كافية، ما يضطر أغلب النازحين إلى قضاء حاجتهم في العراء.

ويتزاحم النازحون يومياً على محطات تعبئة المياه، ما يجعل فرص الحصول على كميات كافية من المياه في غاية الصعوبة، كذلك فإن الكثير من الأطعمة التي يتناولها النازحون غير صحية، وتتكون بالأساس من المعلبات، وسط غياب اللحوم والدواجن شبه الكامل من الأسواق، وارتفاع أسعار المتوافر منها. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع المعابر الحدودية مع القطاع، وقطع الكهرباء، ومنع إمدادات الوقود، وفرض حصاراً مشدداً للتحكم في أعداد ومحتويات شاحنات المساعدات التي تدخل إلى غزة عبر الحدود المصرية.

ذات صلة

الصورة
مسيرة في الأردن داعمة لغزة 15 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

سياسة

انطلقت مسيرة حاشدة بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة الأردنية عمّان تحت شعار "حق العودة مقدس - لا لإلغاء أونروا"
الصورة
عمال إنقاذ وسط الدمار الناجم عن غارة جوية على غزة، 7 نوفمبر 2024 (Getty)

سياسة

زعمت القناة 12 العبرية، أمس الاثنين، أن الإدارة الأميركية قدّمت للسلطة الفلسطينية مقترحاً بشأن الإدارة المستقبلية لقطاع غزة
الصورة
رام الله، ديسمبر 2017 (getty)

منوعات

يكرّر الإعلام الغربي نزع الأحداث المرتبطة بفلسطين من سياقها، ليقدّمها وفق السردية التي تناسب الاحتلال، حتى وإن كان ذلك منافياً للواقع
الصورة
فلسطينيون يحملون طفلاً أصيب بقصف إسرائيلي في مخيم جباليا 7 نوفمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

في مجزرة جديدة للاحتلال الإسرائيلي، استشهد أكثر من 36 مواطناً فلسطينياً بينهم 15 طفلاً، وأصيب العشرات بقصف إسرائيلي لمنزل في جباليا البلد شمالي قطاع غزة
المساهمون