تسعى الفنانة الفلسطينية أميرة حمدان إلى استغلال فترة إقامتها الفنية داخل "مُحترف شبابيك" في مدينة غزة، عبر خلق بيئة مُعاد تمثيلها من خلال أساليب فنية مُعاصرة، لقياس ردود الفعل، وكيفية التفاعل ما بين الأفراد تجاه المؤثرات ذاتها.
ويهتم المشروع الفني "المفاهيمي التفاعلي" (أبواب) بالبحث في كيفية تكون الانطباعات والمشاعر الإنسانية وتطورها، لتساهم في تشكيل الوعي الخاص والجماعي، كما أنه يستعرض الأثر النفسي الذي ينتج عن التفاعل مع القضايا المعاشة في عدد من المراحل الشعورية. وتقول الفنانة أميرة حمدان لـ "العربي الجديد" إن الشعور بالارتياح والفزع والتهديد والأمل والدهشة والتساؤل، هو الباب لعوالم شعورية مختلفة تختزل تجارب إنسانية، كي تساهم وتؤسس في بناء وعي إنساني صادق.
وتوفر الإقامات الفنية والتي يتم تنفيذها ضمن برنامج المنح الإنتاجية؛ دائرة الفن المعاصر التابعة للاتحاد العام للمراكز الثقافية، استوديوهات مخصصة في مقر "شبابيك للفن المعاصر"، تمتد الإقامة الواحدة على مدار ثلاثة شهور، إلى جانب توفير مبلغ مالي لتنفيذ وتطوير مشروع فني خلال فترة إقامة الفنان أو الفنانة. وتتيح الإقامات الفنية للمستفيدين، ضمن مشروع "الفنون البصرية- نماء واستدامة" الدعم اللوجستي، وتوفير بيئة عمل مناسبة ومخصصة للعمل الفني، وهي فرصة مناسبة للذين لا يمتلكون استوديو خاصا بهم للعمل فيه، بالإضافة إلى عدد من الكتب والمراجع الفنية من خلال "مكتبة الاتحاد" و"شبابيك".
وتنشغل الفنانة الفلسطينية شيماء عصمت، بالتعبير عما يدور في عقلها من أفكار ومواقف ومشاعر، داخل زاويتها الخاصة بمشروع "ضجيج هادئ"، ويضم أعمالًا بصرية فنية باستخدام أدوات كلاسيكية من لوحات ونحت تغلب عليها الشخصيات التعبيرية، وذلك بمشاهد اختارت أن تعرضها عبر فنون المدرسة الواقعية، إذ ترى أنها المدرسة الأقرب للتعبير عن أفكارها. وتبين شيماء عصمت لـ"العربي الجديد" أن الإقامة الفنية أتاحت لها الملاذ الفني والمساحة الخاصة التي تسمح بالتعبير عن أفكارها، فيما توفر كذلك "العشوائية الفنية" والتي تتيح الأجواء الفنية للعمل ولترك العنان، إلى جانب "المجاورة الفنية"، وذلك لفتح المجال أمام النقاش مع الفنانين والمختصين.
بينما تستعرض الفنانة، تيماء سلامة، ضمن مشروعها "الأمل في العمل" الذي حَصَل على إقامة فنية، الصياد وبيئته البحرية، والتي ترى أنها مساحة لتجسيد الأمل في العمل، مستخدمة فن النحت والتصوير وخامات أخرى تحمل رموزًا خاصة، كالصياد والبحر والسمك والسماء والشبك والطيور والرمل والقارب وبائعة السمك. وتوضح سلامة، والتي انشغلت باستقبال الفنانين في زاويتها لـ "العربي الجديد" أنها تسعى عبر مشروعها الذي حصلت من خلاله على إقامة فنية، في تحقيق أملها في التعبير عن ذاتها، وإلى الدمج بين الرمز العالمي للبحر والرموز الفلسطينية، بحيث يصبحان رمزًا واحدًا.
من ناحيته، يوضح المدير الفني لـ"محترف شبابيك"، شريف سرحان، أن برنامج الإقامات الفنية، والذي بدأ قبل عامين، يأتي ضمن رؤية "شبابيك" لخلق فرص للفنانين الشباب، لإنتاج فنون بصرية مُعاصِرة، وقد أتاح لعدد منهم المساحة والبيئة الحاضنة، والدعم المادي لإنتاج المشاريع الفنية.