"نتفليكس" صالة أفراح سنوب دوغ

09 يوليو 2022
يراهن مغني الراب في عرضه على طريقة كلامه وتحركه (فاليري ماكون/فرانس برس)
+ الخط -

 

لم يعد يخفى على أحد تحول "نتفليكس" إلى حصن للكوميديا والكوميديين، إذ بثت المنصة أخيراً واحداً من العروض التي أقيمت ضمن مهرجان "نتفليكس نكتة" (Netflix is a Joke)، ذاك الذي قدمه بيل بور، والذي اعتُبر من أسوأ ما يمكن أن يتورط فيه كوميدي. كما بُثت أيضاً جلسة احتفاء وتأبين للممثل الكوميدي بوب ساغيت الذي غادر عالمنا هذا العام، وحضرها جيم كاري، وكريس روك، وغيرهما، في ما يشبه مأتماً حميماً وكوميدياً. لكن، في النهاية، بالنسبة لنا نحن المشاهدين، لم يُقدم ما هو جديد أو مضحك، ليكون الأمر أقرب إلى اجتماع أصدقاء قدامى يحاولون تذكر صديقهم الذي مضى.

لم يتوقف الأمر عند ما سبق، إذ يمكن القول إن "نتفليكس" تحولت إلى صالة أفراح واحتفالات، فبثت المنصة أخيراً عرض F*Cn Around Comedy Special الذي يقدمه سنوب دوغ. بصورة أدق، هو احتفال نظمه سنوب دوغ بمناسبة شرائه شركة الإنتاج الموسيقي Death Raw، وهي الشركة التي أطلقت شهرته، وساهم في تأسيسيها مع دكتور دري، وضمت مغنين مثل إمينيم. يمكن القول إنها واحدة من أشد شركات إنتاج موسيقى الراب والهيب هوب تأثيراً. لذا، احتفالاً بهذه المناسبة، يطل علينا سنوب دوغ، وهو "يدخن"، داعياً الجميع للاحتفال والضحك حد الإغماء.

حفل الاستقبال السابق لا يؤدي فيه سنوب دوغ، بل يلعب دور المُضيف، إذ يقدم أصدقاءه الذين يؤدي كل منهم فقرة لا تتجاوز الدقائق الخمس، وقد تصل إلى سبع، قبل أن ينضم المؤدي/ الصديق إلى "المجلس"، حيث سنوب دوغ، ليحكي لنا الضيف عن نفسه، وعن المرة الأولى التي قابل فيها سنوب دوغ وكيف ترك الأخير أثراً على حياته. هكذا، نشاهد مايك إيبس، وميلاني كومارتشو، وكات ويليامز وغيرهم.

لكن هناك ما يثير الاستغراب والاستهجان، ولا نتحدث هنا عن صيغة "المضافة" التي يقدم بها العرض، بل أسلوب التقديم. هناك "نساء"، ونركز على هذه الكلمة، لأن لا دور لهن سوى كونهنّ نساء، يجلسن كديكور بجانب سنوب دوغ، الذي يصفهن بقوله إنهن هنا من أجل أن يأكلن ويشربن مجاناً. ناهيك عن استخدام كلمات وألقاب لم يعد مقبولاً تداولها في ما يخص وصف النساء في عالم الراب والهيب هوب.

سينما ودراما
التحديثات الحية

هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها سنوب دوغ أن يغير من أسلوبه؛ فألبوم الريغي الذي سجله، والوثائقي الذي صنعه حوله (بثته نتفليكس أيضاً)، وُصِف في أحد عروض التهكم الشهيرة على قناة كوميدي سنترال بأنه إهانة لمحبي الريغي، والأفضل عدم سماعه. وهذا بالضبط ما يمكن قوله عن هذا العرض. لا يحوي ما هو جديد، نكات متكررة، استثمار في أجساد النساء، والممنوعات والكحول، واستسهال من سنوب دوغ نفسه الذي يستهلك تاريخه الشخصي، ويستعيد أغانيه الأشد شهرة، لينعش الجمهور، ثم يتجه إلى "المضافة"، ليلقي تعليقات ساخرة وسخيفة.

يراهن سنوب دوغ في تقديمه لذاته على الـSwag، التي يمكن ترجمتها بالأسلوب، أي طريقة كلامه وتحركه وإطلاقه الأحكام، فهو الذي يركب التنين الوردي ويحلق عالياً، يجمع أصدقاءه للاحتفال في شأن قد لا يهمنا كثيراً، خصوصاً أن مستوى العرض لا يرتقي إلى ما تقدمه المنصة عادة.

الواضح أن المنصة، وعبر مهرجان "نتفليكس نكتة"، أرادت إنتاج محتوى جديد أساسه الكوميديا، لكن الرهان هنا صعب. هنا، نتساءل: هل يمكن أن نصنف سنوب دوغ ككوميدي؟ أو كمُلهم؟ أو كرائد أعمال؟ أو حتى كمنتج موسيقي عبقري؟ لا نمتلك إجابة عما سبق، لكن يكفي أن نشاهد لنكتشف أن سنوب دوغ شخص لطيف، ومن الممتع قضاء سهرة معه، من دون أن يلعب دور مضيف لعرض كوميدي.

المساهمون