ارتفاع حرارة المحيطات يهدد بيض القرش

09 يوليو 2024
تتميز أسماك القرش ببطء وتيرة دورة الحياة (Getty)
+ الخط -

أظهرت دراسة جديدة أن التأثيرات المشتركة لارتفاع درجة حرارة المحيطات وتحمضها يمكن أن تؤدي إلى انخفاض كارثي في بقاء أجنة أسماك القرش على قيد الحياة بحلول عام 2100. الدراسة التي عرضت يوم الثالث من يوليو/تموز، في مؤتمر البيولوجيا التجريبية في التشيك، هي أول بحث يثبت أن التغير الشهري في درجات الحرارة يلعب دوراً مهماً في موت أجنة أسماك القرش.

ينجم ارتفاع درجة حرارة المحيطات وتحمضها عن تركيزات أكبر من ثاني أكسيد الكربون المذاب في البيئات البحرية، ما يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة المياه وانخفاض مستويات الأس الهيدروجيني. وفقاً للدراسة، فإنه من دون تغييرات جذرية، تتجه البشرية نحو مستقبل أكثر دفئاً، ومن ثم قد تكون أسماك القرش أحد الحيوانات التي سيُقضى عليها بسبب المناخ الأكثر دفئاً الذي يمكن أن نشهده بعد 80 عاماً من الآن.

وجدت الدراسة أن بيض أسماك القرش من غير المرجح أن يفقس بنجاح إذا لم يجر التصدي لظاهرة الاحتباس الحراري العالمي. ويعني ارتفاع درجات الحرارة أنّ مزيداً من ثاني أكسيد الكربون سيذوب في المحيط، ما يجعله حمضياً وغير صالح لحياة الكائنات البحرية.

توضح المؤلفة الرئيسية للدراسة نويمي كولون، طالبة الدكتوراه في مختبر بيولوجيا الكائنات الحية والأنظمة البيئية المائية في فرنسا، أن أجنة الأنواع التي تضع البيض حساسة للظروف البيئية. وبالنسبة إلى بعض الكائنات، مثل أسماك القرش التي تتميز ببطء وتيرة دورة الحياة، يمكن أن تكون معدلات الفقس المنخفضة أمراً بالغ الخطورة في عملية توالد النوع.

وتقول كولون، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الدراسة التي أجريت على مدار عشرة أشهر ركزت على نمو الأجنة، واستهلاك صفار البيض، ومعدلات البقاء على قيد الحياة لبيض سمك القرش الصغير المرقط في ظلّ ثلاثة ظروف منفصلة.

كما خصصت عينة للرصد، إذ كانت درجات الحرارة ودرجة الحموضة المائية مطابقة للمحيطات في الفترة من عام 1995 إلى عام 2014. كانت هناك مجموعة يشار إليها باسم SSP2، أو سيناريو منتصف الطريق، حيث ترتفع درجات الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية وينخفض الأس الهيدروجيني بمقدار 0.2. تهدف هذه المجموعة إلى محاكاة ما سيحدث في عام 2100 إذا قلل البشر من استخدام الوقود الأحفوري، ولكن لم يتوقفوا عن استخدامه كلياً. أما المجموعة الثالثة فسميت SSP5، أو سيناريو التنمية المعتمدة على الوقود الأحفوري، وتتسم هذه المجموعة بظروف ترتفع فيها درجات الحرارة بمقدار 4.4 درجات مئوية وينخفض الأس الهيدروجيني بمقدار 0.4. تحاكي هذه المجموعة ما يمكن أن يحدث إذا استمر البشر في زيادة استخدامهم الوقود الأحفوري حتى عام 2100.

أظهرت أجنة سمك القرش معدل بقاء مرتفعاً في المجموعتين الأولى والثانية، بنسبة 81% و83% على التوالي. أما المجموعة الثالثة التي تحاكي نموذجاً لظروف المحيطات المتوقعة إذا استمرت البشرية في استخدام المزيد من الوقود الأحفوري، فقد كان معدل بقائها على قيد الحياة منخفضاً إلى حد كارثي، فلم يتجاوز 11% فقط. "لقد صدمنا من انخفاض معدل البقاء على قيد الحياة الذي لوحظ في سيناريو SSP5، مع فقس 11% فقط من الأجنة. وكانت نسبة عدم الفقس أكثر وضوحا في شهر أغسطس/آب، بالتزامن مع أعلى درجات حرارة والتي وصلت إلى 23.1 درجة مئوية، وخلال مرحلة النمو حيث تخضع الأجنة لإعادة امتصاص الخياشيم"، توضح الباحثة كولون.

ووفقا للدراسة، فإن أسماك القرش الباقية في المجموعة الثالثة اختلف نمط نموها عن أسماك القرش الأخرى؛ إذ كانت أسماك القرش الباقية أقل حجماً من تلك الموجودة في المجموعات الأخرى، ولكن كان معدل نموها أسرع بعد الفقس.

لذلك، يرى الباحثون أن أسماك القرش قد تحتاج إلى تطور غير طبيعي من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل تغير كبير في المناخ. ترى المؤلفة الرئيسية للدراسة أن ما يجعل أسماك المجموعة الثالثة مميزة لا يزال غير واضح. لكن، من خلال الاعتراف بالاختلاف بين الأفراد في أنواع الكائنات البحرية الصغيرة، يمكن للباحثين تقييم النجاح البيئي المستقبلي للأنواع.

 

المساهمون