هوانغشان السياحية... موطن الجبال الصفراء في الصين

04 مارس 2022
جبل هوانغشان أو الجبل الأصفر من نقاط الجذب السياحي المهمة في المدينة الصينية (Getty)
+ الخط -

تعرف بمدينة هويتشو نسبة إلى التجار الصينيين القدامى، خاصة تجار الحرير الذين جابوا العالم القديم لتصريف منتجاتهم، وهي أيضاً مسقط رأس ثقافة هويتشو؛ الثقافة الأولى للحضارة الصينية.

إنها المدينة السياحية بامتياز هوانغشان. عند مدخلها عربات خشبية تعود إلى القرون الأولى تستقبل الزوار، في إشارة إلى مكانة المدينة التجارية في العالم القديم.

مدينة لا تشبه مدناً أخرى في الصين، فهي موطن العجائب الطبيعية، ومكان يعبق بقصص وأساطير تاريخية تملأ الشوارع والقرى. تقع هوانغشان في الجزء الجنوبي من مقاطعة آنهوي.

اكتسبت حيزاً كبيراً في كتابات الرحالة ومخطوطاتهم، حيث أسرتهم طبيعتها الجغرافية، من سلسلة جبال لا نهاية لها، إلى قائمة كبيرة من الينابيع المائية والأنهار العذبة.

باختصار، هي مدينة "ستغير الكثير من نظرتك إلى العالم"، بحسب ما تقول المرشدة السياحية تيريزا لاري، مؤسسة مدونة "تيريزا ترافل" Teresa travel.

الصورة
هوانغشان
(Getty)

الجبال الصفراء

توصف الجبال الصفراء بأنها واحدة من عجائب الدنيا الطبيعية، نظراً لجمال النباتات والأشجار التي تكسو الجبال. وبحسب السكان المحليين، من زار الجبال الصفراء لا يمكن أن يثير إعجابه أي جبل آخر، فأشجار الصنوبر والأحجار ذات الأشكال الغريبة، والبحر الرائع من السحب والضباب، والينابيع الساخنة الطبيعية والشلالات تعطي المكان طابعاً مميزاً.

وبالرغم من الجمال الطبيعي هناك، إلا أنّ ذلك لا يضاهي كمّ المغامرات التي يمكن القيام بها.

في السياق، تشير لاري إلى أنّ زيارتها الجبال كانت مليئة بالنشاطات، وتقول: "تبدأ الرحلة لتسلّق الجبل عند الساعة الرابعة والنصف فجراً للاستمتاع بمنظر شروق الشمس، ويسير السياح ساعات قبل الوصول إلى قمم برايت ساميت، ولوتس بيك، حيث تبدو القمم وكأنها تعانق الغيوم في مشهد بديع". وتنصح لاري السياح بالتقاط الصور الفوتوغرافية هناك "لأنّ هذه التجربة لن تتكرر في أي مكان آخر".

الصورة
(Getty)
(Getty)

عالم لا حدود له

وضعت المدينة على قائمة التراث الطبيعي والثقافي العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة "يونسكو"، كواحدة من أشهر المدن التاريخية والثقافية في الصين. وتحتوي هذه المدينة على أكثر من 140 منزلاً قديماً تم الحفاظ عليها جيداً من عهد سلالتي مينغ وتشينغ.

وقد تم تعزيزها والاهتمام بها كجزء من هوية السكان. تقول المرشدة السياحية تيريزا لاري: "لم يخطر ببالي أن تدوس قدماي بيتاً أو منزلاً يعود لأسرة مينغ، الزيارة كانت أشبه بالخيال".

بعد زيارة المنازل القديمة والتعرّف على تفاصيل الهندسة المعمارية، تضيف لاري "أما محطتي الثانية، فكانت بحيرة نانهو، تلك البحيرة التي صنعت لنا ذكريات لا تنسى".

وتتنوع النشاطات الترفيهية حول البحيرة، ولعل أبرزها ممارسة رياضة التجديف، حيث يمكن للسياح استئجار قارب، والقيام بجولة داخل البحيرة لاكتشاف الكهوف الطبيعية المحيطة بها.

صحيح أنّ تجربة التجديف ربما لن تكون الأولى بالنسبة إلى الزوار، لكن مشاهدة هذا الكم من العناصر الطبيعية الخلابة تجعل السائح يشعر وكأنه داخل لوحة مرسومة من لوحات كبار الرسامين.

الصورة
(Getty)
(Getty)

وقت ممتع

لقضاء وقت ممتع، ستكون المحطة التالية قرية شيدي (Xidi Village) التي تم وضعها أيضاً على قائمة التراث الطبيعي والثقافي العالمي.

تتميز القرية بطرقها وشوارعها الداخلية المرصوفة بالحجارة، مع نمط هندسي تقليدي للبناء الخشبي والطوب، وكميات من المنحوتات الخشبية والمنحوتات الحجرية التي تزين القرية.

تصف لاري المكان بأنه "متحف خارجي للهندسة المعمارية التاريخية". وتقول: "خلال زيارتي شعرتُ برغبة عارمة لقراءة تاريخ أسرتي مينغ وتشينغ اللتين حكمتا الصين في القرون الماضية، هذه الرغبة تجلّت من خلال الشعور الذي يولد خلال السير بين الأحياء القديمة، والاستماع إلى الموسيقى التي تعلو أنغامها من كل حدب وصوب".

كذلك يتيح شارع Tunxi التاريخي التعمّق أكثر في أسرار السكان المحليين، ويمنح الزوار فرصة لاقتناء أفضل الفخاريات والأدوات المنزلية المصنوعة يدوياً، فهو إلى جانب طابعه التقليدي، يمكن وصفه بأنه مكان شعبي، حيث يجتمع أبناء المدينة لتمضية أوقاتهم واحتساء الشاي مع الورد، وهو أيضاً محطة لتعلّم بعض المفردات الصينية من السكان.

الصورة
1280765748
(Getty)

المنتزه الوطني

قصة أخرى تنتظركم في المنتزه الوطني الواقع في الجزء الجنوبي من المدينة. تغطي الحديقة الوطنية مساحة 62 ميلاً مربعاً. وتشتهر حديقة Huangshan الوطنية بالمناظر الخلابة التي توفرها لزوار الحديقة. كذا تشتهر بقمم الغرانيت وأشجار الصنوبر ذات الشكل الغريب.

وتعتبر الحديقة مصدر إلهام للفنانين والمصورين والشعراء، ويلاحظ الزائر عدداً كبيراً من الرسامين والنحاتين يحاولون إكمال مشاريعهم الفنية. تقول لاري بعد زيارتها المنتزه "من شدة جمال الطبيعة، يقف معظم الناس في رهبة".

يحتوي المنتزه أيضاً على العديد من الينابيع الساخنة التي تساعد في علاج الأمراض الجلدية المختلفة.

وللأطفال حصتهم من التسلية في المنتزه، فقد خصصت السلطات مركزاً ترفيهياً وثقافياً لهم، حيث يمكنهم اللعب هناك، والتعرف على الحضارة الصينية من خلال أفلام كرتونية بسيطة.

الصورة
1280760714
(Getty)
المساهمون