استمع إلى الملخص
- البلاغات حذرت من أن هذه المراكب تعد "نعوشاً بحرية متحركة" بسبب عدم الالتزام بمعايير الأمان والسلامة الدولية، مشيرة إلى حادثة غرق المركب "رابتور" في نوفمبر 2023.
- تم تغيير أسماء المراكب للتحايل على القوانين الدولية، مما يتيح لها الإبحار مجدداً رغم تسجيلها مخالفات جسيمة ووجودها على القائمة السوداء للملاحة الدولية.
تلقى النائب العام المصري محمد شوقي عياد، اليوم السبت، 22 بلاغاً للتحقيق بشأن 34 مركباً متهالكاً والمعاد تدويرها (صورياً) والتي كانت مدرجة على القائمة السوداء للملاحة الدولية، وقامت شركات ملاحة مصرية بشرائها وتغيير اسمها والتحايل في أوراقها وإعادة إبحارها ضمن ما يعرف باسم "تجارة المراكب المتهالكة".
وحذرت البلاغات التي تقدمت بها جهات مختصة عدة بشأن الملاحة البحرية، في مقدمتها نقابة ضباط الملاحة البحرية التجارية، من أن هذه المراكب تعد "نعوشاً بحرية متحركة"، إذ إنّ مصير هذه المراكب وطاقمها هو الغرق والهلاك نتيجة عدم الالتزام بمعايير الأمان والسلامة الدولية، وعدم إعادة إصلاح هذه المراكب بشكل حقيقي، وإصلاحها صوريا فقط لتقوم برحلاتها.
وأضافت أنها رصدت 34 مركباً متهالكاً منذ بداية عام 2024 وعلى مدار ستة أشهر، جرت لها عمليات تدوير ضمن السوق النشطة للمراكب المتهالكة للتحايل على إدراجها ضمن القائمة السوداء للملاحة الدولية (مطلوب) للمراكب المتهالكة، إذ تخلّص منها ملاكها في السوق السوداء بثمن بخس وهي في عرض البحر، ثم قامت بشرائها بعض شركات الشحن في مصر ورفعت كفاءتها صورياً لتتمكّن من الإبحار مجدداً.
وأوضحت البلاغات أنه يجب تدخل السلطات المعنية قبل حدوث كارثة جديدة، مشيرة إلى أن آخر هذه الكوارث وقع في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 عندما غرق المركب التجاري الضخم "رابتور" وتسبب في وفاة طاقمه بالكامل (15 فرداً) وأُنقذ فرد واحد فقط وعُثر على آخر ميتاً في البحر، بينما لم يُعثر على أي من طاقم السفينة وأعلنت السلطات اليونانية أنهم مفقودون، وأوقفت عمليات البحث عقب ثلاثة أيام.
والمركب "رابتور" الذي أبحر من ميناء الدخيلة في الإسكندرية متجهاً إلى إسطنبول في تركيا، تبين أنّ اسمه تغير من "رابتور" إلى "روفانا"، وأن خط السير غير المعلن هو أوكرانيا وليس إسطنبول. وتبين أن المركب "رابتور" في صيف 2023 كان قد وصل من رحلة مشبوهة في البحر الأسود إلى ميناء الإصلاح في دمياط، وظل أفراد الطاقم 35 يوماً يعملون لتغطية عيوب المركب.
وغيّر أصحاب المركب عقب محاولة الإصلاح الصورية اسمه إلى "روفانا" لمعرفة أصحابه أن اسمه السابق "رابتور" سبق أن وضع على القائمة السوداء وخضع للاحتجاز والتفتيش عشرات المرات في أكثر من ميناء، وبتغيير الاسم فإنه يجعل الإبحار الدولي سهلاً "قانوناً" مثلما حدث عند عدم الإعلان عن الوجهة الأخيرة للمركب.
ونجحت الشركة المصرية مالكة المركب مجدداً في إبحاره في الرحلة الأخيرة بعد تغيير اسمه، رغم أنه سبق أن سجل على المركب 205 مخالفة جسيمة في موانئ عدة، ومنذ 2022 مدرج على القائمة السوداء للملاحة تحت بند المطلوبين (Wanted) في البيانات البحرية الدولية (Shiparrested)، كما سبق أن حصل على 29 مخالفة جسيمة في قواعد السلامة والإبحار الدولي، وتم احتجازه لمدة 279 يوماً في ميناء بورغاس البلغاري على البحر الأسود في 2018.
وأوضحت البلاغات أن ما حدث مع المركب المذكور مرشح للحدوث مع 34 مركباً متهالكاً آخر تم رصدها في البلاغات.