سيارات إدلب تبحث عن قطع الغيار: ندرة وغلاء

يتجول سليمان الخالد بين محال منطقة الصناعة في إدلب، يحمل في يده مرآة سيارته المكسورة ويبحث عن بديل لها. بعض التجار يرد بالنفي فوراً حينما يسأل عن قطعة مماثلة لها، بينما ينصحه آخرون باستبدالها بنموذج مشابه لاستحالة العثور على قطعة جديدة من هذا النوع.

يقول سليمان لـ"العربي الجديد"، إنه اشترى منذ عامين سيارة بيجو تتناسب مع رأس المال الذي يملكه، ولم يكن يتوقع أن انخفاض سعرها عائد لقلة قطع الغيار وارتفاع ثمنها إذا توافرت في السوق، لكن بعد أشهر قليلة بدأت رحلة المعاناة لديه في البحث عن قطع الغيار بعد أي عطل يطرأ على السيارة.

يضيف سليمان: "المشكلة التي أعاني منها لا تتعلق بهذا النوع من السيارات فقط، فعشرات الأنواع الأخرى يعيش أصحابها معاناة مشابهة وينتقلون من منطقة لأخرى للبحث عن قطعة تم فكها من سيارة تالفة بعدما قرر صاحبها بيعها كقطع لتعذر إصلاحها".

من جانبه، يقول فني الصيانة سالم عبد الله لـ"العربي الجديد"، إنه يواجه مشاكل مستمرة في مسألة البحث عن قطع تبديل أثناء إجراء الصيانة، ويضيف: "في الغالب نضطر لاستعمال قطع من ماركات أخرى تتشابه مع الماركة المطلوبة أو نضطر لتفصيل القطعة المطلوبة، مثل (الجوانات)، التي تعتبر أساسية في أي عملية صيانة، حيث نقوم بقصها بشكل متطابق مع الأساسية، إلا أنها لن تدوم لفترة طويلة مثل القطعة الأساسية".

أسواق

التحديثات الحية

شبكات السيارات المسروقة تنشط في الأسواق السورية

يضيف عبد الله: "في حالات أخرى قد نضطر لاستبدال المحرك بشكل كامل، أو أحد أجزاء السيارة الرئيسية بسبب ملل صاحبها من البحث عن قطع صيانة ودفع مبالغ كبيرة عند العثور عليها، إذ نلجأ لاستعمال القطع الكورية والتي تعد أكثر انتشاراً مقارنة بغيرها".

بدوره، يقول عبد العزيز اليوسف، وهو تاجر قطع سيارات، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك نقصاً كبيراً جداً في قطع التبديل، والسيارات الوحيدة التي يمكن أن تجد لها قطعاً بطريقة أبسط من غيرها هي السيارات الكورية، بينما يصعب العثور على قطع للسيارات اليابانية والألمانية والفرنسية والأميركية، ويضطر صاحب السيارة في كثير من الأحيان للبحث عن سيارة معطلة بالكامل لشراء بعض القطع منها واستعمالها لسيارته أو سيكون مصير سيارته كسابقتها في سوق بيع القطع".

يضيف اليوسف أن "غالبية قطع التبديل مستعملة تم فكها من سيارات معطلة، ما يعني احتمال تعطلها في وقت قريب، كما أن أسعارها مرتفعة جداً، فأصغر قطعة في السيارة قد تباع بـ10 دولارات بينما في الحالة الطبيعية يجب ألا يتجاوز سعرها دولارين".