ستيف هانكي: الحرب على غزة لها تبعات اقتصادية هائلة ولبنان في مرمى النيران

25 اغسطس 2024
من يوميات الحرب على غزة، دير البلح 2 مايو 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **التبعات الاقتصادية للحرب على لبنان**: الحرب بين إسرائيل وحزب الله كلفت لبنان 10 مليارات دولار، وأثرت على البنية التحتية والسياحة، حيث ألغت شركات طيران رحلاتها إلى بيروت.

- **التوترات العسكرية وتأثيرها على الاقتصاد**: التوترات بين إسرائيل وحزب الله أدت إلى تبادل محدود لإطلاق النار، مما أثر على التجارة واستيراد السلع الأساسية، وزاد من الضغوط على الليرة اللبنانية.

- **الأزمات الداخلية وتفاقم الوضع الاقتصادي**: شح العملات الأجنبية وانقطاع التيار الكهربائي زاد من الأزمات الاقتصادية، مع احتمالات موجة جديدة من اللاجئين الفلسطينيين وتنامي التوترات الطائفية.

انتقد الخبير الاقتصادي الأميركي ستيف هانكي حرب إسرائيل على قطاع غزة، مشيراً إلى أن لها تبعات اقتصادية هائلة، خاصة على دول مثل لبنان الذي كلفته الحرب مليارات الدولارات. ونقل هانكي الذي يُدَرِّس الاقتصاد التطبيقي بجامعة كاليفورنيا وعمل مستشاراً للبيت الأبيض في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان، على حسابه في منصة إكس، قول وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام إن الحرب بين إسرائيل وحزب الله كلفت لبنان 10 مليارات دولار من الخسائر في الإيرادات الضائعة والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية. ونشر هانكي صورة تعبر عن الخسائر الاقتصادية التي يتكبدها لبنان بسبب الحرب.

الحرب على غزة تدمر اقتصاد لبنان
صورة نشرها ستيف هانكي في حسابه على إكس لخسائر لبنان من الحرب

وحتى هذه اللحظة، لم تنخرط إسرائيل في حرب شاملة مع حزب الله في لبنان، إلا أن التوترات هناك أصبحت متزايدة، وشهدت خلال الأسابيع الأخيرة تبادلا محدودا لإطلاق النار بين الجانبين، خاصة مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة. وتوتر الوضع مؤخراً، حيث حشد كلا الطرفين قواته على طول الحدود، مما أثار المخاوف من احتمال تصعيد الأمور إلى حرب أوسع، ودفع هانكي للتعليق. وكتب: "حرب إسرائيل على غزة = أضرار جانبية هائلة".

وشنّ الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأحد ضربات استباقية على لبنان، بينما نفذ حزب الله هجوماً واسعاً بإطلاق عدد كبير من المسيرات في إطار رد أولي على اغتيال القيادي فؤاد شكر بالضاحية الجنوبية لبيروت يوم 30 يوليو/تموز الماضي، وأكد الحزب قصف "هدف عسكري نوعي" سيعلن عنه لاحقاً.

وأثرت الحرب الجارية في غزة بشكل كبير على الاقتصاد اللبناني الهش بالفعل، كما يقول هانكي وسلام، بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية وانهيار القطاع المصرفي. وتفاقمت المشكلات الاقتصادية في لبنان مؤخراً، حيث تأثر قطاع السياحة، الذي يعد مصدرًا رئيسيًا للدخل، نتيجة عدم الاستقرار في المنطقة، وتزايد احتمال دخول "حزب الله" اللبناني طرفاً في الحرب.

وأوضح الوزير سلام أن الصراع كلّف لبنان بالفعل حوالي 10 مليارات دولار، مشيرًا إلى الخسائر في الإيرادات والآثار السلبية التي لحقت بالبنية التحتية. وأكد في تصريحات لوكالة "بلومبيرغ" أن التفاؤل بنمو القطاع السياحي في لبنان قد تبدد، حيث لم يشهد أي انتعاش، وكل من حجز إجازته قام بإلغائها، مما أدى إلى ركود في قطاع السياحة، وترك الفنادق والمتاجر خالية من الزبائن.

وأعلنت شركات طيران عالمية كبرى إلغاء رحلاتها إلى مطار بيروت، حيث قررت الخطوط الفرنسية "إير فرانس" وفرعها المنخفض الكلفة ترانسافيا تعليق رحلاتهما إلى بيروت (وتل أبيب) "حتى الاثنين 26 أغسطس/آب على الأقل"، بعد تفاقم حدة التوتر بين إسرائيل ولبنان، وفق ما صرح به مصدر في الشركة لوكالة فرانس برس الأحد. وأوضح ممثل الشركة أنه بسبب الوضع "تم إلغاء رحلات اليوم وغداً" بين باريس وهاتين المدينتين، مشيراً إلى احتمال تمديد ذلك.

ومنذ انتشار كوفيد، كانت الشركة الفرنسية تسير رحلة في اليوم إلى بيروت، قبل أن توقف تلك الرحلات خلال الفترة بين 29 يوليو/تموز و15 أغسطس/آب، وشمل أيضاً فرعها ترانسافيا، بحسب ممثل الشركة. وكانت لوفتهانزا، كبرى شركات الطيران الأوروبية، قد أعلنت الجمعة أنها ستمدّد تعليق رحلاتها إلى بيروت حتى 30 سبتمبر/أيلول، في مواجهة مخاطر تفاقم الصراع في المنطقة. وأعلنت شركة الطيران الألمانية الأخرى "كوندور" عن إيقاف رحلاتها إلى بيروت بسبب الأوضاع الحالية. 

وبالتزامن، قالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية إن شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية علقت رحلاتها إلى بيروت اليوم الأحد، وذلك "نتيجة الوضع الراهن"، من دون توضيح الإطار الزمني للتعليق بالتحديد. واليوم الأحد، قال رئيس اتحاد نقابات المؤسسات السياحية في لبنان ونقيب أصحاب الفنادق، بيار الأشقر، إن التحدي الكبير للشعب اللبناني والمؤسسات السياحية هو حالة الحرب الحالية، فيما نصحت غالبية الدول والسفارات رعاياها بعدم المجيء إلى لبنان.

وأضاف الأشقر، في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام العربية، أن محاولات جرت في العديد من المناطق اللبنانية لاستعادة الزخم السياحي، إلا أن النتائج لم تكن على النحو المرجو بسبب التهديدات المتتالية خلال فصل الصيف، نظراً لتكرار التهديدات الإسرائيلية بشن حرب ضد لبنان وإقفال وضرب مطار بيروت. وأشار إلى الاعتداء الإسرائيلي الأخير على الضاحية وقتل أحد كبار مسؤولي حزب الله.

وأوضح أن الطموح في فترة العطلات كان وصول معدل الإشغال إلى نحو 30%، لكنه لا يتجاوز حاليا 7%، وقال: "أي فندق لا يسجل نسبة إشغال فوق 55% لا يحقق أرباحا". وأشار إلى أن الوضع سيئ جدا في قطاع الفنادق وأفضل في قطاع المطاعم نتيجة نشاط اللبنانيين والمغتربين، موضحاً أن الوضع سيئ جدا منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي على قطاعي الفنادق والمطاعم. وقدر رئيس اتحاد نقابات المؤسسات السياحية في لبنان، خسائر القطاع بفقدان نحو 50% من مدخول السياحة في لبنان خلال العام الماضي، والمقدر بنحو 7 مليارات دولار.

وتعطلت تجارة لبنان لتسبب تحديات كبيرة في استيراد السلع الأساسية، بعد تعطل طرق التجارة الرئيسية، ما أدى إلى نقص السلع وارتفاع الأسعار. وتسبب ذلك في تعرض الليرة اللبنانية، المأزومة منذ سنوات، لمزيد من الضغوط، مع فقدان المستثمرين للثقة وتسريع هروب رؤوس الأموال.

وتسبب شح العملات الأجنبية في البلاد في امتداد الأزمات إلى البنية التحتية، حيث أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان الأسبوع الماضي انقطاع التيار الكهربائي عن جميع الأراضي اللبنانية بما فيها المرافق الأساسية، وبينها المطار والمرفأ والسجون. وقالت المؤسسة، في بيان، إن آخر مجموعة وحدات إنتاجية بمعمل الزهراني، الذي يزود البلاد بالكهرباء، خرجت عن الخدمة جراء نفاد الوقود المشغل لها.

ولفتت مؤسسة كهرباء لبنان إلى أن توقف جميع الوحدات الإنتاجية بهذه المحطة جاء بعد استنفاد جميع الإجراءات الاحترازية الممكن اتخاذها، من أجل إطالة فترة إنتاج الطاقة بأقصى حدودها الدنيا الممكنة. ولكن الجزائر أعلنت، في لفتة تضامن مع لبنان، منحه كميات الفيول اللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء من جديد.

ومع تزايد احتمالات تعرض البلاد لموجة جديدة من اللاجئين الفلسطينيين، بصورة تزيد من الأعباء على البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية في لبنان، وتنامي التوترات الطائفية ثم تطورها إلى صراعات داخلية تزيد عدم استقرار الاقتصاد، ظهرت المخاوف من تعميق الأزمة الاقتصادية في لبنان، ودفع البلاد نحو انهيار اقتصادي شامل.

المساهمون