تطبيع عبر الكابلات: إنترنت بين إسرائيل والسعودية لكسر احتكار مصر

05 مارس 2022
ستقوم غوغل وشركة تليكوم إيطاليا بتنفيذ المشروع والمقرر له الانتهاء في 2024 (خرائط غوغل)
+ الخط -

تعمل دولة الاحتلال الإسرائيلي حالياً، على مدّ شبكة إنترنت عالية السرعة لتربط لأول مرة إسرائيل بالسعودية، في خطوة لتطبيع العلاقات مع المملكة، وفي الوقت ذاته كسر احتكار مصر لنقل بيانات الإنترنت بين أوروبا وآسيا.

ووفقاً للحكومة المصرية، فإن أكثر من 90% من البيانات بين أوروبا وآسيا تمرّ عبر أراضيها (قناة السويس تحديداً)، وهو ما دفع شركات الإنترنت للتذمّر مما تصفه باحتكار شبه كامل يسمح لمصر بفرض رسوم باهظة، ناهيك عمّا يتسبّب فيه ذلك من اختناق يجعل جودة الخدمات عرضة للاضطراب. ولا يوجد حالياً بديل لربط القارتين غير المرور من جنوب القارة الأفريقية.

يعدّ الكابل الجديد وفقاً لموقع مجلة "ذا إيكونوميست" The Economist، في تقرير لها نُشر اليوم السبت، جزءًا من كابلين بحريّين أطول، ويمتد على طول الطريق من فرنسا إلى الهند. يتكوّن هذا المسار من كابلين منفصلين، أحدهما ينتهي في ميناء العقبة الأردني، والآخر يبدأ في مدينة إيلات الإسرائيلية المجاورة، لكن في الواقع سيكون هناك خط واحد، يتم بناؤه بدعم من الحكومتين.

الصورة
خريطة تبيّن مسار خط "بلو-رامان" (موقع ذي إيكونوميست)
خريطة تبيّن مسار الخط (موقع ذا إيكونوميست)

وأشار الموقع إلى أن هناك حالة نشاط قوية لإنشاء خط البيانات الجديد، والذي تعمل على إنجازه شركتا غوغل وتليكوم إيطاليا (Telecom Italia)، ومن المقرّر الانتهاء منه في عام 2024. 

وبالنسبة لإسرائيل، فإن الكابل الجديد، المسمى Blue-Raman، أكبر من الخطوط الحالية مما يوفر سرعة أكبر لانتقال البيانات، كما أنه يمثل فرصة لتذويب الجليد في العلاقات الدولية في المنطقة. 

وقال مسؤول إسرائيلي وفقاً للموقع، إنه "لأكثر من سبعة عقود، تجاوزت جميع طرق التجارة وشبكات الاتصالات في الشرق الأوسط إسرائيل، وللمرة الأولى منذ قيام إسرائيل، أصبحنا جزءًا من بنية تحتية إقليمية".

ووفقاً للموقع ذاته، فإن السعودية لم تعلّق حتى الآن على الموضوع، لكن لديها مصالح منه مثل استخدامه لتوصيل الإنترنت والبيانات إلى المدينة الجديدة المسماة "نيوم"، إضافة لتماشي هذا المشروع مع محاولات ولي العهد محمد بن سلمان الدفع بهدوء نحو تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال.

كما تأتي "دبلوماسية الكابلات" الإسرائيلية في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل أيضًا تحسين البنية التحتية للإنترنت الخاصة بها. يصف وزير الاتصالات الإسرائيلي، يوعز هندل، شبكة الكابلات الجديدة في الشرق الأوسط - وفقاً للموقع - بأنها "نسخة القرن الحادي والعشرين من "طريق الحرير" التي تربط البلدان التي كانت، حتى وقت قريب، أعداء".

 ويشير "ذا إيكونوميست" إلى أن مشاريع البنية التحتية يمكن أن تحقق مزيدًا من النجاح في مسار تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول المنطقة، ففي العام الماضي اتفقت إسرائيل والأردن على بناء محطة لتحلية المياه بتمويل إماراتي على ساحل البحر المتوسط.

وفي فبراير/ شباط الماضي بدأت شركتان، إماراتية وإسرائيلية، اتفاقاً لربط شبكة الاتصالات بين البلدين إضافة للبحرين، في إطار تسريع عملية التطبيع الجارية بين هذه الدول.

المساهمون