استمع إلى الملخص
- تفاقمت الفوضى في الأسواق مع إعلان إسقاط النظام السوري، حيث أغلقت المحال التجارية وازدادت عمليات النهب، مما زاد الأعباء الاقتصادية على الأسر السورية.
- أشار الخبراء إلى استمرار تدهور الوضع الاقتصادي ما لم تحدث تغييرات سياسية جذرية، مع توقع استمرار انهيار الليرة وارتفاع الأسعار، مما يزيد الكساد وتفاقم الأوضاع المعيشية.
أسهمت التطورات العسكرية الأخيرة والمعارك في معظم المناطق السورية في زيادة معاناة السوريين المعيشية، وشهدت الأسواق السورية إقبالا كبيرا خلال الأيام الأخيرة، على تخزين المواد التموينية والخبز ما أدى لتضاعف الأسعار بشكل كبير. وتوقفت الأفران عن صناعة الخبز في محافظات حمص ودمشق ودرعا والسويداء مع زيادة وتيرة العمليات العسكرية ووصل سعر الربطة الواحدة في بعض المناطق إلى 20 ألف ليرة بعد أن كانت تباع بنحو 9 آلاف ليرة.
كما توقفت متاجر غذائية عن بيع البضائع مع استمرار انهيار الليرة السورية والذي وصل إلى 27 ألف ليرة مقابل الدولار بعدما كان قبل أيام قليلة فقط بـ14 ألف ليرة. وشهدت أسواق السلع إقبالاً كثيفاً على مواد مثل الأرز والبرغل والزيت والسكر وفقدت هذه الأصناف في بعض المحافظات رغم ارتفاع سعرها بأكثر من 40% رغم تطمينات وزارة الداخلية في النظام السابق منذ أيام بأن هناك مخزونات كافية.
هاجس تأمين الخبز في سورية
مع إعلان إسقاط النظام السوري أغلقت معظم المحال التجارية أبوابها في دمشق بينما يشكل هاجس تأمين الخبز الهاجس الأكبر للسوريين مع عدم وضوح الرؤية بشأن توقيت عودة الأفران للعمل. وقال الناشط الإعلامي، ملهم الأحمد، في اللاذقية إن الفوضى أسهمت بنهب مخازن كثيرة في اللاذقية وطاولت حتى المرفأ الذي يحوي مخزونات غذائية، مؤكدا أن الأسعار غير محددة وكل تاجر بات يبيع وفقاً لهواه وبأرقام خيالية ما يزيد من متاعب السوريين في هذه الأوقات العصيبة.
وأكد الأحمد في حديث لـ"العربي الجديد" أن الكثير من الأسر لم تستطع توفير التموين بسبب حالتها الاقتصادية الصعبة حيث تعيش معظم العائلات بالدين حتى استلام الراتب الذي لا يتبقى منه أصلا شيء بعد يومين أو ثلاثة. وكان البنك الدولي شدد في مايو/ أيار الماضي على أن الصراع في سورية المستمر منذ أكثر من 10 سنوات، قد أدى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي المتردي بالفعل في عام 2023، كما أدى إلى تدهور كبير في رفاه الأسر السورية.
وقد أدى استمرار النقص في التمويل ومحدودية المساعدات الإنسانية إلى زيادة استنزاف قدرة الأسر على تأمين احتياجاتها الأساسية وسط ارتفاع الأسعار، وتراجع الخدمات الأساسية، وزيادة معدلات البطالة، حسب البنك الدولي.
مخاوف انقطاع الإمدادات
وحول وضع الأسواق والتجار قال الناشط إن هناك مخاوف مع انقطاع الإمدادات لذلك لجأ الكثير منهم لتحديد كميات البيع أو الإغلاق نهائياً مع استمرار انهيار الليرة السورية تجنباً للخسائر. من جانبه، قال الخبير الاقتصادي السوري، أحمد الغريب، في حديث لـ"العربي الجديد" إن الأسواق السورية تعرضت لهزة قوية مع عودة الأعمال العسكرية وهي التي كانت تعاني أصلا من شح المواد والغلاء وعدم تناسبها مع دخل السوريين.
وأضاف الغريب أن انعكاسات الوضع الاقتصادي على السوريين وحالة الأسواق ستحددها التطورات السياسية ومدى سرعة الانتقال لحكومة انتقالية وعودة مؤسسات الدولة السورية. كما توقع المحلل الاقتصادي انهيارات متواصلة في سعر صرف الليرة، ما سيؤدي إلى موجة غلاء كبيرة وكساد في الأصناف غير المعيشية. وشهدت سورية، أمس الأحد، حدثاً تاريخياً مع إعلان إسقاط حكم عائلة الأسد لسورية بعد 54 عاماً من السلطة، وفرار رأس النظام بشار الأسد لجهة لا تزال مجهولة.