الأردن: جمود في التجارة والسياحة بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة

25 أكتوبر 2023
المطاعم ومحلات الملابس والحلويات الأكثر تأثراً (فرانس برس)
+ الخط -

ألقى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمجازر التي يرتكبها يومياً بحق الفلسطينيين، بظلال سلبية على الحركة التجارية والسياحية، والعديد من القطاعات الخدمية في الأردن.

وتبدو مظاهر التأثر النفسي بما يحدث من إجرام إسرائيلي بحق الفلسطينيين واضحة في الشارع الأردني، من خلال تراجع الحركة التجارية، وخاصة على محلات الألبسة والمجوهرات والمطاعم والمقاهي والمنشآت السياحية.

وتغلق معظم المنشآت أبوابها مبكراً، خاصة وسط العاصمة عمان، التي تكثر فيها المحلات التجارية، بعد أن كانت تستمر في عملها حتى ساعات الفجر الأولى، نظراً للإقبال الكبير عليها، لكن ذلك تراجع منذ أكثر من أسبوعين لاعتبارات تتعلق بالتظاهرات التي تنظم يومياً في المدن، تضامناً مع قطاع غزة ورفضاً للعدوان.

قال عضو غرفة تجارة عمان، علاء ديرانية، لـ"العربي الجديد" إن النشاط التجاري تراجع بشكل كبير منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث انخفضت المبيعات بشكل عام بنسبة تتراوح ما بين 20% و30%، بينما تزيد النسبة عن هذه المعدلات في محلات الألبسة والحلويات والمقاهي والمطاعم.

وأضاف ديرانية، أن الأردنيين، وتضامناً مع أشقائهم، قاموا بإلغاء وتأجيل مناسباتهم الاجتماعية، وبعضهم قام باختصارها في إطار العائلات، ما أدى إلى تدني الطلب على صالات الأفراح والحلويات وغيرها، كما أن العديد من المحلات المعتاد أن تشهد ازدحاماً على أبوابها تبدو فارغة إلى حد كبير من الزبائن مثل المطاعم ومدن الألعاب الترفيهية.

وأشار إلى أنه بسبب تراجع الطلب حالياً، تشهد الأسواق انخفاضاً في أسعار مختلف السلع، وأعلنت متاجر كبرى عن تخفيضات تصل نسبتها إلى 80% على الألبسة وتنزيلات أخرى على أسعار المواد التموينية للحد من تراجع المبيعات.

ويتوقع تجار تعرّضهم لخسائر كبيرة مع طول أمد العدوان على غزة، لتضاف إلى الأعباء المالية التي واجهوها في السابق. ويواجه الاقتصاد الأردني صعوبات بالأساس، بفعل تراكمات جائحة فيروس كورونا، وتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا المستمرة منذ فبراير/ شباط من العام الماضي 2022.

وقال رئيس نقابة أصحاب المطاعم والحلويات عمر العواد، إن القطاع من أكثر الأنشطة التجارية والخدمية التي تأثرت بالعدوان على غزة وما نتج عنه من مجازر بحق الشعب الفلسطيني.

وأضاف عواد أن أولوية الأردنيين حالياً متابعة الأحداث وسط موجة من الحزن والعزوف بالتالي عن ارتياد المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية.

وأشار إلى أن المطاعم ساهمت في الإضراب العام، الذي جرى تنفيذه من قبل المحلات التجارية قبل أيام تضامناً مع فلسطين ورفضاً للعدوان.

وتابع أن المسيرات والوقفات التضامنية التي لا تزال قائمة في الأردن، وتراجع التجمعات العائلية، ساهم في تخفيض حجم النشاط التجاري، وتراجع الإقبال على الشراء، لا سيما المواد التموينية والملابس.

إلى ذلك تتواصل حملات جمع التبرعات في الأردن لتقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث ينتظر إرسال مزيد منها خلال الأيام المقبلة، عبر الهيئة الخيرية الهاشمية المكلفة بملف المعونات الإنسانية.

ويجري جمع التبرعات بشكل شمولي من خلال لجان شعبية والقطاعات الاقتصادية والمحلات التجارية ومؤسسات مجتمع مدني، بالتنسيق مع الهيئة التي حددت المتطلبات ذات الأولوية حالياً، لا سيما من المواد الغذائية ومعدات الإغاثة، فيما يجري تجهيز المعدات الطبية والأدوية ضمن إجراءات خاصة.

ولا توجد تقديرات حتى الآن لإجمالي التبرعات المقدمة من المواطنين ومختلف القطاعات ومؤسسات المجتمع المدني، حيث تتواصل الحملات من خلال محطات التلفزة والإذاعات الأردنية والمؤسسات الإعلامية وغيرها.

وبخلاف التأثيرات السلبية التي تشهدها أسواق الأردن بفعل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، فإن العدوان يزيد من أعباء ديون الدولة، مع تزايد قلق المستثمرين الدوليين من اتساع نطاق الصراع في المنطقة.

وعلى مدار عشرة أيام فقط منذ السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قفز العائد على سندات المملكة المقومة بالدولار لعام 2030 من 8.5% إلى 9.45%، وهو أعلى مستوى على أساس سنوي.

المساهمون