أول سفينة حبوب أوكرانية تُبحر إلى لبنان

03 اغسطس 2022
سفينة الحبوب تغادر مضيق البوسفور في تركيا بعد انتهاء عمليات التفتيش (الأناضول)
+ الخط -

قالت السلطات التركية والأوكرانية، إن أول سفينة حبوب تغادر أوكرانيا توشك على عبور مضيق البوسفور في طريقها إلى لبنان بعد فحص شحنتها والموافقة عليها، اليوم الأربعاء.

وقالت وزارة الدفاع التركية، إن فريق تفتيش أمضى نحو 90 دقيقة في القيام بعمليات تفتيش على متن سفينة "رازوني" التي ترفع علم سيراليون، والتي تحمل شحنات من الذرة الأوكرانية، خلال تواجدها قبالة إسطنبول.

وضم الفريق مسؤولين من أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة. ودوى بوق "رازوني" عندما غادر المفتشون السفينة. وأظهرت صور نشرتها وزارة الدفاع التركية على تويتر، مفتشاً يدخل إلى حاوية مفتوحة في السفينة ويلمس الحبوب.

كانت السفينة، التي تقول الأمم المتحدة إنها تحمل نحو 26 ألف طن من الذرة، يوم الاثنين الماضي، من أوديسا على ساحل البحر الأسود في أوكرانيا، في طريقها إلى لبنان، وجهتها النهائية.

تهدف عمليات التفتيش في إسطنبول، إلى التأكد من عدم حمل السفن المقبلة أية أسلحة، وأن السفن المغادرة لا تحمل سوى الحبوب أو الأسمدة أو المواد الغذائية ذات الصلة، وليس أي سلع أخرى.

من المتوقع أن ينطلق المزيد من السفن من أوكرانيا في الأيام المقبلة، ما يثير آمالا في إمكانية التخفيف من أزمة الغذاء في العالم. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، وفق وكالة "أسوشييتد برس"، إن نحو 27 سفينة تحمل البضائع، جاهزة للانطلاق وتنتظر في ثلاثة موانئ أوكرانية.

وقال مسؤول تركي كبير، إن ثلاث سفن قد تغادر الموانئ الأوكرانية يومياً بدلاً من سفينة واحدة في اليوم، وفق ما نقلت وكالة رويترز. وأدى توقف الشحنات بسبب الحرب إلى تفاقم ارتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم وهدد بانتشار الجوع وزعزعة الاستقرار في الدول النامية.

وفي 22 يوليو/تموز الجاري، جرت في إسطنبول برعاية الرئيس رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مراسم توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية" بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.

وتوفر الاتفاقية الموقعة ممراً آمناً للسفن التي تحمل حبوباً للخروج من ثلاثة موانئ أوكرانية. وتقول أوكرانيا، التي كانت من أكبر مصدري الحبوب في العالم قبل الحرب، إنها تسعى إلى تصدير 20 مليون طن من إنتاجها من الحبوب، والبالغة قيمتها حوالى 10 مليارات دولار، بموجب الخطة.

وتوقع رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية في إسطنبول، كامل ديمريل، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن تبدأ أسعار الحبوب العالمية في التراجع مع إبحار المزيد من سفن الحبوب من أوكرانيا.

وأشار ديمريل إلى أن من المهم أيضا تصدير القمح الروسي، إذ تشير التوقعات إلى إنتاج نحو 88 ملايين طن قمح لهذا العام، مضيفا: "تصدير القمح الروسي الخطوة اللاحقة وإن لم يعلن صراحة خلال الاتفاقية".

وحول لماذا لبنان وجهة أول سفينة حبوب أوكرانية، رأى ديمريل، أن "لبنان قريب من الموانئ التركية ولن تكون تجربة إبحار أول سفينة طويلة، كما أن لبنان، يعاني من أزمة غذائية خانقة أكثر من الدول الأفريقية".

وكانت أسعار العقود الآجلة للقمح لمايو/أيار، قد قفزت في مجلس شيكاغو للتجارة 5.7% إلى نحو 9.34 دولارات للبوشل (وحدة قياس أميركية للغلال ويعادل نحو 27.2 كيلوغرام)، وهو أعلى سعر منذ يوليو/تموز 2021، وارتفعت الذرة 5.1% إلى 7.16 دولارات للبوشل، مسجلة أعلى مستوى منذ يونيو/حزيران من العام الماضي.

لكن رئيسة جمعية موردي الحبوب في تركيا، غولفم أران، رجحت انخفاض أسعار الحبوب عالمياً في حال استمرار تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، بأمان.

كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أعلن يوم الجمعة الماضي، استعداد بلاده لشحن الحبوب من موانئ البحر الأسود، في انتظار إشارة البدء من الأمم المتحدة وتركيا لتصدير الشحنات، وفق الاتفاق.

زار زيلينسكي ميناء تشورنومورسك المطل على البحر الأسود، وتحاصره روسيا، للاطلاع على الاستعدادات لتصدير الشحنات بموجب الاتفاق، حسب ما ذكره مكتب الرئيس الأوكراني.

ونقل المكتب عن زيلينسكي قوله: "جانبنا مستعدّ تماماً.. أرسلنا كل الإشارات إلى شريكينا (الأمم المتحدة وتركيا)، وجيشنا يضمن الوضع الأمني، أوكرانيا لديها ما قيمته نحو 10 مليارات دولار من الحبوب المتاحة للتصدير".

كما قال تاراس فيسوتسكي، النائب الأول لوزير الزراعة الأوكراني في تصريحات للتلفزيون الأوكراني، الأسبوع الماضي، إنّ صادرات بلاده من الحبوب قد تصل إلى 3.5 ملايين طن شهرياً في المستقبل القريب بفضل الاتفاق، لافتا إلى أن حجم صادرات الحبوب سيزيد تدريجياً كل شهر، بدءاً من نحو 1.5 مليون طن في أغسطس/آب.

المساهمون