أسواق العيد في سورية: غلاء الكعك والملابس

29 ابريل 2022
ارتفاع كبير في أسعار الملابس مع اقتراب العيد (فرانس برس)
+ الخط -

لا يختلف المشهد كثيراً في أحياء عدة في دمشق. ارتفاع غير مسبوق تشهده أسعار الحلويات في رمضان هذا العام، تزامناً مع ارتفاع أسعار أغلب السلع الغذائية والأساسية في مناطق النظام السوري، وسط انخفاض حركة البيع جراء انعدام القوة الشرائية لمعظم السوريين.
وقدَّر نائب رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الحلويات بدمشق، ماهر نفيسة، نسبة ارتفاع أسعار الحلويات خلال الفترة الماضية بـ 25%. وعزا، في تصريحات صحافية، سبب ذلك إلى الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الأولية من جهة، وإحجام الناس عن شراء المادة من جهة أخرى.
في المقابل، فَقدت عائلات في دمشق أحد الطقوس الرمضانية وهو صنع الحلويات في المنازل، لعدم توفّر مادة الطحين في الأسواق وغيابها منذ بداية شهر رمضان، إذ تستخدم الأسر الدمشقية الطحين بكثرة لصناعة مختلف أنواع الحلويات في رمضان.
تقول هدى محمد (41 عاماً)، وهي تعمل في مدرسة خاصة بدمشق، في حديثها لـ"العربي الجديد": "رغم أنَّ راتبي جيد لكني فقدت وعائلتي القدرة على شراء الحلويات هذا العام، لذلك قررت صنعها في المنزل، وهي عادة سنوية لنا، إذ نعمل بعض الحلويات في المنزل".
لكن هدى، وبعد جولة لها في أسواق عدة في دمشق، فشلت في العثور على مادة الطحين والخميرة، وهي مواد أولية تدخل في صناعة الحلويات، تقول: "سألت أكثر من عشرة محال من دون نتيجة، فالمادة مفقودة من السوق ولا أحد يعرف لماذا".

وكانت هدى في وقت سابق من شهر رمضان قد جهزت مواد صناعة حلو العيد كالسكر والسمن والزيت، في سبيل أن يشعر أولادها بفرحة العيد ولو "بقطعة معمول صغيرة"، بحسب قولها. لكنها لم تعثر على مادة الطحين".
ويبلغ سعر كيلو الطحين 8500 ليرة في حال توفره، والسكر 4000 ليرة (الدولار = نحو 3900 ليرة)، ما عدا أسعار المواد الأخرى التي تضاف إلى عجينة المعمول مثل الخميرة، وغيرها من التوابل والمنكهات، إضافةً إلى الغاز الذي يعاني السوريون من انقطاعه بين الحين والآخر.
وحسب ما يذكر صاحب سوبر ماركت في منطقة المزة بدمشق، رائد علي، فإنَّ أغلب التجار وزّعوا مادة الطحين على محال وورش صنع الحلويات في الأيام الأولى من شهر رمضان، ويقول لـ "العربي الجديد" "لم يوزع لنا أي تاجر من الذين نتعامل معهم ولا حتى كيلو طحين، بينما قبل رمضان كانوا يوزعون أكياس طحين ذات وزن العشرة كيلو".
وعلى غرار هدى، لا يجد سعيد عامر (56 عاماً)، وهو أب لأسرة مكونة من خمسة أولاد، بديلاً عن حلويات رمضان والعيد سوى الاستغناء عنها ومقاطعتها. ويقول لـ "العربي الجديد" "عايشين بالحد الأدنى ومستورة بدون حلويات".
ويوضح عامر أنه رغم غلاء أسعار الحلويات بشكل جنوني، هناك بسطات وأماكن أخرى في حارات دمشق وشوارعها تبيع حلويات رخيصة بالقطعة أو بالكيلو، ولكنها مكشوفة ولا يمكن لأحد التنبؤ بالمواد الداخلة في صناعتها، وهذا خيار متاح "للناس المعترة" الشراء منه، بحسب قوله.
ويعزو أصحاب محال حلويات في سوق الجزماتية بدمشق ارتفاع الأسعار إلى غلاء "الطحين والسمن والزيت والغاز والسكر والمكسرات". ويقول صاحب أحد محال الحلويات (تحفظ على ذكر اسمه) "إنَّ سوق الجزماتية يشتهر بالحلويات المصنوعة في أغلبها بالسمن الحيواني، ما يرفع سعرها بشكل كبير نظراً لغلاء مادة السمن الحيواني، إذ يبلغ سعر الكيلو الواحد منه 85 ألف ليرة".

وفي مدينة إدلب شمال غرب سورية، يشهد السوق حركة متسوقين جيدة مقارنة بالسنوات السابقة، مع اقتراب عيد الفطر والهدوء الذي تشهده المنطقة حاليا، ولكن قيمة وعدد المشتريات ليست كما تعوّد السوريون شراءه قبل كل عيد بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.
صاحب محل ألبسة أطفال ورجالية في سوق مدينة إدلب، محمد داكل، يقول لـ"العربي الجديد": "منذ بداية شهر رمضان ومعظم مبيعاتنا اقتصرت على بيع ألبسة الأطفال واليوم حتى تحسنت حركة بيع الألبسة الرجالية، وطبعا يعود السبب إلى تردي الوضع المادي لدى الناس ووجود أولويات لمشترياتها، والفارق الرئيسي بين هذا العيد والأعياد السابقة ازدياد الاستقرار في المنطقة".
صاحب بسطة ضيافة العيد أمير الفرا، من مدينة حمص، يقول لـ"العربي الجديد": "تضاعفت أسعار بضاعتي عن السنة الماضة، ومعظم الناس يعيشون في فقر، وحلويات العيد ليست من الأولويات، حركة البيع والشراء سيئة، سواء في الألبسة والفواكه أو الضيافات بسبب الفقر".
ومن جانبه، يقول بائع ضيافة العيد، علاء الرفاعي، لـ"العربي الجديد": "كل عام تتراجع الحركة الاقتصادية في الأسواق، زبائني الذين كانوا سابقا يشترون عدة كيلو غرامات من جميع الأصناف اقتصرت هذا العام على كيلو غرام واحد لصنف واحد أو اثنين، وبما أنني أعمل استطعت تأمين مستلزمات العيد لمنزلي ولكن ليس كالعام الفائت ".

المساهمون