"بيت الشعر العراقي".. بيان ومؤتمر في نهاية حزيران

29 ابريل 2019
(من مشروع "مقاطع للمارة")
+ الخط -
لم تعرف تجارب بيوت الشعر في المنطقة العربية الكثير من النجاح والاستمرارية، وقد يعود ذلك إلى عدّة عوامل، لعل على رأسها تمويل البرامج الثقافية وكيفية الحصول على دعم مادي لها، إلى جانب الكيفية التي ينظر بها القائمون على هذه المؤسسات إلى أدوارهم، هل يريدونها مؤسسات تقليدية بيروقراطية مملة، أم فاعلة مؤثرة وتفكر خارج الصندوق.

لعل تجربة "بيت الشعر العراقي" قد شابهت بيوت الشعر العربية والمؤسسات الثقافية المستقلة من حيث تعثر محاولاتها في العثور على دعم ثابت لأنشطتها، لكنها خالفتها في أمور أخرى. فمنذ تسجيله رسمياً كمنظّمة ثقافية مستقلّة، عام 2014، حاول القائمون على "البيت" أن تكون برامجهم تفاعلية خارجة عن المألوف ومرئية للمجتمع العراقي وأن لا تكون مقتصرة على الشعر، لكن ذلك كلّه توقّف عند عام 2017.

"بيت الشعر" أطلق اليوم بياناً يوضح فيه أسباب تجميد أنشطته كل هذه المدة، معلناً أنها فترة شارفت على الانتهاء وأنه سيعاود تنظيم الأنشطة والمؤتمرات من جديد، في نهاية حزيران/ يونيو المقبل.

ولفت البيان الذي تلقت "العربي الجديد" نسخة منه، إلى أن "البيت" واجه بعد عدّة محاولات ومبادرات ما تواجهه المؤسسات الثقافية غير الحكومية، ألا وهي"حقيقة انعدام الدعم المادّي لهذه المؤسّسة المستقلّة التي حافظت على وجودها بعيداً عن الإملاءات أيّ كان شكلها، والتي أجبرت الهيئة الإدارية في دورتها الثانية على إغلاق مقر المنظّمة للسبب المذكور أعلاه وإيقاف إصدار مجلة "بيت" الثقافيّة الفصليّة".

وذكر البيان أنه ومنذ شهور طوال "تقدّمت إدارة البيت لعدد من الشركات التجاريّة ورجال الأعمال بهدف دعم إجراء المؤتمر الانتخابي لبيت الشعر في دورته الثالثة"، مؤكداً أن المؤتمر "يستدعي توفّر الممكنات المادّية التي لم تتحقّق حتّى هذه اللحظة لاستضافة الوفود من جميع محافظات العراق".

وأوضح القائمون على البيت إنهم في انتظار "فرصة دعم أخيرة"، مؤكدين على تنظيم المؤتمر في أواخر حزيران/ يونيو المقبل حتى ولو من دون أي تمويل، موضحين "إذا وصلنا إلى طريق مسدود بالكامل، سنلجأ – ونحن هنا أمام خيار بديل واضطراري- إلى اعتماد نتائج مشاوراتنا وتداولنا الحالي مع الزملاء في كلّ من "نقابة الفنانين العراقيين" ومشروع "بغداد مدينة للإبداع الأدبي"، بهدف إجراء هذه الفعاليّة الديمقراطية في بغداد ومن أجل تدبّر مستلزمات إقامة المؤتمر وضمان استمرارية تجربتنا التي نالت المتابعة والاحترام من قبل الفاعلين في الساحة الثقافيّة".

في هذا السياق، نبّه بيان "بيت الشعر العراقي" أيضاً إلى أن ما يمرّ به من صعوبات، ومرّ به من تأخّر ليس إلا نموذجاً على "التحدّيات التي تقف في وجه العمل الثقافي المستقل" في العراق.

كما ذكر بعض الأنشطة الأساسية التي قُدمت خلال الأعوام 2014 وحتى 2017، مثل "أول جائزة لقصائد الأطفال دون سن الـ 12 وجرى توثيقها في كتاب "نبض الكتابة" 2014، والاحتفاء بفنون أخرى تجاورت مع الشعر في فعاليّاته، مثل فنّ التشكيل والصورة الفوتوغرافية والمسرح على مدار الأعوام 2015 و2016 و2017".

تطرق البيان أيضاً إلى تجربة "مقاطع للمارّة" التي احتفى البيت من خلالها بـ "مقاطع 65 شاعراً أغلبهم من الأسماء الفاعلة شعريّاً داخل العراق وخارجه، حيث عُلقت مقاطعهم على جدران المدارس والكليات والمقاهي والمكتبات وفي الشوارع الرئيسة ببغداد (مستخدماً فنّ الغرافيتي في تجسيد صور الشعراء)، في ظروف عامة معروفة للجميع على المستوى الأمني".

دلالات
المساهمون