ياسر جعيصة.. تحولات المكان في الإسكندرية

10 ديسمبر 2020
(من المعرض)
+ الخط -

تتعدّد أشكال النوستالجيا إلى بعض المدن المصرية بين نهاية القرن التاسع عشر، وصولاً إلى منتصف القرن العشرين. بعضها يرثي مرحلة مزدهرة انتهت إلى تشوّه عمراني وعشوائية في التخطيط وانفجار سكّاني نتيجة الهجرات من الأرياف، وأخرى تستذكر الانفتاح والتعدد اللذين تراجعا خلال العقود الماضية.

"إسكندرية زمان" عنوان المعرض الذي افتتح الأحد الماضي للفنان التشكيلي المصري ياسر جعيصة في "غاليري النيل" بالقاهرة، ويتواصل حتى التاسع عشر من الشهر الجاري، ويتضمّن حوالى خمس وستين لوحة نُفّذت بالألوان الزيتية بقياسات متعدّدة.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

على غرار معرضه الذي أُقيم العام الماضي، يرصد جعيصة العديد من المعالم التاريخية في القاهرة تحديداً، ومناظر تنتمي إلى الطبيعة الصامتة ويقدّمها بأسلوب تقليدي بهدف إبراز موضوع اللوحة بشكل أساسي، بعد عدّة معارض كرّسها لرسم الكاريكاتير الذي يشكّل مهنته منذ مطلع التسعينيات.

الثيمة الأساسية للمعرض الحالي تتمحور حول استعادة أمكنة إسكندرية بهيئتها وشكلها في الماضي، التي قُدِّمَت في عدد من المعارض خلال السنوات الأخيرة، لكن من خلال الصور الفوتوغرافية النادرة التي تعود إلى العشرينيات والثلاثينيات حيث كانت المدينة في ذروة ازدهارها؟

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

لا يبتعد جعيصة عن هذه المناخات، حيث يقول في تقديمه للمعرض: "يتحول الماضي إلى صور قديمة بالأبيض والأسود وتظل تلك الصور عالقة بالأذهان، كل منا مرتبط بماضيه، بصور، بحكايات، صور باهتة، صور أبيض وأسود، فكيف لهذه الصور أن تشعل الذكريات، ذكريات وراء تلك الصور حتى وإن لم تعشها فقط، مجرد رؤيتها تتخيل حكايات تجوب تلك الأماكن، تحولت الأبنية إلى حكايات، شوارع وأبنية، سيارات قديمة تجوب الشوارع تحمل ذكريات أناس أمضوا بها أسعد ذكرياتهم".

وقد قرّر الفنان أن يحوّل ذلك الأرشيف الفوتوغرافي وتلك الحكايات إلى واقع من خلال إعادة رسمها، لكن بصورة حديثة، حياة ملونة حديثة، حيث بدأ برسم شوارع الإسكندرية، ومعالمها التاريخية مثل الترام (التراماوي) الذي شُغِّل عام 1860، وميدان محطة الرمل، والعربات التي تجرّها الخيول، وغيرها.

يذكر أن جعيصة درس الرسوم المتحركة في كلية الفنون، وعمل في عدد من الصحف المصرية والعربية والدولية، وشارك في رسم العديد من المناهج الدراسية والكتب، إضافة إلى تصميم كتب الأطفال، وإخراج أربعة أفلام رسوم متحركه قصيرة.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون