جوائز "تونس للكتاب": هل كان حفلاً لتوزيع الهدايا؟

15 نوفمبر 2021
لوحة لـ ماجد زليلة/ تونس
+ الخط -

من تقاليد "معرض تونس الدولي للكتاب"، في السنوات الأخيرة، أن يبدأ بحفل توزيع جوائزه في مختلف قطاعات الإبداع الكتابي. ورغم أن المعرض دوليٌّ، فإنه يقتصر على توزيع الجوائز على المؤلّفين التونسيين، في حين أن وزارة الثقافة تنظّم معرضاً آخر خاصّاً بالكتاب التونسي (أقيمت دورته الأخيرة في حزيران/ يونيو الماضي) كان يمكنه أن يضمّ مسابقة للكتب الصادرة محلّياً مع تخصيص جوائز المعرض الدولي لترسيخ بعض الإشعاع خارج الحدود.

هكذا، ومنذ افتتاحه، يوم الخميس الماضي، يصدّر المعرض عن نفسه صورة الغارق أكثر فأكثر في محلّيته. لكن لهذا الإصرار على إبقاء الجوائز في دائرتها التونسية الضيّقة منطقه الذي يدافع عنه المشرفون على مختلف الدورات، حتى وإن تحاشوا توضيح الأمر بشكل صريح. فالمسألة تتعلّق بمنظومة إرضاءات لا تكاد دورة من الدورات تخلو منها، وهذا ما يتجسّد في قائمة الجوائز، حيث نلمس حرصاً على إرضاء الجميع تقريباً، وبالتالي لا نكاد نستشعر أي تميّز يمكن إسناده إلى أصحاب التتويجات الممنوحة، وهي عملية غير عادلة في حقّ مَن هم جديرون بها.

يتضمّن جدول الجوائز مجموعة من الفئات، أوّلها "جائزة الناشر" التي نالتها "دار نيرفانا للنشر". أمّا "جائزة الإبداع الأدبي"، فقد حازها عن فرع الرواية محمد عيسى المؤدّب عن روايته "حمام الذهب" (منشورات "مسكلياني")، وعن فرع القصّة منحت لطارق اللموشي عن مجموعته القصصية "إنسومنيا" (منشورات "بوب ليبريس")، وفي الشعر فاز السيد التوي عن ديوانه "الربيع ليس صدفة" (دار "ميارة").

تمنع ذهنية الترضيات الاعتراف بأي تميّز وراء الجوائز الممنوحة

أمّا جائزة البحوث والدراسات، فقد مُنحت مناصفة للمؤرّخ الراحل محمد علي الحباشي عن كتابه "حركات المعارضة والمحاكمات السياسية" (منشورات "نحن")، والباحث نور الدين الدقي عن كتابه "وسيلة بورقيبة: اليد الخفية" (دار "الجنوب"). وفي فئة الترجمة، منحت الجائزة للثنائي محمد المختار العبيدي وسماح حمدي عن نقلهما إلى العربية كتابَ "دراسات في تاريخ أفريقية والحضارة الإسلامية" للمؤرّخ محمد الطالبي عن "دار محمد علي" و"معهد تونس للترجمة".

وذهبت "جائزة أدب الأطفال" مناصفةً بين فتحية بن فرج عن قصة "آلة متكبرة" والحسناوي الزارعي عن مجموعته الشعرية "أمل". ومناصفة أيضاً مُنحت "جائزة أدب اليافعين" لكلّ من يوسف رزوقة عن "جنينة هاني"، وأسمهان الفرجاني عن قصّة "إيدير".

لا نفتأ نلتفت إلى تواتر "تقسيم" الجوائز مناصفةً، وهو ما يبدو مثل تسوية لإرضاء أكبر عدد ممكن من المؤلّفين، كذلك لا يمكن أن نغفل عن مسألة أخرى تتعلّق بتوزيع الجوائز بين دور النشر، في وقت يبدو فيه جليّاً أن القلّة القليلة من دور النشر هي التي تحرص على تنفيذ كتب بمعايير جودة عالية تكون جديرة بالجوائز.

فنحن حين نرى كلّ هذه المؤسسات المختصّة في الكتاب متوّجة، سنعتقد بأن تونس تعيش نهضة على مستوى النشر، ولكن حين ننظر حولنا على أرض الواقع، لن نجد الكثير من هذه النهضة. يمكن أن نتابع ردود الأفعال التشكيكية في جدارة هذه الجوائز على مواقع التواصل الاجتماعي.

المساهمون