أصدقاء لغتنا: مع أونور أوزآتاغ

20 يناير 2022
أونور أوزآتاغ (العربي الجديد)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية عند مترجمي الأدب العربي إلى مختلف اللغات. ما هي مشاغلهم وأسئلتهم وحكاية صداقتهم مع اللغة العربية. "بالنظر إلى حقيقة أنّني أقوم بترجمة نصوص العصور الوسطى وغموضها والتباسها، فذلك يجعل الأمر صعباً في معظم الأوقات"، يقول المترجم التركي.


■ متى وكيف بدأت علاقتك باللغة العربية؟

- بدأت علاقتي باللغة العربية عام 2000، خلال تعليمي الجامعي، الذي كان في قسم اللغة العربية وآدابها بكلّية اللغة والتاريخ والجغرافيا في "جامعة أنقرة". اخترت هذا القسم لأنّني كنت أعرف أن اللغة العربية لغة مصدر مهمّة للغاية لدراسة تاريخ الشرق الأوسط في العصور الوسطى والقديمة.


■ ما أوّل كتاب ترجمتَه وكيف جرى تلقّيه؟

- أول كتاب ترجمته كان "تاريخ الخلفاء" لجلال الدين السيوطي. لم يكن له تأثير كبير في البداية، ولكن تمّ الاستشهاد به مؤخّراً في عدد قليل من المقالات الأكاديمية.


■ ما آخر إصداراتك المترجمة من العربية وما هو إصدارك القادم؟

- كانت آخر ترجمة لي من العربية هي "حي بن يقظان" لابن طفيل. وإصداري القادم من العربية إلى التركية هو "المقدّمة" لابن خلدون. كما أنّني أخطّط لترجمة "ألف ليلة وليلة" في المستقبل.


■ ما العقبات التي تواجهك كمترجم من اللغة العربية؟

- أوّلاً، أيّة ترجمة من اللغة العربية الأدبية الحديثة لا تشكّل أيّة صعوبات. لكن بالنظر إلى حقيقة أنّني أقوم بترجمة نصوص العصور الوسطى وغموضها والتباسها، فذلك يجعل الأمر صعباً في معظم الأوقات.

يحظى الأدب العربي القديم بتقدير كبير من دور النشر التركية

■ نلاحظ أن الاهتمام يقتصر على ترجمة الأدب العربي وفق نظرة واهتمام معينين، ولا يشمل الفكر وبقية الإنتاج المعرفي العربي، كيف تنظر إلى هذا الأمر وما هو السبيل لتجاوز هذه الحالة؟

- صدقاً، يحظى الأدب العربي الكلاسيكي، سواء أكان دينياً أم دنيوياً، بتقدير كبير من دور النشر في تركيا، أو على الأقل مَنْ أعمل معهم. ومع ذلك، فمن الصحيح أنه كانت هناك صدمة تاريخية، لا تزال حيّة في الوعي الجماعي التركي، بين الأتراك، الذين كانت لهم نظرتهم إلى "العرب" الذين تمرّدوا على العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى بمساعدة القوى الإمبريالية. بعبارة أخرى، سرّعت القوميةُ الفصلَ الثقافي التاريخي بين الأتراك والعرب خلال القرن العشرين. هذه الجروح التاريخية لا تلتئم بسهولة. لكنّ كل هذه الأمور لم تعد، في الوقت الحالي، صالحة أو ملزِمة لجميع الأتراك: تركيا والعالم يتغيّران بسرعة. بالتوازي مع تسريع التحوّل الديمقراطي والشفافية، سيزداد التفاعل الثقافي أيضاً، وهذا - حسب ما أشعر به - سيجلب بعض التفاهم المتبادل بين الأجيال الشابّة.


■ هل هناك تعاون بينك وبين مؤسّسات في العالم العربي أو بين أفراد وما شكل التعاون الذي تتطلع إليه؟

- حتّى الآن، لم يكن لديّ أيّ اتصال أو تعاون مع أحد من العالم العربي سوى جريدتكم. بغضّ النظر عن هذا، سيكون من الجميل أن أعيش في بلدٍ يتحدّث العربية، على الأقل لمدّة عام، بعد حصولي على درجة الدكتوراه.


■ ما هي المزايا الأساسية للأدب العربي ولماذا من المهم أن يصل إلى العالم؟

- للأدب العربي العديد من المزايا: فهو يتيح الوصول إلى خامس أكثر لغات العالم شيوعاً، ويزوّد القارئ بفهم تاريخيّ عميق للكلمات والمصطلحات، ولا سيّما لدى قرّاء الفلسفة. تأتي أهمّية اللغة العربية بشكل أساسي من حقيقة أنها تبني لقرّائها جسراً تاريخياً لا يمكن إنكاره بين الثقافات الكلاسيكية والعصور الوسطى.


بطاقة

مترجم وأكاديمي تركي من مواليد عام 1980 في أنقرة. أنهى دراسته الابتدائية في إسطنبول والثانوية في إزمير، والتحق بقسم اللغة العربية وآدابها في "جامعة أنقرة"، حيث حصل على ماجستير من قسم العصور الوسطى (2008). يعمل على رسالة دكتوراه حول الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر، في "جامعة الشرق الأوسط التقنية" في أنقرة. ترجمَ عدّة أعمال من العربية إلى التركية، كما يترجم أيضاً من الإنكليزية والألمانية والفرنسية.

صدر له: "تاريخ الخلفاء" للسيوطي (دار "أوتوكان"، 2014)، و"ذيل تاريخ دمشق" لابن القلانسي (دار "إيش بنك"، 2015 )، و"الأدب العربي" لهاملتون غيب (دار "دوغوباطي"، 2017)، و"حي بن يقظان" لابن طفيل (دار "إيش بنك"، 2021). له تحت الطبع كتاب يضم مقالاتٍ حول تاريخ الوهابيين وعقيدتهم.

أصدقاء لغتنا
التحديثات الحية
المساهمون