منذ أكثر من عشر سنوات أُنشئت فرقة "أبيدر" التي صاغت اسمها من دمج اسمَي مؤسّسَيها أبي البيطار وبيدر أبو نصّار، اللذين طمحا إلى إعادة توزيع الشعر الأندلسي ضمن قوالب موسيقى الفلامنكو الإسبانية، وكذلك المزج بين الموسيقى العربية وموسيقى الحضارات المختلفة حول العالم.
استقطبت الفرقة عدداً من العازفين والمؤدّين الذين قدّموا مقطوعات مختارة لشعراء عرب من حقب متنوّعة؛ حيث أصدرت ألبومها الأول بعنوان "أعيد لي الروح" (2014)، الذي استغرق العمل عليه نحو ثلاث سنوات، كما وضعت ألبومها "إلى قرطبة" العام الماضي، وضمّ ثلاث قصائد هي: "شمس النهار" لصفيّ الدين الحلّي، و"عصف الهوى" للشاعرة السورية سميا صالح، و"إن كنت" للشاعر ورجل الدين نيقولا صايغ الحلبي الذي عاش خلال القرن الثامن عشر.
"من قرطبة إلى عمّان"، عنوان الحفل الذي تقيمه "أبيدر" عند الثامنة من مساء اليوم الأربعاء على خشبة مسرح "كلية تراسنطة" في عمّان، وتؤدي خلاله أغاني قديمة وحديثة تؤكد على "الترابط التاريخي بين الحضارة العربية وحضارة جنوب إسبانيا الأندلس"، بحسب بيان المنظّمين.
يشارك في الحفل كلّ من يحيى نجم وحلا عصفور (غناء)، وقصي سرور (ناي)، إلى جانب البيطار وأبو نصار من الأردن، وألفارو يانوس (باص)، ومانويل أرانغو (إيقاع)، وإيسا خورادو (غناء)، وڤيرونيكا ريڤيرته (رقص)، من إسبانيا.
من بين القصائد التي تؤديها الفرقة: "كما تشاء" للشاعر الأندلسي ابن زيدون التي يرد فيها: "كَما تَشاءُ فَقُل لي لَستُ مُنتَقِلاً/ لا تَخشَ مِنِّيَ نِسياناً وَلا بَدَلا/ وَكَيفَ يَنساكَ مَن لَم يَدرِ بَعدَكَ ما/ طَعمُ الحَياةِ وَلا بِالبُعدِ عَنكَ سَلا/ أَتلَفتَني كَلَفاً أَبلَيتَني أَسَفاً/ قَطَّعتَني شَغَفاً أَورَثتَني عِلَلا".
كما تقدّم "أبيدر" قصيدة "شَرِبْنَا عـلى ذكْرِ الحبيبِ" لعمرو بن الفارض التي يقول فيها: "شربنا على ذكر الحبيب مُدامَةً/ سـكِرْنَا بها من قبل أن يُخلق الكَرْمُ/ لـها البدرُ كأسٌ وهيَ شمسٌ يُدِيرُهَا/ هـلالٌ وكـم يـبدو إذا مُزِجَتْ نَجم".
إلى جانب ذلك، تؤدي الفرقة قصائد وأغاني أُخرى مثل: "عشتار في الأندلس"، و"سلام"، و"أيها الطيف"، و"بلا كل حبٍ"، و"أمام حسنك"، و"يا سالب القلب"، و"لا تخف".