نادرة هي المجلات الثقافية المنتظمة في تونس، ورغم بعض التعثّرات في الصدور والتوزيع تظل مجلة "الحياة الثقافية" التي تصدرها وزارة الثقافة مساحة تضيء المشهد الإبداعي خصوصاً في ظرف مثل الجائحة حيث تعطّلت معظم القنوات الثقافية الأخرى.
منذ أيام صدر العدد الجديد من المجلة، وكتب موضوعه الرئيسي منير الفلاح حيث تساءل: "هل يمكن الحديث عن نقد سينمائي في تونس"، ومعه نقرأ ثلاث عشرة دراسة نقدية وتسعة نصوص شعرية وسبع قصص قصيرة. ولعلنا نلاحظ أن معظم المقالات باتت تهتم بالكتب في ظل توقف بقية قطاعات الثقافة.
في الدراسات النقدية كتب إبراهيم الدرغوثي مقالاً بعنوان "حينما نعيش وهم الحرية خارج حدود الوطن وداخله" وفيها يقدّم قراءة نقدية في رواية "راكاي" لراضية قعلول. وتناولت هادية الجنادي رواية "حذاء إسباني" لمحمد عيسى المؤدب في مثقال بعنوان "احتضان للتاريخ وانفتاح على الراهن". أما دراسة "اللامرئي المتحكم فينا" لمراد بن حسن فهي قراءة لرواية "لن نعبر الجسر معاً" للطفي الشابي.
ومن جهتها، كتبت هدى كريد حول رواية الشاذلي القرواشي "ظلام منحوت" وحملت دراستها عنوان "نصوص عمّدها العشق". فيما تحدّث أحمد بن زايد حول نصوص نائلة الشقراوي، واهتم شفيع بالزين بشعرية الرسائل في قصائد نزار قباني الغزلية. وتناول فيصل اليعقوبي بالدراسة دلالات كلمة "الجدار" في كتاب فتحي النصري "صديقي رضا لينين".
أما المغربي محمد رحو فقد كتب "رواية البحث عن الذات الأنثوية" وقد اختار التفاعل النقدي مع رواية "السقوط إلى أعلى" للكاتبة فتحية النمر. وكتب الناقد العراقي عذاب الركابي عن المرأة والحلم واللغز المستحيل في كتاب "مقامات النساء" للكاتب السعودي عبد العزيز الصقعبي. واشتغلت دراسة "الفلسفة كفن للحياة" للمغربي عبد الصمد زهّور عن الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز وتدريسه للمفهوم الفلسفي.
كما تضمّن العدد دراسة أنجزتها سهام عقيل حول العمل المسرحي الأخير لـ فاضل الجعايبي "مارتير" وعنونت الكاتبة دراستها بـ "مقاومة التيه". ومن النصوص التي أثثت العدد: "العشق والتيه وأنت الوطن" لمحمد بن رجب، و"رسالة الذئب" لأشرف القرقني، و"الكلمة المحظورة" لـ أبو بكر العيادي، و"صمت النهروان" لمصطفى المدائني.