"التقويم ودوره في عمليّة التعلّم": ضمن صورة أشمل

25 فبراير 2022
من عمل لـ فريال الأعظمي/ العراق
+ الخط -

عَقدت، أوّل أمس - عن بعد - مجلةُ "منهجيّات" ندوتها الشهريّة تحت عنوان "التقويم ودوره في عمليّة التعلّم"، حيث جرت مساءلة مفهوم التقويم والفرق بينه وبين مفهوم التقييم، والسياسات ودورها في تغيير ثقافة التقييم وطرق التقييم وأدواته التي تساهم في تطوير العمليّة التعلّمية.

شاركَ في النّدوة كلّ من: أليس عبّود، مديرة "مدرسة الأهليّة" و"المُطران" في الأردن، وأسامة الميمي، مدير وحدة الإبداع في التعلّم في "جامعة بيرزيت" الفلسطينية، ولور الأعور، رئيسة قسم اللغة العربيّة في "مدرسة المنار الحديثة" في لبنان. وأدار النّدوة محمود عمرة، مدير عام "الأكاديميّة العربيّة الدوليّة" في قطر، وعضو الهيئة التأسيسيّة لمجلة "منهجيّات".

افتتح الندوة أسامة الميمي بتساؤلات مُختلفة مثل: ماذا نُقيّم ولماذا؟ وكيف يكون التقويم جزءًا من عمليّة تصميم التعلّم؟ وهل هو تقويم التعلّم أم تقويم من أجل التعلّم؟ وأشارَ إلى أهمّيّة تأمّل هذه الأسئلة، ليثير إشكالية عدم ارتباط أنواع التقييم بالواقع الفعليّ للهدف التعليميّ، وإظهار أنّ أساس عمليّة التقويم في واقع مدارس العالم العربيّ غير واضح وغير منهجيّ.

في كلمتها، انتقدت عبّود آليّات واقع تقويم اليوم المُتمثّل بإطلاق حُكم على المتعلّم، من خلال عمليّة فرز وترتيب للمتعلّمين. وأشارت إلى أنّهُ في الوقت الذي نُطوّر فيه، نظريًّا، أشكال تقييم تربويّة مُعاصرة، مثل التقييم التكويني، فإنّنا ما نزال، حسب قولها، ننظر إلى التقييم من منطلق وضعيّ تتمثّل بأنّ الحقيقة موجودة خارج الإنسان باستقلاليّة، يستطيع الباحث أو المعلّم قياسها بموضوعيّة وبدون تحيّز وشخصنة.

وعرضت عبّود نظريّات عرّفت مفهوم التقييم، مثل السّلوكيّة والإدراكيّة والبنائيّة، وذكرت أنّ هذه النظريات تمايزت في تفسير عمليّتيّ التعليم والتقييم وفي تحديد دور المتعلّم، ولكنّها أبقت المعلّم في دور قيادة التقييم؛ فهو يخطّط، ويحدّد الاستراتيجيّات، وينفّذ، وثم يقيّم.

أما لور الأعور، فأشارت إلى أنّ فقدان التقييم هو بمثابة فقدان الهدف من عمليّة التعليم، مؤكّدة على التفريق الضروريّ بين عمليّتي التقويم والتقييم، فالتقويم يشمل التقييم بالإضافة لعمليّة الإصلاح، وأشارت لأهمّيّة عمليّة التقويم لكلّ عناصر العمليّة التربويّة، لما تفتح من مساحات تغذية ونقد للطالب والمعلّم على حدٍّ سواء، فيطوّر الطالب وسائل إنتاج المعرفة، ويطوّر المعلّم من أساليبه التربويّة. وأشارت الأعور إلى تغيّرات مفهوم التقييم، فبعد ما كان يعني التصنيف بات يُستخدم من أجل خدمة التعلّم، وبعد ما كان يُستخدم لقياس المعرفة فقط بات يُستخدم من أجل التعلّم.

في خِتام الندوة ذكّر محمود عمرة بأنّ عمليّة التقويم هي جزء من عمليّة التعلّم، وبالتّالي فإنّه من غير الممكن تطوير جزء من هذه العمليّة دون أن ننظر للصّورة بشكلٍ شاملٍ، وأشار إلى ضرورة التنسيق بين جهات عديدة والتواصل بينها، مثل الجامعات والمدارس، كما أكّد حتمية على تقليص الفجوة بين واقع التقويم ومفاهيمه المُعاصرة.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون