محمد بنميلود

أشياء كثيرة، أتذكّرها حين لا أسعى إلى تذكّرها، وأنساها حين أكون بحاجة إلى تذكّرها. هذا ما حصل لذاكرتي، عوض أن تشتغل بشكل طبيعي أصبحت تشتغل ضدّ الطبيعة.

حين مدّ الحاج علي يده إلى الباب ليفتحه، شعر بدوخةٍ شديدةٍ وبنبضاتِ قلبه تتسارع إلى حدٍّ غير معقول، وبعرقٍ باردٍ وخفيف، سرعان ما غلّف جبينه وأعماقه.

لا تلتقي تلك المرأة كلّ يوم، إنّها تأتي مرّة واحدة في العمر، تأتي لتكونَ امرأة حياتك، وربّما تذهب بعد ذلك، بعد أن تتركك دون حياةٍ، تبحث عنها في كلّ النساء.

أحتاجُ إلى بعض الهدوء والسكينة، وأن يحترم ضوء النهار عاداتي، وأن تفهم الشمس أنّ مملكتها، وشروقها وغروبها، لا تنسحب على بيتي، إذ قد أمنعها من دخول بيتي متى أردت.

شهر رمضان الكريم أجمل الشهور دون شك، لأنه شهر الصيام والصوفيّة، حيث رائحةُ المسك ممزوجة برائحةِ الزرابي وعرق الآباء والأجداد عند كلّ سجود

العالم بأكمله عبارة عن مسلخ، عن دماءٍ غزيرة، والذين يملكون اليوم العلوم والمال والسلاح هم من يتزعمون هذا المسلخ، وليس من لا يملكون سوى السكاكين

نحن شعوبٌ لم تعدْ تعرف الفرق بين الحبِّ والكراهية، سوى أنّ الاغتراب لحسن الحظ، ومع الوقت، يُنسيك الكراهية، كما يُنسيك الحبّ أيضاً.

لن ننجو منهم. ومع ذلك، ما زلنا نحبُّ ونكتبُ قصائد تتغزّل في جمال بروق الصواعق، ما زلنا نحلم بالربيع، ما زلنا نقاومُ قرقعةَ الحديد ووشاية النسيم العليل.

لغةُ الشعر ليست هي العربية، بل هي لغةُ الإنسان أينما كان ولغة الكون على اتساعه، كما أن ثقافته أيضًا هي ثقافة الإنسان والكون، دون حائط أو موانع أو خطوط حمراء

من السهل جدًّا كتابة رواية، لكن الصعب في الأمر هو أن تحترم القرّاء، وأن لا تكتب روايةً إلّا حين تشعر بأنّك تكتبُ روايةً، وليس لأنّ هناك من ينتظرها.