كاتب وشاعر سوري مقيم في بيروت. نشر مقالات في عدة صحف ودوريات عربية، وتقارير وتحقيقات تتابع تطورات الأوضاع السورية الراهنة. وأصدر ديوانه الشعري "كابتسامة بطيئة مثلاً".
استعصت المجزرة على القولبة، ولم يتمكن العالم الغربي من ابتلاعها في نظامه العولمي، تمهيداً لتحويلها إلى مشهدية قابلة للتصريف في شبكات الإعلام. ما سبب إحراجاً مضاعفاً يتجاوز الموقف السياسي السلبي، نحو الكشف عن ضحايا يكتفون بهويتهم قتلى.
يتركُ الكائن "المهضوم" (خفيف الظل) انطباعاً إيجابياً لدى القريبين منه. ينتشلهم من لحظات الضيق ويمحو من أذهانهم هموم الحياة وصعابها. الجميع يتمنون الكلام معه أو الاحتكاك به ليعطّلوا، ولو قليلاً، تعباً ما أو مشكلة مزمنة.
خلافاً للبنانيين الذين شرّعوا خلل جماعاتهم، بمسوّغات التوازن الطائفي والمحاصصة، فإن السوريين، وهم من خصهم سمير قصير في الشق الثاني من معادلته، أي "ديمقراطية سورية"، لم يلحظوا أي أعطاب في بنيتهم الجماعاتية، بعد اندلاع الثورة ضد نظام الأسد
الأخطر من التلابس المذكور بين العلم ووظيفته الطاردة رضوخ قيادة الائتلاف لذلك الاستثمار الأداتي وتحويله وطنية ركيكة، تلغي ميول الجماعات، استناداً إلى جذرية الثورة.
أربع سنوات على انطلاق الثورة. سنوات انتقلت فيها الصورة من زمن تمجيد الرئيس إلى عصر آخر كلياً. تغيّرات كثيرة شهدها المشهد البصري السوري، فكيف كان هذا التطوّر؟
تتسابق أفعال الحياة ووقائعها اليومية مع الصور الرامية إلى توثيق هذه الأفعال والإعلان عنها. يصبح الحدث المرتكب أشد ارتباطاً مع الصورة التي تشهره عبر مواقع التواصل الاجتماعي
المصالحة التي سعى النائب العكاري إلى عقدها بين باطنية لغة الجماعة وعلنيتها لا تهدد تيار المستقبل فحسب، بل تهدد جميع الطوائف اللبنانية التي تحترف الرقص بين لغتين، تحتفظ بالأولى لذاتها، كي تؤبلس الآخر، وتسوق الثانية رسمياً، لكي تحقق مصالحها.
لن يجد الرئيس عبد الفتاح السيسي أفضل من أدونيس، ليتبادل معه الشرعية، بحيث يقدّم له عرش السلطة الثقافية المؤسس على أشلاء النظريات الماهوية والجوهرية، فيما أدونيس يقدم للجنرال الانقلابي عرش السلطة السياسية المؤسس على أشلاء المصريين.
من المرجح أن يواصل رافضو الثورات تصنيف "داعش" والطائفية والعنف، كنتائح للربيع العربي، ومن المرجح، أيضاً، أن يفتقر مؤيدو الثورات إلى الذكاء الكافي، ليشاركوا خصومهم هذا التصنيف. لكن، ليس من زاوية نقد الحدث، وإنما من زاوية إثباته.