تتجاوز خطابات ليبراليين مصريين الاحتفاء بتوقيف العقل السعودي عند حدود الترفيه وقيادة المرأة السيارة... إلى التهكّم، وأحيانا الصراخ في وجه أيّ نقاش جادّ.
كان أبو سنّة من أبناء الجيل الثاني لقصيدة التفعيلة، وكما راجت ثنائية أحمد عبد المعطي حجازي وصلاح عبد الصبور في الجيل الأول، راجت ثنائية أمل دنقل وأبو سنّة.
نقد "حماس" أو حزب الله أو الإسلاميين في ذاته مشروع، لكنه غير سياسي في موضع السياسة، وغير واقعي وسط حرائق الواقع، وغير ممكن، في سياقٍ لا يتحقّق فيه الممكن نفسه.
لا يستطيع مصريٌّ واحد في الداخل أن يتجاوز حدودَه في التعبير عن نفسه أو عن رفضه أو عن غضبه، ولو في غرفة نومه. كما لا يستطيع أن يتجاوز حدودَه خارج حدود الوطن.
صُبّت أحداث السيرة في قوالب التمذْهُب، وصارت أغلب السير القريبة من يد القارئ المعاصر (ولغته) "مؤدلجةً"، وتوارى "تاريخ محمّد" خلف تواريخ أتباعه وأزماتهم.