وأضافت المفوضية، في بيان، أن عدد المعتقلين على خلفية التظاهرات وصل إلى 567 شخصاً تم الإفراج عن 355 منهم.
وشهدت العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، أول حركة محدودة منذ مساء الأربعاء، وذلك بعد حظر شامل للتجوال قطع أوصال العاصمة العراقية وضواحيها، وأطلقت قوات الأمن النار لتفريق متظاهرين في شارع فلسطين شرقي بغداد.
وأعادت السلطات العراقية فرض حظر التجوال في ذي قار اعتباراً من الواحدة ظهراً، اليوم السبت وحتى إشعار آخر.
وكانت الحكومة العراقية رفعت، فجر السبت، حظر التجوال في العاصمة بغداد ومحافظات جنوب البلاد.
ومع استمرار الانتشار العسكري والأمني المكثف لقوات الجيش والشرطة المحلية والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الشغب وجهاز مكافحة الإرهاب وتشكيلات أمنية أخرى، شوهد، لأول مرة، نزول قوات تابعة لمليشيات "الحشد الشعبي"، تعرف باسم "أمنية الحشد"، تنتشر بمحيط المنطقة الخضراء وقرب مقرات فصائل مسلحة في بغداد.
ووفقاً لمراسلي "العربي الجديد"، فإن منطقة الكرخ في بغداد بدت أكثر حركة وتفاعلاً من المواطنين، حيث تركزت فيها أغلب التظاهرات خلال الأيام الأربعة الماضية.
وبدت المحال التجارية التي فتحت أبوابها قليلة جداً وحركة السيارات محدودة، وسط استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، رغم سماح الحكومة بدخول شاحنات البضائع والخضار، وما زالت خدمة الإنترنت مقطوعة عن عموم المدن العراقية باستثناء إقليم كردستان، وهو ما تسبب بزيادة الطلب على بطاقات الشحن للهاتف الخلوي التي ارتفعت قيمتها عدة أضعاف عن سعرها الأصلي.
وفي مناطق الزعفرانية والحسينية وحي أور والشعب والصدر والشعلة والفضل والمشتل وحي العامل، تنتشر قوات الأمن والجيش بأعداد كبيرة للغاية تخوفاً من تجدد التظاهرات خلال تشييع ضحايا التظاهرات الذين سقطوا يوم أمس في بغداد.
وبالمقابل، ما زالت جسور الجمهورية والسنك والمعلق والتحرير، مغلقة تماماً بالكتل الخرسانية، وأغلق أيضاً نفق ساحة الطيران وشارع التربية ومدخل الشيخ عمر، المفضي إلى الباب الشرقي، بينما أفشلت قوات فض الشغب، المتهمة بأنها الأكثر انتهاكاً وقمعاً للتظاهرات، والتي تقف وراء أكثر الضحايا الذين سقطوا بين المتظاهرين، أي محاولة وصول للمتظاهرين إلى ساحتي الحرية والطيران والخلاني، كما منعت وسائل الإعلام من الوصول إلى المناطق ذاتها.
وأكدت مصادر مقربة من التيار الصدري في بغداد لـ"العربي الجديد"، أن مدينة الصدر الضاحية الشرقية لبغداد، وذات الثقل السكاني الأكبر قد تدخل بقوة على خط التظاهرات خلال الساعات المقبلة، بعد موقف زعيم التيار مقتدى الصدر الداعي لحل الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة في البلاد.
في جنوب العراق الذي بدا ملتهباً هو الآخر، تم رفع حظر التجوال على أغلب المدن، غير أن الإجراءات الأمنية ما زالت مكثفة في مناطق عدة مثل الناصرية والديوانية والرفاعي والكحلاء ومدن عدة أخرى في ميسان وواسط وكربلاء وذي قار والقادسية، في وقت هددت قوات الجيش والشرطة في البصرة، في بيان مشترك، بفض أي تظاهرة لا تحصل على ترخيص، وبأنه سيتم اعتبار عملية إحراق إطارات السيارات كجريمة إرهابية.
في هذه الأثناء، قال طبيب من مستشفى الكندي ببغداد لـ"العربي الجديد"، إن الجرحى ما زالوا يتوافدون على المستشفيات حتى فجر اليوم، مبيناً أن أغلبهم شبان، مشيراً إلى توافد ذويهم لنقلهم إلى مستشفيات بعيدة عن مراكز التظاهرات تخوفاً من ملاحقتهم.
ورجح الطبيب أن "يتجاوز عدد الجرحى والمصابين بالرصاص الحي أو المطاطي أو قنابل الغاز أو الذين تعرضوا للدهس أو الضرب، أكثر من 1800 في بغداد وحدها".