وفي هذا الشأن، يكشف الكاتب الأسترالي، ديفيد جيليسبي، في كتابه الجديد، أنّ ما يقارب 10 في المائة من الناس قد يعانون من اضطرابات نفسية من دون أن يكونوا مجرمين. كما تشير البحوث العلمية، إلى أنّ المرضى النفسيين، ليس لديهم أي تعاطف.
وتناول المؤلف في كتابه "ترويض الناس السامّين"، تحديد المرضى النفسيين وكيفية التعامل معهم في العمل والمنزل.
قد يثيرون إعجابنا في البداية، يقول جيليسبي، إن ربطتنا بهم علاقة عمل أو غيرها، لكن ما نلبث أن نشعر بالإذلال والخداع، حين يبدأون في التلاعب بنا ومحاولة السيطرة علينا، عن طريق إنكار الواقع لغاية التشكيك بذاتك. ويستمد المرضى النفسيون سلطتهم عبر خلق فوضى، تجعل الآخرين من حولهم جامدين مع إحساس بالارتباك والاستياء.
بالاستناد إلى تجاربه الشخصية، قال جيليسبي، إنّه واجه العديد من الناس الذين كانوا يعانون من اضطرابات نفسية شديدة، وعجز عن فهمهم. "كانوا يميلون إلى إرباكي وإحباطي، وكان من الصعب جداً العمل معهم. أردت أن أفهم لماذا كانوا يتصرّفون بتلك الطريقة، ولماذا عجزت عن التنبؤ بما سيفعلونه".
يدرس جيليسبي، في كتابه كيفية التعامل مع المسؤول عنك في مكان العمل. ويلخّص ذلك باتّباع 10 قواعد، تسهّل حياتك، حين تعمل لدى مريض نفسي.
القاعدة الأولى: تقبل الحقيقة، حيث ينبغي معرفة وقبول كونك ضحية لمريض نفسي. ولا تتوقّع في ظلّ أي ظرف أن تتغير طريقته في التعامل معك.
القاعدة الثانية: تذكّر أنّ هذا مؤقّت، ولا يمكن لأي شخص أن يعمل لدى مريض نفسي على المدى الطويل مع إمكانية البقاء في العمل. لكن اتبع استراتيجية أنّ الوظيفة الحالية تعطيك الوقت للبحث عن أخرى أفضل.
القاعدة الثالثة: كن مهذباً، فالمريض النفسي، لم ولن يحترمك أبداً. أنت بالنسبة له ملكية تستحق المحافظة عليها ما دمت تقدّم ما يتطلبه العمل. كما يعتقد المريض النفسي، أنّك غبي ووحش تتحكّم بك عواطفك. لكنّك تكون أقل عرضة لهجومه عليك، كلّما جعلته يشعر بتفوّقه عليك بشكل مستمر. وهناك طريقة سهلة للقيام بذلك، عن طريق اتباع قواعد محادثة مهذّبة. وتجنّب الاتصالات التي لا لزوم لها معه، أي الابتعاد عن الدردشة واقتصار التحدث إليه عن أغراض واضحة ضمن حدود العمل.
القاعدة الرّابعة: الحفاظ على الخصوصية، لأنّ المريض النفسي يمكن أن يستغل أي معلومات عنك ويستخدمها مع آخرين ضدّك. لذلك لا تكشف عن أي شيء لرئيسك المريض نفسياً، ولا تناقش معه أي موضوع خارج عن نطاق العمل.
القاعدة الخامسة: كن صادقاً، حتى لو كان ذلك ضد مصالحك. ولا تقبل بأي عروض سخية لا تستحقها من رئيسك المعتل عقلياً، كونه قد يخطّط للتلاعب بك في المستقبل في حال قبولك بها.
القاعدة السادسة: تحقّق من كل ما يقوله، لأنّه ربما لا يمكن منع مريض نفسي من الكذب عليك، لكن يمكنك التوقف عن تصديقه، ولا تقبل كل ما يقال لك قبل أن تسمع عنه من مصدرين مستقلين على الأقل.
القاعدة السابعة: كن مطيعاً، فالمريض النفسي، يعتقد أنّك غبي يحتاج إلى التوجيهات بشكل مستمر، وقد يطلب منك القيام بأعمال لا عقلانية، وحين لا تتقبّل الإهانة، سيستغل رد فعلك ويستخدمه ضدّك. لذلك من الأفضل تنفيذ أي عمل يطلب منك، على الرّغم من الإحباط الذي يسببه ذلك. عليك أن تتراجع عن ردود الفعل التلقائية الخاصة بك، إن أردت البقاء في العمل. وإن أراد مديرك في العمل إنهاء تقرير يومي في ثلاث نسخ، فعليك القيام بذلك بالضبط، فهذا هو أقوى سلاح لديك ضده. بيد أنّ المريض النفسي، سيغيّر باستمرار طلباته، لاعتقاده أنّ ذلك يصب في صالح الشركة، على الرغم من خطأ هذا الاعتقاد، لكن أي مقاومة من قبلك لمطالبه ستقضي على عملك. هذا لا يعني أن تعمل كالكلب، وفي جميع الأحوال المريض النفسي لا يدرك جودة عملك ولا يقدّرها.
القاعدة الثامنة: تجرّد من العواطف، لا تتأثّر بمشاعره الإيجابية أو السلبية. إن غضب منك فذلك لأنّه يرغب في إثارة استجابة عاطفية. لا يقيم المريض النفسي علاقات عمل معك، أكبر من علاقته بدباسة أو نبتة في مكتبه. وفي حال أبدى رضاه عنك، فذلك لأنّه يحتاجك في عمل أو قول شيء يفيده. في المقابل سيبذل قصارى جهده، لإثارة غضبك، لذلك عليك أن تقاوم أي رد فعل بغض النظر عن التهمة الموجّهة إليك. وتحدّث بهدوء عند الرد وكن واقعياً مجرّدا من المشاعر. وفي جميع الأحوال لن يأسف على إيذائك، حتى لو حاول تحسين معاملته معك لفترة.
القاعدة التاسعة: اعمل بجد على تعزيز علاقاتك الخاصة بك خارج العمل، كي تتجنّب التحول إلى رجل آلي، ابحث عن أعمال أو هوايات تقوم بها وتحثّك على الاستيقاظ كل صباح.
القاعدة العاشرة: كن جاهزاً، وقم بتوثيق أي توجيهات شفهية من قبل المريض النفسي، واطلب إيضاحات حولها، لأنّه في كثير من الأحيان سينكر تلك التعليمات. أرسل رسالة إلكترونية مباشرة تثبت فيه ما طلبه منك شفهياً، واحتفظ بنسخة مطبوعة من البريد الإلكتروني.
لأنّ المريض النفسي، قد يقرّر في مرحلة ما، التخلص منك في مكان العمل، عندها ستحتاج إلى تلك الوثائق المكتوبة للدفاع عن ذاتك إن كنت عاجزاً عن الرحيل أو إيجاد عمل آخر في ذلك الوقت.