واشنطن تسعى إلى "اتفاق جيد" بشأن "نافتا"

20 مايو 2018
وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين (Getty)
+ الخط -

أعلن وزير الخزانة الأميركي الأحد أن بلاده تسعى إلى الحصول على اتفاق جيد في مفاوضاتها الجديدة مع كندا والمكسيك حول معاهدة التبادل الحر في أميركا الشمالية (نافتا).

وصرح ستيفن منوتشين لشبكة "فوكس نيوز" أن "الرئيس دونالد ترامب مهتم بالتوصل إلى اتفاق جيد اكثر من اهتمامه بمواعيد معينة"، علما بأن إدارة ترامب تخوض سباقا مع الزمن مع اقتراب موعد انتخابات منتصف الولاية في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني.

وأضاف "سواء قدمنا الاتفاق أمام هذا الكونغرس أو أمام كونغرس جديد، فإن الرئيس عازم على أن نفاوض في شأن نافتا".

وكان رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين حض الإدارة الأميركية على كشف نياتها حيال "نافتا" في موعد أقصاه الخميس إذا أرادت أن يتمكن الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون حاليا، من التصويت على اتفاق محتمل.

ولكن مع استمرار المحادثات بين الدول الثلاث، أعطى راين "هامش مناورة" يلائم جدول الأعمال التشريعي "ما يمنح الإدارة وشركاءنا التجاريين أسبوعين آخرين لبلوغ اتفاق".

وتوافقت أوتاوا ومكسيكو وواشنطن على أن الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ عام 1994 ينبغي أن يشمل إشكاليات اجتماعية وبيئية لم تكن مدرجة عند توقيع النص الأساسي.

وعلى رغم ذلك، واصل الرئيس الأميركي تهديده بالانسحاب من "نافتا" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مرضٍ، محملا إياه مسؤولية القضاء على آلاف الوظائف الأميركية ونقل الشركات لمقارها، وخصوصاً في قطاع السيارات.

وأقر منوتشين الأحد، بأن آراء الأفرقاء الثلاثة لا تزال متباعدة "لكن هدفنا يبقى التوصل إلى اتفاق"، مضيفا أن ترامب ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أجريا نقاشا جديا جدا. لا نزال بعيدين الواحد عن الآخر، لكننا نبذل جهدا كبيرا كل يوم لإعادة التفاوض على هذا الاتفاق".

والجمعة، أعلن ترودو أن هناك "اقتراحا جيدا على الطاولة". ولفت إلى اقتراحات من المكسيك تتيح تقليص العجز الأميركي مع مكسيكو و"حتى إعادة بعض الوظائف في قطاع السيارات من المكسيك إلى الولايات المتحدة".

من جهته، اعتبر وزير الاقتصاد المكسيكي ايلديفونسو غواخاردو أنه يمكن التوصل إلى اتفاق "اعتبارا من الأسبوع الأخير من مايو/ أيار" قبل أن يؤكد في تغريدة "رفض" أي اتفاق مقبل "يؤدي إلى خسارة وظائف في المكسيك".

واتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية "نافتا" هي اتفاقية تجارية بين الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك تتضمن إنشاء منطقة تجارية حرة بين الدول الثلاث دخلت حيز التنفيذ عام 1994.

وعادت إلى الأضواء بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالخروج منها أو إعادة التفاوض بشأنها، كما تواجه الدول الثلاث ضغوطا لإعادة التفاوض على الاتفاقية قبل أن تنتخب المكسيك رئيسا جديدا في يوليو/تموز.

ورفضت المكسيك وكندا خلال جولات المفاوضات اقتراحاً أميركياً برفع الحد الأدنى لمكونات السيارات الموردة من أميركا الشمالية إلى 85% بدلاً من 62.5% وضرورة أن تكون نصف مكونات السيارة من الولايات المتحدة.

كما رفض البلدان أيضا مجموعة من المطالب الأميركية الأخرى تشمل إلغاء آلية مهمة لحل النزاعات واقتراح فرض قيود على الزراعة المكسيكية والكندية، بالإضافة إلى العجز التجاري الأميركي مع المكسيك البالغ حوالي 64 مليار دولار، والذي تريد واشنطن خفضه أو إزالته.

وهناك مخاوف من أن تصبح العلاقات الأميركية- المكسيكية أكثر هشاشة في حالة عجز بينيا نييتو عن الترشح لفترة رئاسة ثانية مدتها ست سنوات، بسبب القيود التي تفرضها المكسيك على فترات الرئاسة.

وفي المكسيك تعهد أندريس مانويل لوبيز المرشح اليساري الأوفر حظا للفوز في انتخابات الرئاسة المكسيكية بتقليص اعتماد بلاده اقتصاديا على قوى خارجية، وبوضع ترامب "في مكانه".

(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون