من يتجول في شوارع عفرين اليوم، لا يرى آثار قصف عنيف، كالتي ظهرت في الرقة ودير الزور وأحياء حلب الشرقية، وغيرها من المدن التي شهدت تبدلاً في القوى المسيطرة عليها عبر عمليات عسكرية، وإن كان كثير من الجدران لا يخلو من آثار رشقات الرصاص، إضافة إلى أنه من الملاحظ أن كثيراً من المحال التجارية تم خلع أقفالها ومنها ما حطمت واجهاته الزجاجية.
أما حركة المدنيين فهي لا تذكر، بالنسبة لمدينة كان يسكنها نحو ربع مليون إنسان، وقد نزح عدد كبير منهم. أبو جابر، الستيني، كان يقف عند باب منزله يحاول أن يلقي نظرة سريعة على الشارع الذي يسكنه، قال في حديث مقتضب مع "العربي الجديد"، "الحمد الله الوضع بخير، جاء عدد من العسكريين تفقدوا البناء وسألوا من يسكنه وأعمالهم وإن كان يوجد سلاح، ومن ثم غادروا".
وبين أبو جابر أن "أحدا من عائلته لم يغادروا المنزل منذ يومين، فهم ينتظرون أن تستقر الأمور في المدينة"، ذاكراً أن لديه القليل من المواد الغذائية ومياه الشرب قد تكفيه لثلاثة أيام قادمة.
ولفت إلى أن كثيراً من الجيران نزحوا خارج المدينة نهاية الأسبوع الفائت، مخلفين وراءهم منازلهم، منهم من أخبره أنه سيخرج إلى أن تهدأ العمليات العسكرية ليعود ثانية إلى منزله، ومنهم من كان يبدو عليهم أنهم لن يعودوا.
من جهته، قال الناشط الإعلامي جلال الحمصي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "نحو 40% من سكان عفرين لم يغادروا المدينة، وتتوفر في عفرين المواد الغذائية، وهناك آبار لتزويدهم بمياه الشرب"، مبيناً أن "من بقي في المدينة مدنيون، إذ انسحب منها مقاتلو الأكراد وعائلاتهم، كما يوجد بين الفصائل المشاركة في العمليات فصائل كردية تعرف المنطقة والأهالي".
وأظهرت صور ومشاهد مصورة، قيام بعض المقاتلين السوريين الذين دخلوا إلى عفرين أمس، بعمليات سرقة من بعض ممتلكات السكان في عفرين، الأمر الذي دانته قيادات من الجيش "السوري الحر"، وقالت إنه ستُجرى محاسبتهم.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن الشرطة وقوات الأمن التابعة لـ"الجيش السوري الحر" قامت بنصب حواجز على الطرقات في محيط عفرين وصادرت كل المسروقات التي قامت بها المجموعات أمس قبل نقلها إلى مناطق أخرى.
وقال القيادي في "الجيش السوري الحر"، مصطفى سيجري، في تصريح له تعليقا على الحادثة إن "ما حدث في عفرين جريمة قامت بها مجموعات من السفلة وقطاع الطرق والمجرمين الأوباش، اتخذوا من الجيش الحر غطاء لجرائمهم، هؤلاء لا يقاتلون بل يرابطون في الصفوف الخلفية بانتظار استشهاد الأبطال ليقوموا بعمليات السرقة والنهب والغدر، ولا شفيع ولا عذر لنا إن لم تعلق المشانق لهم في الساحات".
ونشر سيجري صورا لعناصر "الجيش السوري الحر" يقومون بمساعدة المدنيين في عفرين مضيفا: "هذا هو الجيش السوري الحر، وهؤلاء من يقاتلون على الخطوط الأولى....".
Facebook Post |
يشار إلى أن الفصائل العسكرية السورية المدعومة من تركيا، سيطرت على مدينة عفرين يوم أمس الأحد، في حين قال نائب رئيس الوزراء التركي جاووش أوغلو، في تصريح صحافي اليوم، إن القوات التركية لن تبقى في مدينة عفرين، بل ستسلم المنطقة لأصحابها الحقيقيين.