من جهتها، أعلنت فصائل من "الجيش السوري الحر" صدّ محاولة تقدم لقوات النظام قرب مدينة مارع شمالي حلب في الشمال السوري.
وقالت بيانٌ لـ"لواء المعتصم" إن قوات مؤللة للنظام حاولت برفقة عناصر مشاة التقدم قرب البلدة، وتصدى لها مقاتلوهم وأعطبوا آلية وجرحوا بعض العناصر، مشيراً الى أن اشتباكات دارت بين الجانبين بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة.
وكانت قوات النظام حاولت قبل أيام التقدم في بلدة تادف شرق حلب، لكن فصائل المعارضة تمكنت من صدّهم.
في غضون ذلك، أعلنت "غرفة عمليات ريف حلب الجنوبي" قرى عدة في الريف الجنوبي لحلب "مناطق عسكرية"، مطالبة السكان بإخلائها. وقالت الغرفة في بيان لها، إن المناطق تشمل القرى المحاذية والمتداخلة على خطوط المعارك مع النظام السوري، وهي جزرايا، زمار، العثمانية، جديدة طلافح، حوير العيس، تل باجر، بانص، وبرنة. وطالب البيان السكان بإخلاء هذه القرى، وأخذ التدابير اللازمة خلال 48 ساعة، وذلك حرصاً على سلامتهم.
كما صدر بيان مماثل عن "هيئة تحرير الشام" يخص القرى المذكورة، وسط شكاوى من السكان بشأن عدم قدرتهم على استئجار بيوت جديدة، حيث فضل أغلب سكان تلك القرى البالغ عددهم نحو 25 ألف نسمة، البقاء في منازلهم.
وتقول الفصائل إن لديها "معلومات مؤكدة" عن نية قوات النظام شنّ عملية عسكرية في المنطقة، حيث طلبوا من الأهالي الإخلاء، بسبب وجود تداخل بين المنازل ونقاط الحراسة.
وسبق أن سجلت حالات نزوح من الأحياء الغربية لمدينة حلب، بعد شائعات عن استقدام قوات النظام السوري لتعزيزات عسكرية لبدء عملية عسكرية بريف المدينة الغربي.
وكان النظام السوري سيطر، في كانون الثاني/يناير الماضي، على معظم الريف الجنوبي لحلب، وصولاً إلى ريف إدلب الشرقي، حيث سيطر على 40 قرية في المنطقة. ومنذ ذلك الوقت، يشهد ريفا حلب الجنوبي والغربي اشتباكات بين النظام السوري وفصائل المعارضة.
وثبّت الجيش التركي نقطة مراقبة في قرية تل العيس في ريف حلب الجنوبي، في شباط/فبراير الماضي، بموجب اتفاق "خفض التصعيد".
من جهة أخرى، طالب نازحون من جنوب محافظة إدلب الجيش التركي المتمركز في نقطة المراقبة في قرية الصرمان قرب مدينة جرجناز، بحماية قراهم من قوات النظام السوري للعودة إليها، وحماية أملاكهم التي يعتمدون عليها في عيشهم، كالمواشي والأراضي الرزاعية.
وكانت مدن وبلدات محافظة إدلب شهدت قبل ثلاثة أيام، قصفاً جوياً مكثفاً لقوات النظام، أسفر عن مقتل وجرح عشرات المدنيين.
وأنشأ الجيش التركي منتصف شهر شباط/فبراير الماضي، نقطة مراقبة في منطقة صوامع الصرمان، كما أنشأ نقاطا أخرى في المحافظة، إضافة إلى شمالي حماة وجنوبي حلب.
من جهته، حذَّر قائد "جيش العزة"، التابع للمعارضة السورية الرائد جميل الصالح، من عمل عسكري "قريب ومفاجئ" للنظام السوري. وقال الصالح، في تدوينة له عبر حسابه على "تويتر": "لا تصدقوا الإشاعات، وتأمنوا مكر النظام وكلام المحتل الروسي"، مضيفاً أن "عملاً عسكرياً قريباً سيبدأ بشكل مفاجئ لاغتصاب واحتلال بعض المناطق المحررة".
ويأتي حديث قائد الجيش الذي ينشط في ريف حماة الشمالي، بالتزامن مع أنباء تحدثت عن تجهيزات لقوات النظام السوري لعمل عسكري في المنطقة، بينما هوّن قادة آخرون من أهمية تحركات قوات النظام، واصفين إياها بأنها "حرب إعلامية".