كشفت صحيفة "ذا نيويورك تايمز" عن تورط المنتج الأميركي الحائز على "أوسكار"، هارفي وينستين، في قضايا "تحرش جنسي واتصال جسدي غير مرغوب فيه"، ثم نشرت مجلة "ذا نيويوركر" تحقيقاً بعد عشرة أشهر من العمل الاستقصائي، وتواصلت فيه مع 13 امرأة واجهن الاعتداء أو التحرش الجنسي، بين عامي 1990 و2015.
وبرز ضمن النساء المعنيات نجمة هوليوود، أنجلينا جولي، التي قالت إنها رفضت تمهيدات هارفي وينستين لإقامة علاقة جنسية في غرفة فندقية، خلال إطلاق فيلم Playing by Heart عام 1998.
جولي في "بلايينغ باي هارت" (يونيفرسال)
أما الممثلة غوينيث بالترو، فأشارت إلى أنها التقت وينستين في لقاء عمل، عام 1996، حين كانت في الثانية والعشرين من عمرها، في "فندق بيفرلي هيلز"، واقترح اصطحابها إلى غرفته لمناقشة التفاصيل، إلا أنها رفضت.
(أن بي سي)
الممثلة الأميركية الشابة، هيذر غراهام، أشارت إلى أنها التقت وينستين مطلع عام 2000، للحديث حول مشاركتها في أحد أفلامه، إلا أنه تقصد إبلاغها بأنه عقد اتفاقية مع زوجته تسمح له بممارسة الجنس مع أي كان، في حال كان بعيداً عن المنزل.
(مات وينكلماير/Getty)
الأميركية ميرا سورفينو ادعت أن وينستين ضايقها جنسياً ولاحقها، وأجبرها على ممارسة الجنس معه، خلال مشاركتها في أفلام أنتجتها شركة "ميراماكس"، عام 1995.
(مايكل تران/فيلم ماجيك)
والممثلة والناشطة آشلي جود أفادت بأنها قابلت وينستين في غرفة فندقية لمناقشة أمور تتعلق بالعمل، لكنه طلب منها تدليكه، وعندما رفضت، طالبها بمشاهدته أثناء استحمامه، بالإضافة إلى شهادات ممثلات أخريات وصحافية حول تحرش وينستين بهن، وإقدامه على أمور منافية للأخلاق أمامهن، مثل الاستمناء ومضايقتهن جنسياً في أماكن عامة.
(جمال كونتس/Getty)
واتهمت ثلاث نساء وينستين باغتصابهن، وبينهن الممثلة الإيطالية آسيا أرجنتو، وامرأة أخرى كانت ممثلة طموحة في الجامعة عندما التقت وينستين. إلا أن المتحدث باسم المنتج الأميركي نفى الادعاءات المنشورة في المجلة كلها.
Twitter Post
|
وعلى الصعيد الشخصي، تستعد زوجة وينستين، جورجينا تشابمان، لتركه واصفة أفعاله بأنها "لا تغتفر"، ونشرت تشابمان (41 عاماً)، بياناً صحافياً، مساء الثلاثاء، قالت فيه: "قلبي مفطور حزناً على النساء اللواتي عانين من آلام هائلة بسبب هذه الأفعال التي لا تغتفر". وأضافت "اخترت ترك زوجي، ورعاية أطفالي تتصدر أولوياتي، وأطلب من الإعلام منحنا خصوصيتنا في هذا الوقت".
وكانت تشابمان قد تزوجت وينستين عام 2007، ورزقا بطفلين. وأسست العلامة التجارية الفاخرة "ماركيزا" المشهورة بفساتين ظهرت على السجادة الحمراء، عام 2004، بالشراكة مع المصممة كيرين كرايغ، والتقت وينستين في حفل في نيويورك، في العام نفسه.
(فرانس برس)
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد كشفت، الأسبوع الماضي، عن إجراء وينستين "8 تسويات مع نساء اتهمنه بالتحرش الجنسي والاتصال الجسدي غير المرغوب فيه". وأصدر وينستين بعدها رسالة اعتذر فيها عن تسببه بـ"ألم بالغ".
وعلى الصعيد المهني المباشر، أصدر مجلس إدارة "شركة وينستين" للإنتاج السينمائي بياناً، مساء الأحد، أعلن فيه عن قرار "إنهاء عمل الرئيس المشارك في الشركة هارفي وينستين"، على أن يسري القرار فوراً. وكانت الشركة قد أكدت، الجمعة، أن المنتج حصل على إجازة غير محددة الأجل، وأفاد وينستين نفسه بأنه سيأخذ إجازة من شركته وسيسعى للعلاج. وراسل المنتج الأميركي وينستين شركاءه في هوليوود طالباً مساعدتهم في منع إجراءات طرده من شركته الخاصة للإنتاج السينمائي.
وتحدث مشاهير هوليوود عن صدمتهم من المزاعم ضد وينستين، إذ قالت ميريل ستريب إنها فزعت بسبب الأخبار "المشينة"، وأثنت على النساء اللواتي أبلغن عن الاعتداءات، ووصفتهن بـ"البطلات"، في حديثها لصحيفة "هاف بوست".
وحصلت ستريب على أوسكار، عام 2012، عن دورها في فيلم Iron Lady الذي أطلقته "شركة وينستين".
(Getty)
أما الممثلة جودي دينش، الحائزة على "أوسكار" عن دورها في فيلم وينستين Shakespeare in Love، فوصفت الادعاءات بـ"المروعة". وكايت وينسلت أشارت إلى أنها سمعت إشاعات عن الأمر سابقاً، واعتبرت المزاعم "صادمة". ووصفت النساء المعنيات بـ"الشجاعات"، علماً أنها حصلت على "أوسكار" عام 2009، عن فيلم The Reader من إنتاج "شركة وينستين".
(Getty)
والسينمائي جورج كلوني قال إنه "لا يمكن الدفاع عن أفعال وينستين"، علماً أن وينستين قدّم له فرصته السينمائية الأولى الكبيرة، عبر فيلم From Dusk Till Dawn عام 1996. في المقابل، لا يزال نجوم هوليوود من الذكور يمتنعون عن التعليق على الأزمة، وسط انتقادات عدة من الإعلام الأميركي والعالمي، واتهامات بالتستر على وينستين، وبينهم براد بيت الذي كان صديق بالترو حينها.
(Getty)
وقالت الممثلتان نيكول كيدمان وكايت بلانشيت إن "أي رجل في موقع سلطة يظن أن من حقه ممارسة التهديد أو الترهيب أو الاعتداء الجنسي ضد أي امرأة يواجهها أو يعمل معها، يجب محاسبته"، وأضافتا "ليس من السهل أبداً أن تفصح النساء عما حصل في هذه المواقف، وأدعم من كل قلبي النساء اللواتي تجرأن على الكلام".
وعملت بلانشيت مع وينستين مرات عدة، وأبرزها في فيلم The Aviator الذي حصلت عن دورها فيه على "أوسكار أفضل ممثلة مساندة". أما كيدمان فتعاونت مع وينستين في عدد من أفضل أفلامها، مثل Lion وCold Mountain وGrace of Monaco.
تجدر الإشارة إلى أن هارفي وينستين يعد أحد أكبر المنتجين في هوليوود، وبرز عبر أفلام عدة، بينها Shakespeare in Love وThe King's Speech وPulp Fiction.
(Getty)