أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليوم السبت، أن السعودية ما زالت ملتزمة بوضع وديعة نقدية في البنك المركزي اليمني لدعم العملة اليمنية، وأنها ستدعم خطة إعادة الإعمار في المحافظات المحررة ابتداء من يناير/كانون الثاني 2018.
ووفقا لوكالة الأنباء الرسمية اليمنية سبأ، الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، قال هادي خلال اجتماع مع مستشاريه بمقره المؤقت في الرياض، إن السعودية ما زالت ملتزمة بوضع وديعة ماليه قدرها مليارا دولار في البنك المركزي اليمني لدعم استقرار العملة.
وأكد هادي أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكد له خلال لقائهما أول أمس، أن المملكة قد خصصت مبالغ لإعادة الإعمار وإصلاح البنى التحتية في مجالات التعليم والصحة والطرقات والكهرباء والمياه وغيرها ابتداء من يناير 2018.
واعتبر مراقبون أن حديث الرئيس اليمني مجدداً عن الوعود السعودية بمثابة رد على تقارير صحافية أكدت تراجع السعودية عن تعهداتها لليمن، وعرقلتها اجتماعاً للمانحين كان مقرراً نهاية سبتمبر/أيلول الماضي في نيويورك.
وكان مسؤول حكومي يمني أكد لـ"العربي الجديد"، نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تراجع السعودية عن دعم عملة اليمن حسب وعود قدمتها سابقاً بتقديم وديعة نقدية بملياري دولار، في الوقت الذي يعاني الريال اليمني من تدهور متسارع.
وأوضح المسؤول اليمني في الحكومة الشرعية التي تدير شؤون الدولة من العاصمة المؤقتة عدن، أن السعودية تراجعت عن تعهداتها بتقديم ملياري دولار، وعرقلت اجتماعاً للدول المانحة كان مقرراً انعقاده بنيويورك نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حيث طلبت تأجيله.
وكان هادي قد أعلن، في 19 فبراير/شباط الماضي، موافقة الحكومة السعودية على وضع ملياري دولار وديعة نقدية في البنك المركزي اليمني لدعم العملة المحلية، وبعد مرور تسعة أشهر لم تف الرياض بتعهداتها، ولم تتدخل لإنقاذ العملة اليمنية التي تواصل الانهيار.
وتسارعت وتيرة تهاوي العملة اليمنية، طوال الأسبوع الماضي، إذ تجاوز الدولار الأميركي 440 ريالا يمنيا في السوق السوداء، فيما يبلغ الرسمي المحدد من البنك المركزي 380 ريالاً للدولار، ما أثار فزع اليمنيين من انهيار اقتصادي شامل وارتفاع جنوني لأسعار السلع.
وتقود السعودية تحالفاً عربياً لدعم الشرعية في اليمن منذ شهر مارس/آذار 2015، وتشن حرباً ضد مليشيات جماعة أنصار الله (الحوثيين) التي انقلبت على الرئيس الشرعي للبلاد عبد ربه منصور هادي.
وفي تأكيد لمعلومات "العربي الجديد"، أكد الرئيس اليمني، أن السعودية تعهدت بتقديم شحنات من الوقود لليمن وبصورة منتظمة لمدة عام.
وقدمت الحكومة اليمنية طلباً لوزارة النفط السعودية بتزويدها بحدود 1.5 مليون برميل من الوقود شهرياً ولمدة عام عبر شركة أرامكو، وطلبت تسهيلات في السداد وشروطا تفضيلية، لكن حكومة الرياض رفضت منح تسهيلات في السداد واقترحت توقيع اتفاق مقايضة، يتم بموجبه تحويل عائدات النفط الخام اليمني لصالح شركة أرامكو مقابل شحنات الوقود السعودية لليمن.
وتعاني مالية اليمن من التآكل السريع لاحتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي من 4.7 مليارات دولار في ديسمبر/ كانون الأول 2014 إلى 600 مليون دولار في ديسمبر/ كانون الأول 2016، حسب تقارير رسمية.