وقال نصر الله في كلمة له اليوم الاثنين، إن "ما يحصل الآن سيرسم مصيرنا ومصير ومستقبل شعوب هذه المنطقة، ولا أحد يمكن أن يقول إن ما يجري لا يعنيه، فهناك خطر كبير في المنطقة"، متسائلاً "ألا يستحق هذا الخطر أن ننظر إلى أسبابه؟".
وأوضح أن "تصوير الصراع في المنطقة على أنه صراع سني شيعي خطأ. وهناك خطأ في فهم وتشخيص الصراعات. وهذا ما يعقد الحل والانتهاء منها"، وتساءل "هل صراع (جبهة النصرة) مع باقي الجماعات المسلحة في سورية صراع سني شيعي؟ وهل المعركة في عين العرب هي صراع سني شيعي؟ وهل استهداف المسيحيين في العراق وسورية إلى حد الإبادة له علاقة بالصراع السني الشيعي؟ وهل استهداف بقية الأقليات له علاقة بالصراع السني الشيعي؟". مؤكداً أن "هذا التشخيص هو تشخيص خاطئ، وما يجري في المنطقة صراع سياسي بامتياز".
وحول موضوع العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى "جبهة النصرة"، رفض نصر الله الحديث عن الموضوع، وقال "إننا كحزب ولخصوصيتنا ووجودنا في سورية نفضل ألا نقارب هذا الموضوع إعلامياً"، مشيراً إلى أن "الحكومة اللبنانية تتابع هذه المسألة بجد، وهي مسألة معقدة". داعياً أهالي العسكريين إلى "مزيد من الصبر، وإلى مزيد من الدعم للحكومة؛ لأنه في مسألة معقدة من هذا النوع نحتاج إلى التكاتف والتعاون".
وحول الانتخابات الرئاسية اللبنانية، أكد نصر الله، أن "حزبه يدعم ترشيح الزعيم المسيحي ميشال عون لرئاسة الجمهورية؛ كونه المرشح الأفضل تمثيلاً". داعياً "خصومه إلى التحاور مع عون لحل الأزمة الرئاسية" القائمة في البلاد منذ ثلاثة أشهر.
وأوضح أن "قناعتنا تقول إنه لا يوجد أحد في البلد يريد الفراغ في رئاسة الجمهورية، ونريد بأسرع وقت ممكن أن يكون هناك رئيس جمهورية في قصر بعبدا". داعياً القوى السياسية إلى "العمل إلى استعادة هذا الملف من القوى الإقليمية". مشدداً على أن "ملف الرئاسة يحل بالحوار وليس بالرهان على المتغيرات الإقليمية".
وأشار إلى أن "المجلس النيابي الحالي تنتهي ولايته قريباً، ومهلة إجراء الانتخابات تضيق"، موضحاً أن "هناك 3 خيارات إما الذهاب إلى الانتخابات، وإما التمديد، وإما الفراغ".
وحول أحداث الشمال، أكد نصر الله الثقة والإيمان بأن "الجيش اللبناني والقوى الأمنية تشكل الضمانة الحقيقية للبنان وبقائه، لافتاً إلى أن "العامل الأساسي الذي ساهم في تخطي لبنان لهذه المصيبة الكبرى هو موقف أهل الشمال عموماً والمرجعيات الدينية والسياسية، ولو لم يكن هذا الموقف لأخذت الأمور في الشمال وطرابلس منحى آخر".