ويستخدم المعلمون مختلف المنافذ الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة الدروس والحصص الدراسية المصورة، في محاولة لاستغلال فترة الإجازة القسرية التي دخلت فيها المؤسسات التعليمية الفلسطينية لمدة شهر، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذت تجبناً لانتشار فيروس كورونا في مختلف المحافظات.
ويتفاعل الطلاب مع المدرسين عبر تبادل مقاطع الصوت ومقاطع الفيديو التي تتم عبرها مراجعة الدروس السابقة، وشرح الدروس الجديدة، والإجابة عن الأسئلة التي يتم طرحها، بغرض إيجاد حالة من العصف الذهني وتبادل المنفعة.
ويتطلع أصحاب فكرة التعليم عن بُعد والتي لم تُفرض رسمياً - حتى اللحظة – لاستغلال فترة حالة الطوارئ وعدم هدر العطلة، عبر تقديم الدروس والبرامج التعليمية، مستخدمين عددا من التطبيقات الإلكترونية الملائمة والمُسهِلة لإيصال الأفكار.
وتقول مُدرسة اللغة الإنكليزية رنا شعبان إنها بدأت باستخدام وسائل التواصل الإلكتروني لتقديم الدروس والمراجعة والقراءة، وقد افتتحت نشاطها بنشر فيديو لطلبتها تقول فيه إنها تود التواصل معهم عبر مجموعة إلكترونية.
وتُحاول شعبان، التي استخدمت تقنية التعليم عن بُعد في أنشطة سابقة، الاستفادة من فترة الإجازة بمراجعة الدروس وإيجاد حالة من التفاعل بين الطلبة، مبينة لـ"العربي الجديد"، أنها لاحظت حالة نشاط إلكتروني جماعي من الطلبة والطالبات، وقد وعدت المتفاعلين منهم بجوائز وتكريم بعد انقضاء العُطلة الطارئة.
وترى المُدرسة شعبان أنه من المهم استخدام تقنية التعليم عن بُعد خاصة في ظل الخطوات الاحترازية التي يتم اتخاذها تفادياً لتفشي فيروس كورونا، داعية كافة المُدرسين إلى التغلب على مختلف المعيقات، والتواصل مع طلبتهم والتفاعل معهم، حرصاً على العملية التعليمية والتحصيل الدراسي للطلبة والطالبات.
من جانبها، توضح المُدرسة أسماء مصطفى أن التعليم عن بُعد أثبت فاعليته عالمياً، ومن المهم استخدامه خلال حالة الطوارئ، إيماناً بأهمية الحفاظ على المستوى التعليمي والبقاء على تواصل مع الطلبة، لضمان عدم الركود أو نسيان الدروس.
وأنشأت المُدرِسة مصطفى مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تُرسل من خلالها الطالبات الأسئلة والاستفسارات، فيما تقوم هي بالرد عليهن، إلى جانب فتح فيديو مرئي جماعي للتفاعل وشرح الدروس.
وتوضح لـ"العربي الجديد"، أهمية غرس قيمة التعليم الذاتي لدى الطلبة، وخاصة أن التعليم عن بُعد غير إلزامي وغير إجباري حتى الآن.
ويواجه التعليم عن بُعد في قطاع غزة المُحاصر عدة عقبات، تتمثل في الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي وضعف الإنترنت، ما يتسبب في عدم التحاق كافة الطلبة بالدروس، وفق المُدرسة مصطفى، حيث تتعارض أوقات قطع ووصل التيار الكهربائي في مختلف المناطق، مستدركة: "في لحظات ضعف الإنترنت، أقوم بالإجابة عن الاستفسارات بالكتابة أو بإرسال مقاطع الصوت".
وتوافقها في الرأي المُدرِسة آلاء حسونة، من مدينة غزة، التي تقول لـ"العربي الجديد"، إنه ورغم أهمية التعليم المُباشر مع الطلبة، إلا أن التعليم عن بُعد بات ضرورة مُلحة في الوقت الحالي، بهدف اجتياز أزمة فيروس كورونا.
وتقول حسونة، وهي مُدرسة عُلوم، إنها تقوم بتجهيز مقاطع فيديو تعليمية وبثها عبر موقع "يوتيوب"، ومن ثم نشر أسئلة للطلبة للإجابة عنها، وخلق مساحة للتنافس بين الطلبة، مبينة أنها لمست حالة من التفاعل والإقبال من الطلبة للاستفادة من تقنية التعليم إلكترونياً.
وتشهد الأراضي الفلسطينية إجراءات مشددة عقب الإعلان عن حالات إصابة بفيروس كورونا في الضفة الغربية، فيما تم الإعلان عن رزمة من الإجراءات الوقائية في قطاع غزة الذي لم يشهد تسجيل أي حالة إصابة حتى اللحظة.