من شيرار إلى فاردي..كيف تطوّر المهاجم في الكرة الإنجليزية؟

30 نوفمبر 2015
+ الخط -

امتاز دفاع اليونايتد بالصلابة خلال المباريات الأخيرة، لكن حائط صد الهولندي فان غال لم يصمد طويلاً أمام انطلاقات الفتى الإنجليزي الأشهر هذه الأيام، جيمي فاردي يواصل مغامرته، ليستحق الأفضلية المطلقة مؤخراً، وتهتف جماهير ليستر بصوت مسموع، إنه يسجل عندما يريد. وبعيداً عن قيمة واين روني كلاعب أشمل من مركز المهاجم الصريح، يعتبر جيمي النسخة الأحدث والأكثر اكتمالاً لمركز المهاجم وفق التقاليد البريطانية.

الصيّاد
"وجوده في الملعب بمثابة الهدية الثمينة، إنه يتحرك باستمرار، وبكل تأكيد نستطيع صنع الفرق من خلاله"، يتحدث المدرب الإنجليزي القديم غلين هوديل عن النجم آلان شيرار، مؤكداً أنه أحد أعظم المهاجمين في حقبة التسعينات، ومن القلائل الذين استحقوا حمل القميص رقم 9، لأنه باختصار، أحد أهم مواليد منطقة الجزاء.

شيرار هداف حقيقي، يتحرك بذكاء داخل منطقة الجزاء، كذلك يستطيع الخروج بعيداً عنها، من أجل الحصول على الكرة، لذلك من الصعب وصفه باللاعب التقليدي، لكنه في المجمل حمل الطابع البريطاني الشهير لرأس الحربة، حيث إن الأهداف هي العامل الرئيسي لتقييمه، ونجح أسطورة نيوكاسل في مهمته، وسجل علامات فارقة برفقة منتخب بلاده.

لعبت إنجلترا في معظم الأحيان بمزيج بين 3-5-2 و 4-4-2، وشغل شيرار في العادة مركز المهاجم، بجوار أيان رايت أو شيرنغهام، ثنائية هجومية عبارة عن لاعب متحرك أمام منطقة الوسط، وآخر يحصل على الفرغ اللازم أمام المرمى، وشيرار هو المترجم الفوري لمعظم الفرص إلى أهداف.

الموضة القديمة
انتقل أندي كارول من نيوكاسل إلى ليفربول، بصفقة فلكية وصلت إلى 35 مليون جنيه استرليني عام 2011، وتوقع الطاقم التقني للريدز تفجر موهبة المهاجم في الأنفيلد، لكن هذا لم يحدث إطلاقاً، رغم القيمة القياسية للانتقال، ليصبح أندي كارول مجرد نموذج مجسم لنوعية المهاجمين الإنجليز في هذه الفترة، رأس حربة تقليديا للغاية.

كارول مهاجم كلاسيكي أو الـ Old Fashioned Striker. طويل، قوي البنية، هداف، يجيد الضربات الرأسية، يمتاز بالاحتكاك مع الخصوم، يتحرك في المساحات بين الأظهرة وقلوب الدفاع، ويصنع خطورة كبيرة في القنوات بين قلبي دفاع المنافسين. لكن تقل خطورته كثيرا كلما يبتعد عن الصندوق، ليتحول تدريجياً إلى محطة هوائية، تلعب فقط كرات الهواء، دون أي فرصة حقيقية على الأرض.

انخفضت أسهم أندي كارول مع الوقت، وتوارى أسلوبه في اللعب بعض الشيء، مع التمرد على تخصص اللعبة، وحاجة المدربين إلى مهاجمين يجيدون فعل كل شيء، ليحصل لويس سواريز -زميله القديم في ليفربول- على الشهرة الإعلامية والجماهيرية، نتيجة تنوع لعبه الأقرب إلى الأسلوب الشمولي.

هاري كين
تألق هاري كين بشدة مع توتنهام خلال الموسم الماضي، وسجل أهدافا عديدة تحت قيادة المدرب الأرجنتيني بوكيتينو، ليحصل على فرصة حقيقية مع منتخب إنجلترا، ويتحول إلى أحد نجوم البريميرليغ في وقت قياسي، نتيجة أهدافه الغزيرة، وتفوقه في معظم المباريات الكبيرة.

يختلف هاري كين عن كارول وأمثاله، لأنه لاعب متنوع في الشق الهجومي، لا يلعب فقط داخل منطقة الجزاء، بل يتحرك باستمرار في كافة أركان الثلث الهجومي الأخير، يستطيع تسجيل الأهداف بالرأس، لكنه ممتاز في التسديد من خارج منطقة الجزاء، مع تفوق حقيقي في استخدام القدمين تجاه المرمى.

كين مهاجم صريح في طريقة لعب 4-2-3-1، كذلك يجيد التمركز في حالة اللعب بثنائي هجومي، نظراً لتفاهمه مع أي مهاجم آخر بجواره، من خلال تبادل المراكز، وفتح الفراغات أمام لاعبي الوسط، من أجل صناعة الأهداف أو تسجيلها، وبالتالي استعاد كين سريعا بريقه بعد بداية سيئة هذا الموسم، لأنه في النهاية يملك كافة المقومات لذلك.

فاردي
وبعد تألق كين خلال الموسم الماضي، يُصر جيمي فاردي مهاجم ليستر سيتي على إعادة النجاح هذا الموسم، لكن مع أرقام أكبر ونجاعة أوضح، ليصل إلى 14 هدفا في 14 مباراة، ويسجل بانتظام في 11 مباراة متتالية، كرقم قياسي جديد يضرب به الرقم السابق الخاص بالهداف الهولندي فانستلروي.

يتفوق فاردي على كين وعلى كل أقرانه الإنجليز، في خفته وسرعته بالكرة ومن دونها، إنه لاعب بريطاني بنكهة أوروبية خالصة، من الصعب مراقبته لأنه يقتل مركزية اللعب، ويتحول إلى الأطراف وتجاه الوسط دون قيود، لذلك تجده في بعض مباريات ليستر كلاعب وسط صريح، ليترك مكانه أمام زميله رياض محرز من أجل إحراز الأهداف.

فاردي هو الرجل الناجح الجديد في البريمييرليغ، الأمر لا يتعلق أبداً بعدد الأهداف أو حتى طريقة تسجيلها، لكن نتيجة تحركاته العمودية والعرضية أثناء الهجوم، بالإضافة إلى نجاحه في اللعب كمهاجم صريح، أو مهاجم متأخر، أو لاعب جناح على الخط، وبالتالي يستحق رهان رانييري فرصة أكبر مع المنتخب خلال الفترة المقبلة، ولا يوجد من هو أكمل منه لكي يبدأ أساسياً في الأمم الأوروبية، يورو 2016 على مرمى البصر!

اقرأ أيضا..

ريال مدريد يتأهب لخطف نيمار من برشلونة

دلالات
المساهمون