هذا السجن سيئ السمعة، كان قد توفي فيه مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق محمد مهدي عاكف، في سبتمبر/ أيلول عام 2017، إثر تعرّضه لهبوط حاد في الدورة الدموية وذلك عن عمر ناهز 89 عاماً.
معظم المعتقلين في هذا السجن ممنوعون من الزيارة، ورهن الحبس الانفرادي منذ أعوام، وأبرزهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، والقيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، والقياديون في جماعة "الإخوان"، محسن راضي، ومحمد حامد والحسيني عنتر، وباسم عودة الذي يعدّ أصغرهم سناً (49 عاماً).
وسجن ملحق مزرعة طرة مجاور لسجن المزرعة من الناحية الغربية، ويطلّ بابه الرئيسي على سجن شديد الحراسة. وهو سجن كانت تنفّذ فيه عقوبة الحبس بحق بعض أفراد الجماعات الإسلامية.
المبنى الخاص بسجن ملحق مزرعة طرة مقسم لمجموعة غرف، كل واحدة معزولة عن الأخرى بما يُصعب لقاء النزلاء فيه أو تقابلهم. وهو أحد سجون مجمع محاكم طرة الذي يضم خمسة سجون، هي: سجن الاستقبال، سجن عنبر الزراعة، سجن المزرعة، سجن 43 شديد أو ما يسمى "سجن العقرب"، وسجن آخر جرى بناؤه بجوار سجن عنبر المزرعة.
أنشأ سجن مزرعة طرة مصطفى النحاس باشا، عندما كان وزيراً للداخلية عام 1928، بهدف تخفيف الزحام الذي شهده سجن أبي زعبل الأقدم في محافظة القليوبية في تلك الفترة. ومن أشهر نزلائه في الفترة الأولى لولاية النحاس باشا، الكاتب الصحافي مصطفى أمين، وأعضاء تنظيم ثورة مصر وقيادات بجماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية آنذاك.
ووفقاً لبعض أعضاء جماعة "الإخوان" الذين سبق اعتقالهم بسجن مزرعة طرة، فقد كانوا يتلقّون في هذا السجن معاملة قاسية، منها معاقبتهم بتكسير الصخور وحملها على الظهر، ونعتهم بألفاظ نابية أثناء قيامهم بذلك، وتفتيشهم بشكل مستمر، بالإضافة إلى إهانة أسرهم أثناء الزيارة.
وبعد الانقلاب، سُجن فيه عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين والقيادات السياسية والمعارضة، وأبرزهم رئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي الذي أُفرج عنه في أغسطس/ آب عام 2015، ومدير مكتب مرسي السابق أحمد عبد العاطي، ومستشاره الأمني أيمن هدهد، ونائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق أسعد الشيخة، ومحافظ كفر الشيخ السابق سعد الحسيني، وعضو مكتب الإرشاد مصطفى غنيم. كذلك سجن فيه الأمين العام لحزب الحرية والعدالة في القاهرة خالد حنفي، ووزير الشباب الأسبق أسامة ياسين، والقيادي بجماعة الإخوان حلمي الجزار الذي أطلق سراحه في أغسطس عام 2014، ونجل القيادي صلاح سلطان، محمد، الذي أفرج عنه في مايو/ أيار عام 2015، فضلاً عن القياديين في الإخوان عصام مختار وأشرف صبري وعبد الله الفخراني الذي أفرج عنه في أغسطس 2018.
وفي مارس/ آذار 2018، كشفت ابنة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ضحى محمد بديع، بعض تفاصيل التعنت والتعسف والقتل العمد في سجن ملحق مزرعة طرة حيث يمكث والدها. وكتبت ضحى عبر حسابها الخاص على موقع "فيسبوك"، أنه "تم تجريد الزنازين الخاوية من كل شيء. فلم يجدوا ما يأخذونه. فتم سحب الأغطية من والدي، فهو ينام على الأرض منذ أكثر من عام، والآن ينام بدون أغطية. وتم سحب الكرسي الوحيد في الزنزانة، فوالدي يبلغ من العمر 74 عاماً يعاني من تآكل في الغضاريف وكسر قديم في العمود الفقري، ولا يستطيع الجلوس على الأرض ولا النهوض منها إلا بالاستناد على هذا الكرسي. ولا يستطيع السجود أو حتى الركوع فكان يصلي على هذا الكرسي. حتى الكرسي سحبوه". وأضافت "تمّ غلق الكانتين والكافيتريا، فلا يوجد أي طعام سوى الأكل الميري، وجميعنا يعلم مدى رداءة الأكل الميري، فهو طعام حتى لا يرتقي لطعام الحيوانات. وليته يقدم بطريقه آدمية. على العكس، فضباط الأمن الوطني يقدمونه بطريقة مهينة وغير لائقة. فكيف بهم يعاملون قامة مثل الدكتور بديع في مكانته العلمية فضلاً عن كبر سنه، بهذه الطريقة".
وتابعت "وطبعاً الزيارات ممنوعة تماماً منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2016، فلا نستطيع حتى أن نُدخل له أي طعام يساعده على البقاء. تمّ أيضاً سحب الصابونة ومزيل العرق وجميع أدوات النظافة". وأشارت إلى أنه "دخل أكثر من 30 ضابطاً الزنزانة طبعاً ليس بهدف تجريدها، فهي بالفعل مجردة لا يوجد بها إلا والدي فقط. الهدف هذه المرة هو تدميرها. فقد تمّ قطع ستارة الحمام عند والدي. وتكسير بلاط الزنزانة عند (رئيس مجلس الشعب السابق) د. محمد سعد الكتاتني".
واختتمت رسالتها بـ"أنقذوا الملحق... فوالله أصبح أسوأ السجون. ولكن لا بواكيَ له لقلة عدد المعتقلين به، فهم 9 فقط، ولكنهم أغلبهم كبار سن وأصحاب أمراض مزمنة وقامات كبيرة".