وفور الانتهاء من صلاة الغائب اصطفت مسيرة شعبية حاشدة طافت معظم شوارع القرية لتأبين مرسي، بمشاركة الرجال والنساء والشبان والشيوخ، حاملين صور مرسي مدوناً عليها "مرسي شهيد".
كما ردد المشاركون في التأبين الشعبي عبارات "حياة دمك يا شهيد ثورة تاني من جديد"، و"يسقط يسقط حكم العسكر"، و"السيسي قتل الرئيس"، وغيرها من الهتافات التي تعدد المواقف الوطنية المشرفة للرئيس مرسي، وأخرى تفضح خيانة السيسي وتتوعده بالقصاص لدم الرئيس وكافة الشهداء.
وقال إمام المسجد مخاطباً أهالي القرية: "نحن لا نخاف أبداً من الموت، لأن الموت في طاعة، خير من الحياة في معصية... وإن الموت في عزة، خير من الحياة في ذل وانكسار".
وكان مرسي قد سقط أرضا خلال وجوده داخل قفص الاتهام، عصر أمس الاثنين، أثناء محاكمته في واحدة من القضايا العديدة التي يحاكم بها وهي التي تعرف بقضية "التخابر مع حركة حماس".
ولم تخصّص وسائل الإعلام المصرية حيزا واسعا للموضوع الذي ورد على شكل خبر قصير جدا من دون تعليق في معظم الصحف. وقال محامي الرئيس المعزول، عبد المنعم عبد المقصود، لوكالة "فرانس برس"، إنه "تم دفنه بحضور أسرته في مدينة نصر في القاهرة بعد تأدية صلاة الجنازة عقب صلاة الفجر في مستشفى سجن طرة" حيث نقل عقب وفاته.
وأخرجت الشرطة كل الصحافيين من المدافن ولم تسمح لهم بالتغطية أو بالتقاط الصور، ولا تزال تنتشر في محيط المكان. وأوضح المحامي أن عشرة أفراد من العائلة وأصدقاء مقربين، بينهم هو، شاركوا في الدفن.
وقال نجل الرئيس المصري، أحمد محمد مرسي، إن والده دُفن في مراسم اقتصرت على الأسرة، بعد يوم من إصابته بنوبة قلبية داخل المحكمة في حين انهالت التعازي على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكتب عبر "تويتر": "قمنا بتغسيل جثمانه الشريف بمستشفى سجن ليمان طرة، وقمنا بالصلاة عليه داخل مسجد السجن ولم يصل عليه إلا أسرته". وأضاف "تم الدفن بمقابر مرشدي جماعة الإخوان المسلمين بمدينة نصر لرفض الجهات الأمنية دفنه بمقابر الأسرة بالشرقية".
Twitter Post
|
وصدرت التعليمات مبكرًا لوسائل الإعلام المصرية بتجريد الرئيس المعزول محمد مرسي من كافة الصفات العملية والسياسية والوظيفية، والإصرار على ذكر اسمه كاملًا "محمد مرسي العياط"، وكأن "محمد مرسي" غير كافٍ أو غير وارد في ذاكرة المصريين.
ومرسي هو أول رئيس منتخب ديمقراطياً في تاريخ مصر الحديث، وزج به في السجن منذ عزله الجيش عام 2013، ليستولي على الحكم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي لم يكف عن استخدام كافة أشكال القمع لإسكات أصوات معارضيه.