معرض الزهور في لندن.. حدائق تطرح قضايا إنسانية

لندن

كاتيا يوسف

avata
كاتيا يوسف
05 يوليو 2016
+ الخط -
انطلق معرض الزهور السنوي في قصر هامبتون كورت البريطاني التاريخي، برعاية الجمعية الملكية البستانية، والذي يستمر حتى 10 يوليو/تموز الجاري، ليقدّم مجموعات خلاّبة من الزهور من مختلف أرجاء العالم، وتصميمات لحدائق رائعة تطرح مواضيع هامّة مثل مستقبل الأرض وحياة اللاجئين والصحّة العقلية وتعقيدات العقل البشري.


ويضمّ المعرض، الذي بدأ منذ 26 عاماً، عروضاً حيّة لكبار المشاهير من الطهاة والبستانيين ومنهم أليس فولير وجيمس وونغ، كما يوفر فرصاً مميّزة للتسوّق، إضافة إلى مفاجآت جديدة لعام 2016، تجذب المزيد من البستانيين وغيرهم إلى المعرض.

ويمنح المعرض لعشّاق الفراشات، فرصة التجوّل بين ألوانها وأشكالها الغريبة من إندونيسيا وأميركا الجنوبية، والاستمتاع بجمالها، داخل قبّة ضخمة للفراشات الإستوائية.

وللمرّة الأولى يزدحم المكان الذي تمتد مساحته على مسافة 6750 متراً مربعاً من الزهور والنباتات بالمزيد من عارضي الزهور ومتخصّصي المشاتل، أكثر من أي وقت مضى، إذ يعرض ويبيع نباتات مختلفة منها الزنابق والقيقب اليابانية وبونساي وغيرها.

وفي حديث لـ "العربي الجديد" مع توم ميسي، مصمّم حديقة اللاجئين، قال إنّه تعمّد وضع سور شبكي معدني وبوابة حديدية حول الحديقة، لتبدو أشبه بممر عبور من منطقة خطيرة إلى برّ الأمان. وعن النباتات والأزهار التي تماوجت داخلها، قال ميسي: "إنّها من مناطق من الشرق الأوسط وبلدان مختلفة، تتماوج معاً مشكّلة لوحة طبيعية مذهلة، وهي رسالة عن جمال الانخراط والاندماج والانسجام حين تجتمع أجناس مختلفة من الشعوب معاً"، مضيفاً "داخل الحديقة هي المنطقة الآمنة، ولكن لو نظرنا عبر السياج المعدني خارجها نرى، زهوراً تتعثّر محاولة الدخول إليها، كما نشاهد سترات النجاة ملقاة حول المكان".

نشاطات وفعاليات مرافقة لمعرض الزهور في لندن ( أحمد الداوودي - العربي الجديد)  



بدوره لفت أندريا ماهيسيك، المشارك في إعداد حديقة اللاجئين، إلى أنّ الحديقة تعبّر فقط عن اللاجئين وما يعانونه للوصول إلى مكان آمن، وأنّ الفكرة بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي بعد أن انتشرت صور تجسّد مآسي اللاجئين، وأكّد أنّ لا علاقة للحديقة بالمسألة الرّاهنة المتعلّقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

كذلك قال ديف غرين، رئيس المعرض لـ "العربي الجديد"، إنّ كلّ حديقة تمثّل مفهوماً عن قضايا تهمّ البشرية، ومنها حديقة تحاول تجسيد تعقيدات الكون وصعوبة فهمه من زوايا مختلفة، وأخرى توحي بتوقّف الزمن من خلال مجسّم لموجة بحر عالية.

وتحدّثت آريت آندرسون عن الحديقة التي صمّمتها على خلفية موضوع التبدّلات المناخية، وأشارت إلى التماثيل الثلاثة بداخلها التي تجسّد الطبيعة التي تدعو الإنسان إلى البحث عن الطاقات المتجدّدة، للمحافظة على بيئة صحيّة، ومستقبل أفضل للأجيال القادمة.

جولات في أنحاء المعرض المستمر حتى 10 يوليو( أحمد الداوودي - العربي الجديد)



وكان من اللافت شكل الكوخ المستوحى من حديقة بياتريكس بوتر، مؤلّفة إنكليزية ومصوّرة وعالمة طبيعة، والذي رحّب بالزوّار عبر أريج آلاف الزهور المنتشرة في المكان ومناظرها الجميلة.

وللإشارة، صمّم حدائق المعرض مصمّمون عالميون، أمّا الجديد هذا العام، فهو مدينة الحدائق التي تهدف إلى إظهار ما يمكن أن يحقّقه سكّان المناطق الحضرية. وتحتفل الحدائق هذا العام بعنوان الذكرى الـ 300 للمناظر الطبيعية للمعماري والبستاني الإنكليزي الشهير، لانسلوت براون من القرن الثامن عشر.

تصميم الحدائق وفق عناوين تحمل قضايا إنسانية (أحمد الداوودي - العربي الجديد) 



وتسعى الجمعية الملكية البستانية، لإثارة اهتمام الأجيال الشابة بالحدائق، لذلك تستضيف للمرّة الأولى، عرضاً خاصاً بالعائلات يوم السبت المقبل، يضمّ أنشطة للأطفال، منها زراعة البذور، ورواية القصص، كما تشمل الأنشطة موضوع الصواريخ العلمية وما إذا كان السفر إلى الفضاء يؤثّر على نمو البذور وغيرها العديد من الفعاليات.


المساهمون