مصر: أحكام قاسية بحقّ طلاب قبل بدء العام الجامعي

بعد ست سنواتٍ من الاجتهاد والمذاكرة في كلية طب الأسنان في أسيوط (جنوب مصر)، كان الطالب، أحمد، ينتظر بلهفةٍ حفل تخرّجه، اليوم الثلاثاء. لكن قبل أن يرسم خطوطاً عريضة لأحلامه بعد التخرّج من جامعة الأزهر، اصطدم بحكم صدر، أمس، عن محكمة جنايات أسيوط يقضي بسجنه خمسة أعوام غيابيّاً. على خلفيّة مشاركته في تظاهرات مناهضة للانقلاب العسكري خلال العام الدراسي الماضي، من دون ترخيص.

وأحمد ليس الطالب الوحيد في أسيوط الذي حصل على حكم قاسٍ. فصديقه في الدفعة نفسها حصل على الحكم نفسه، وزميلاه في الفرقة الثانية في الكلية نفسها. ويقول: "قوات الأمن قبضت على زميلَيّ في منزليهما، وهما لم يشاركا في أية تظاهرة. ومع ذلك تم شملهما في القضيّة".

ويقضي أحمد المطارد وقته حالياً متنقلاً من مكان إلى آخر. فهو لا يستطيع المكوث في مكانٍ واحدٍ لفترةٍ طويلةٍ خوفاً من القبض عليه. كذلك، لن يتمكّن من المشاركة في حفل التخرّج مع زملائه، ولا أن يحيى بشكل طبيعي وسط أسرته وأصدقائه. من جهة أخرى، ألغى صفحته على "فيسبوك" خوفاً من مراقبة تحركاته من خلالها.

وكانت قوات الأمن قد قبضت على عشرات الطلاب من جامعة أسيوط خلال العام الدراسي الماضي، وتعرّض بعضهم للاعتداء والتعذيب في مقرّ أمن الدولة. وصدرت أحكام عدّة بالسجن خلال الإجازة الصيفيّة، تراوحت ما بين ثلاث وعشر سنوات ضد معظم الطلاب.