نقص الخدمات في مخيمات الشمال السوري يزيد معاناة النازحين

06 نوفمبر 2024
نقص الخدمات في مخيمات الشمال السوري، 6 نوفمبر 2024 (مخيم طيبة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعاني مخيمات الشمال السوري من تدهور خدمات الإصحاح، مما أدى إلى انتشار الأمراض وتدهور البنية التحتية للصرف الصحي وتراكم النفايات، مؤثراً سلباً على صحة النازحين.
- يعيش النازحون في ظروف صعبة مع تآكل الكرفانات وامتلائها بالحشرات، مما يستدعي الانتقال إلى أماكن أكثر أماناً، ويزيد غياب الدعم من شعورهم بالتهميش.
- تشير التقارير إلى أن 66% من المخيمات تعاني من الصرف الصحي المكشوف و716 مخيماً تفتقر لخدمات ترحيل النفايات، مما يبرز الحاجة لتحسين خدمات الإصحاح.

انعكس ضعف الاستجابة الإنسانية بشكل مباشر على حال النازحين في مخيمات الشمال السوري، إذ تأثرت القطاعات كافة بما فيها قطاع الإصحاح، الذي يشمل أعمال ترحيل القمامة وسلل النظافة والصرف الصحي. وتعاني المخيمات، ومنها مخيم طيبة سرمدا في ريف إدلب شمال غرب سورية، من أوضاع صعبة للغاية، ووصف مدير المخيم الواقع بـ"المأساوي".

وقال عبد الله السلوم خلال حديثه لـ"العربي الجديد": إنّ "المخيم منذ 7 أشهر من دون خدمات إصحاح. وأدى تدهور الصرف الصحي فيه إلى انتشار الأمراض، منها الجرب والقمل والقراد، كما أن هناك إصابات بالجدري". ولم يعد من الممكن إجراء صيانة "الكرفانات" والصرف الصحي، وفق ما أكد السلوم قائلاً: "من الصعب إصلاح الصرف الصحي. الأمطار التي هطلت بداية الأسبوع أغرقت الكرفانات التي عمرها يزيد عن 12 عاماً. والكلاب تأتي على القمامة المنتشرة، هذا وضعنا هنا والنازحون يعانون الفقر وضعف المساعدات وغياب الخدمات. والمخيم أغلبه أرامل حيث يوجد أكثر من 120 عائلة أرامل". 
وأوضح السلوم أن 280 عائلة من ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي تقيم في المخيم حالياً. مضيفاً "الوضع سيئ للغاية. وباتت الحاجة ملحة للانتقال خارجه، حيث تآكلت الكرفانات وأصبحت الطبقة العازلة بينها مهترئة، وامتلأت بالحشرات والصراصير التي لم نعد نستطيع التخلص منها". مضيفاً "الأفضل لنا أن ينقلونا إلى أبنية أو شقق سكنية، لا يوجد خصوصية أو شيء".

وضع مأساوي في مخيمات الشمال السوري

ولا تقتصر المعاناة جراء انعدام خدمات الإصحاح على مخيم طيبة سرمدا، إنما يعاني النازحون أيضاً في مخيم الأرامل في منطقة مشهد روحين من المشكلة ذاتها. حيث تعبر راوية المحمود، المقيمة في المخيم، عن استيائها من تراكم النفايات، موضحة أن النفايات تملأ المكان وتؤثر بالصحة النفسية والبدنية، وتشكو النازحة من عدم وجود اهتمام كاف من قبل السلطات أو المنظمات الإنسانية لطرح الحلول لهذه المشكلة بإزالة النفايات أو ضبطها أو حتى بإطلاق حملات توعية لبحث الطرق المتاحة للتخلص منها، وهو ما يزيد من إحساسهم بالتهميش.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن تحسين خدمات الإصحاح يساهم في تعزيز كرامة وأمان الأفراد، ومنهم النساء على وجه الخصوص، كما يساعد على تعزيز فرص التعليم. وأبرز المشاكل التي تواجه سكان مخيمات الشمال السوري نتيجة ضعف هذا القطاع، عدم وجود بنية تحتية للصرف الصحي، وغياب الأدوات المناسبة للتخلص الآمن من النفايات. 

وعن مدى تأثير هذا القطاع بحياة النازحين في المخيمات، أكّد المسن أحمد الرحال، المقيم في مخيمات قاح شمال إدلب، أنه يعاني من انتشار النفايات بين أرجاء المخيم ما يُشكّل بيئة خصبة لتكاثر الحشرات مثل الذباب والبعوض. وقال لـ"العربي الجديد": إنه يعاني من أمراض في الأمعاء والتهابات في الجلد، في الوقت الذي لا تتوفر فيه خدمات علاجية أيضاً، إضافة إلى انتشار الروائح الكريهة الصادرة عن النفايات، وانبعاث الغازات الضارة، مطالباً بوضع حلول لهذه الظاهرة التي باتت تهدد حياتهم وحياة أهالي المخيم في كل لحظة.

ووفق فريق "منسقو استجابة سورية"، فإنّ 66% من مخيمات الشمال السوري يعاني سكانها جراء الصرف الصحي المكشوف، بينما تغيب خدمات ترحيل النفايات عن أكثر من 716 مخيماً، في الوقت الذي تفتقر في 53% من المخيمات للمياه الصالحة للشرب. 

المساهمون