مصر: "هن أيضاً نساء".. حكايات عن المتحولات جنسياً

08 مارس 2017
لهنّ قصصهن ومعاناتهن أيضاً (فيسبوك)
+ الخط -

خصّصت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية -منظمة مجتمع مدني مصرية- تدويناتها اليوم، الأربعاء، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس/آذار من كل عام، للحديث عن المتحولات جنسيا، أو من يُعرفن بـ"الترانس".

وتحت شعار "هن أيضاً نساء"، نشرت المبادرة قصص بعض المتحولات مع عدم الكشف عن هوياتهن، ومشاهد من حياتهن؛ لتسليط الضوء على المعاناة التي تعانيها النساء المتغيرات جنسياً في مصر.

وقالت المبادرة: "من الثابت في العديد من الدول ومنها مصر أن النساء متغيرات الجنس يعانين من تمييز أشد من نظرائهن الذكور، إذ أنهن اخترن طوعاً الانتماء إلى الجنس الأدنى مجتمعياً. وفي الوقت الذي نشهد فيه فقدان اليوم العالمي للمرأة لبعده الثوري وتحوله – على يد المؤسسات الرسمية- إلى يوم احتفالي دون وجود جوهر حقيقي، علينا أن نتذكر أن هذا اليوم لا يخص فقط النساء البيولوجيات، وأن هناك نساء لن تحتفي بهن المنابر الرسمية ولن يعتد بما يواجهنه يومياً من ألم ومعاناة، ومن ضمن هؤلاء النساء، النساء اللاتي يشككن في الثنائية المبنية مجتمعياً للتصنيف الجنسي".

وعن أوضاعهن في مصر، أكدت المبادرة أن "النساء متغيرات/عابرات الجنس يعانين من مشاكل باقي متغيري الجنس مثل صعوبة استكمال الأوراق التي تمكنهن من الحصول على الخدمات الطبية التي يحتجن إليها، ومن ضمنها عمليات تغيير الجنس وتعنت ممثل دار الإفتاء داخل اللجنة الخاصة بتصحيح الجنس في نقابة الأطباء التي توقفت عن العمل لأشهر طويلة الآن لرفضه استكمال العمل بها، والمشاكل الأخرى المتعلقة بتغيير الأوراق الثبوتية والشهادات الجامعية".

ونوّهت المبادرة أيضاً إلى معاناة المتحولات جنسياً في مصر، من "وصم إضافي لاختيارهن أن يصبحن نساء"، مشيرة إلى أن النساء متغيرات الجنس لَسْنَ فئة متجانسة ولا يعانين من مشكلة واحدة أو ثابتة فقط ولكن هن كجزء من المجتمع تؤثر فيهن عوامل مختلفة مثل الطبقة التي ينتمين إليها، عمرهن، ديانتهن، نوع التعليم الذي حصلن عليه، مكان إقامتهن، فتعاني بعضهن من التمييز في أماكن العمل والذي قد يصل إلى حد إيقافهن عن العمل أو رفض إعادة تعيينهن بعد تغيير الأوراق أو طردهن، وتعاني أخريات من رفض الأسرة لمسألة تحويل الجنس وقد يطردن من المنزل أو يحبسن داخله أو يتلقين تهديدات بالقتل".

 


سناء -اسم مستعار- (25 سنة)، شاركت عبر وسم "هن أيضاً نساء"، قصتها، وقالت "أنا معيدة في الجامعة ولم أخضع للعملية بعد، أتعرض باستمرار لتمييز ومعاملة وحشية في عملي، في الأول رئيسة القسم رفضت التوقيع لي من أجل استلام عملي، لأن شعري كان طويلاً، وأحضرت دكاترة من القسم "يتريقوا ويقولو: مين الأمورة اللي جاية تشتغل معانا"، بالنسبة لهم أنا لست ترانس، ويرددون في دواخلهم كيف يشتغل معنا شخص مثلي!! كل شهر تفتعل رئيسة القسم معي سبباً للخصام، بسبب مظهري أو شعري الطويل، وحدث أن تطور الخصام  لدرجة توقيفي عن العمل لفترة".

وتابعت سناء "لا ينظرون إلى التزامي الأكاديمي وتفوقي. أنا ترانس نسوية، وأرى أن مشاكل الترانس غير منفصلة عن مشاكل باقي النساء في المجتمع، كلنا نعاني في مجتمع يحاول أن يحدد شكل اختياراتنا وجسمنا، اللي بيقول للست اتجوزي واقعدي في البيت، اللي ما بيشغلش الست عشان بيقول كمان كام شهر هتتجوز وتاخد إجازات".

كاميليا -اسم مستعار- (31 سنة)، هي الأخرى روت قصتها مع شكلها وميولاتها:"وأنا طفلة قررت أن أسلم أمري تماماً لوالديّ، ومع ذلك كنت أصطدم معهما من حين لآخر، نظراً لتعليقهم على تصرفاتي وميولي إنها ميولات بنت في حين أنني ولد، كنت متأكدة تماماً أنني بنت لكنني سايرتهم وغلطت إحساسي بنفسي وحاولت أن أندمج مع الأولاد، كان الأمر صعباً جداً لكنني تخطيته".

تابعت كاميليا "عند سن البلوغ عانيت من اكتئاب بشع وأنا أرى جسمي يأخذ الشكل الرجالي ولا أعرف كيف أتصرف، لكنني كنت مؤمنة بأنني عندما أكبر وتكون لدي الاستطاعة سأخضع لعملية، بعد مرور السنوات أدركت صعوبة الموضوع خاصة في بلد كمصر".

وأكملت كاميليا قصتها: "قلت لنفسي بعد الزواج والولادة، ربما أتغير، وأجبرت نفسي على الارتباط بامرأة لا أحس ناحيتها أي شيء، بعد ابني الثاني كل محاولاتي للتأقلم مع نفسي كرجل فشلت وكرهي نفسي وجسمي كان يزيد كل يوم، بعدها التقيت مجموعات الترانس وانضممت لمجموعة العلاج الجماعي التي كانت في مستشفى الحسين وبعدها صارحت زوجتي وانفصلنا وبدأت العلاج الهرموني وشكل جسمي بدأ يتغير، لازلت أرى ابني وبنتي بانتظام وهما بينادوني (ماما) رغم إصرار مامتهم البيولوجية إنهم ما ينادونيش كده، وأنا حاسة إنهم هيقبلوا التحول بتاعي ﻷني جنبهم طول الوقت وبحبهم وهفضل أحبهم".

 

 

 

المساهمون