أمراض بسبب تلوث المياه في الحسكة السورية

01 يوليو 2024
تحمل مياهاً غير صالحة للشرب (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- سكان مدينة الحسكة السورية يعانون من أزمة مياه خطيرة تؤدي إلى انتشار أمراض مثل حمى التيفوئيد والتهاب الكبد (أ)، بسبب الاعتماد على المياه الملوثة ذات الرائحة الكريهة واللون العكر.
- توقف محطة علوك عن ضخ المياه بسبب النزاعات يزيد من تفاقم الأزمة، مما يجبر السكان على استخدام مياه غير صالحة للشرب ويؤخر الحلول بسبب تبادل الاتهامات بين السلطات والمنظمات الدولية.
- الأطفال والكبار يتأثرون بشكل خاص، مع استقبال مستشفى الشعب لمئات الحالات يوميًا بسبب الإسهال. السكان يطالبون بتدخل فوري لتوفير مياه شرب نظيفة وآمنة، مما يستدعي تعاونًا عاجلاً لحل الأزمة.

يعاني سكان مدينة الحسكة السورية، جراء تلوث المياه التي تسبب الأمراض. ويتوجه المئات منهم إلى مستشفيات المدينة يومياً، إذ إن مصدر المياه الرئيسي الذي يعتمدون عليه ملوث في الوقت الحالي، والخيارات محدودة أمامهم. وتتغافل سلطات الأمر الواقع عن المشكلة وتحمّل المنظمات الدولية المسؤولية.
ويؤكد الطبيب العامل في مستشفى الشعب بمدينة الحسكة، عنتر سينو، لـ"العربي الجديد"، أنه مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف بشكل حاد، زاد الطلب على المياه علماً أنه ما من مصادر موثوق بنظافتها. يضيف: "المياه التي تصل إلينا تأتي عن طريق صهاريج، وغالباً ما تكون ملوثة وغير صحية وذات رائحة كريهة ولون عكر ولا تصلح للشرب".
ويقول الطبيب إنّ "المياه الملوثة فيها أنواع من البكتيريا المعدية التي تسبب أمراضاً مثل حمى التيفوئيد (مرض تسببه بكتيريا السالمونيلا)، والتهاب الكبد (أ) (إصابة شديدة العدوى تحدث في الكبد، ويسببها فيروس التهاب الكبد أ)، والزحار (التهاب معوي يصيب القولون بشكل أساسي نتيجة عدوى بكتيرية أو طفيلية)، كما أن فيها مواد كيميائية منها الرصاص. وتؤثر المياه بصحة الإنسان، وقد تسبب الفشل الكلوي والوفاة. الخلاصة أن هذه المياه تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان".  
ويلفت سينو إلى أن مستشفى الشعب يستقبل مئات الحالات يومياً، وخصوصاً الأطفال والكبار، جراء إصابتهم بالإسهال، بسبب المياه التي يشربونها. ويضيف: "نحاول إيصال صوتنا إلى المنظمات الدولية، ونحذر من وجود كارثة في الحسكة، حيث يعيش مليون ونصف المليون شخص جميعهم من دون مياه أو مياه غير صالحة للشرب تؤدي إلى انتشار الأمراض والوفاة". 

ويعود سبب أزمة المياه في الحسكة إلى توقف محطة علوك في الريف الشرقي عن الضخ للمدينة، علماً أنها مصدر المياه الرئيسي، وتخضع المحطة لسيطرة فصائل الجيش الوطني. وتُحمّل الفصائل قوات سوريا الديمقراطية مسؤولية توقف الضخ في المحطة، بسبب انقطاع الكهرباء التي مصدرها مناطق سيطرة "قسد".

النظام يتنصل من المسؤولية

ويوضح أحد الموظفين السابقين في مياه الحسكة أحمد العبدو، لـ"العربي الجديد"، أن الأزمة الحالية تعود إلى سوء توزيع المياه المتوفرة عبر الصهاريج بالدرجة الأولى. ويقول: "الهلال الأحمر السوري يستغل دعم المنظمات الدولية، ويوزع المياه على من يخصونه فقط، ودائماً ما يروّج أنه يساعد السكان في الحسكة. عدا ذلك، فإن المبادرات التي تنطلق لتزويد سكان المدينة بالمياه هي مبادرات محلية، وهناك تجاهل عملي لأزمة المياه من قبل المنظمات الدولية في الحسكة".
يتابع العبدو: "نرجو أن تُصبح قضية المياه في الحسكة محايدة. المتضرّر هم السكان. مؤسسات النظام المسؤولة ومؤسسات الإدارة الذاتية تلقي بالمسؤولية على المنظمات الدولية، وكأن المشكلة لا تخصهم". يضيف: "هناك أزمة مياه حقيقية في المدينة ومعاناة السكان لا أحد يكترث لها، ووصل الأمر بكثير من السكان لاستخدام مياه البرك في غسيل الملابس".

وكان موقع "أثر برس" المحلي قد نقل عن مدير صحة الحسكة، التابعة لحكومة النظام السوري، الدكتور عيسى خلف، قوله إن "عدد مراجعي أقسام الأمراض الداخلية في مستشفيات الحسكة خلال شهر يونيو/ حزيران وصل إلى 3141 من البالغين. كما بلغ عدد مراجعي قسم الأطفال 1599، مبيناً أنه جرى تسجيل 421 حالة مراجعة، جراء الإصابة بالإسهال من البالغين، و568 من الأطفال، بسبب المياه الملوثة".
بدوره، يقول المواطن عزيز المحمد (52 عاماً) لـ"العربي الجديد": "منذ حوالي عامين، يعدونا بحلول لأزمة المياه في الحسكة. لكن لا يوجد أي تنفيذ لهذه الحلول على أرض الواقع. نعتمد على مياه الصهاريج التي هي المصدر الأساسي والوحيد للمياه في الوقت الحالي. الحرارة عالية جداً في الحسكة، والمياه حاجة أساسية وهي مسؤولية الجميع. في الوقت الحالي، يقول سائقو الصهاريج إنّ المياه في الآبار التي ينقلون لنا منها المياه قلت. قد نموت عطشاً إذا استمر الوضع على ما هو عليه. لدي ثلاثة أحفاد مرضوا خلال الفترة الماضية وأصيبوا بالتهاب الأمعاء والسبب كان المياه. نطالب بحل".

المساهمون
The website encountered an unexpected error. Please try again later.