اختارت ممثلات لجمعيات نسوية وناشطات لبنانيات مستقلات قضية مناهضة الاعتداء الجنسي، واجتمعن تحت شعار "هل تسمعون الصرخات؟" في مسيرة رمزية ضد تعنيف النساء انطلقت عصر اليوم، من أمام الجامعة الأميركية باتجاه ساحة رياض الصلح وسط بيروت.
حملت الناشطات الأعلام اللبنانية، ووضعن على أفواههنّ عِصابة سوداء كُتب عليها "ممنوعة من العرض"، وقد تعمّدن اللعب على الكلمة الأخيرة التي تحمل معنيين، فالمرأة ممنوعة من "عَرض" أفكارها وآرائها، فضلا عن كون "العِرض" يعني الشرف.
ورددت المشاركات ومشاركون من الرجال وأطفال هتافات ضد التحرش والاعتداء الجنسي، بينها "كِيف كيف تسكت كيف. عن التحرش والتعنيف؟" و"بدنا نغضب بدنا نقول. حتى الأبوية تزول"، و"المرأة بدا (تريد) الحرية. والمرأة بدا الجنسية"، و"علّي صوتك تا ينبحّ (حتى يُبحّ). والذكورية حنقلها بحّ (وداعاً)" و"علّي صوتك علّي علّي. وعن حقوقك لا تتخلّي".
وعلت هتافات رافض لذكورية قوانين الأحوال الشخصية، ومن بينها "فرضوا علينا الوصاية. وقالوا بدنا حماية" و"بدنا نغيّر مفاهيم. المرأة حرة مش حريم"، و"المرأة بتحكي باسمها. والمرأة بتملك جسمها"، و"ما حدا يقرّر عني. لا بيّي ولا عمّي" و"صوت المرأة ثورة. الذكورية هي العورة".
وقالت مسؤولة الحملات في منظمة "أبعاد"، علياء عواضة، لـ"العربي الجديد"، إنّ المنظمة تعمل منذ أعوام على مناهضة جرائم العنف الجنسي، وأصدرت مؤخراً أغنية "ممنوعة من العرض" رفضاً لتبرير واقع المرأة، وما تتعرض له من عنف واغتصاب، مضيفة أن "عنوان أغنيتنا يدلّ على أنّ المرأة دائماً ممنوعة من الحرية والتعبير، ومن اتخاذ القرار، وحتى من امتلاك جسدها، علماً أنهم يربطون بجسدها شتّى القضايا".
وأوضحت عواضة: "النظام السياسي اللبناني يقمع المرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وقانونياً. اليوم جئنا لنؤكّد أننا لن نسمح بمزيد من جرائم الاغتصاب والتحرش، ولن نسمح بإفلات المتحرّش والمغتصِب من العقاب".
من جهتها، شدّدت مصمّمة الأثاث، غيدا كنعان، على أنّ "جسد المرأة مقدّس، وليس حقا للرجل، وهي حرة في ارتداء ما تريد من دون أن يكون ذلك دعوة لاغتصابها. مسيرة اليوم ضد الاعتداء الجنسي تكتسب زخماً إضافياً كون لبنان يشهد انتفاضة شعبية ضد الظلم والفقر والفساد، والاغتصاب والتحرش من القضايا التي يلحق بها الفساد، فكثير من المغتصِبين بلا عقوبة، وبعضهم يبرّر فعلته باعتبار أنه من ضحايا إغراء المرأة".
وفي حديثهما لـ"العربي الجديد"، تعتبر ريان الشيخ وراشيل حمدان أنّ "الفساد الاجتماعي أشدّ وطأة من الفساد السياسي، وحقوق المرأة مغتصَبة سواء من المجتمع الذكوري، أو من المحاكم الدينية، وحتى من الدولة وتشريعاتها المجحفة".
وعلى وقع النشيد الوطني اللبناني اختتمت المشاركات مسيرتهنّ قبل أن يؤدّين رقصة مقتبسة من تظاهرة تشيلي النسوية التي طالبت بحقوق المرأة.