مساجد البرازيل... صلة وصل بين المغتربين

04 أكتوبر 2015
عرب البرازيل أمام تحديات عدة(Getty)
+ الخط -
تضم ولاية ساو باولو البرازيلية أكثر من عشرة مساجد، أكبرها مسجد ساوباولو الذي يعد من أهم مساجد أميركا اللاتينية. وهي عدا عن الجانب الديني والدعوي، تقدّم خدمات اجتماعية متنوعة لمرتاديها، والذين جاءوا من بلاد وصل فيها التناقض حدوده القصوى. مسجد براس نموذجاً، يقع هذا المسجد في حي يحتوي على أكبر سوق للألبسة في أميركا اللاتينية، وهو مقصد التجار من كل الملل والنحل، فيه تتراصف المتاجر لأصحابها من كل الديانات والقوميات، ومن كل دول القارّة وخارجها. وكأن المسجد هنا، يعبّر عن محيطه. فعلى سبيل المثال، يرتاد قاعات تدريس اللغة البرتغالية في المسجد، سوريون وفلسطينيون بشكل أساسي، بعد أن بدأت الحكومة البرازيلية منحهم تأشيرات الدخول، دون تقديم أي مساعدات أخرى. هؤلاء بدورهم يعبّرون عن اصطفافين سياسيين، تدور رحى الحرب بينهما في سورية، والتوتر في فلسطين. وقد اضطروا للتعايش، نظراً لمصاعب الحياة التي تواجههم، حيث تعتبر اللغة، وتأمين العمل، والمساكن الآمنة، أبرز تلك المصاعب.
تقدّم المساجد مساعدات عينية، وتنظّم أياماً لتقديم اللقاحات والتطبيب المجاني، وتساهم في تأمين العمل للمحتاجين، بل بدأ بعض التجار المقتدرين من مرتاديها تنظيم رحلات ترفيهية بين الفترة والأخرى للجميع، ودون تمييز على أساس الموقف السياسي، أو الديني، أو الطائفي ممّا يجري في العالم العربي.
صحيح أن أكثرية مرتاديها سوريون وفلسطينيون ولبنانيون، إلا أنّ بعض أبناء الجاليات الإسلامية الأخرى، غير العربية، يتواجدون بشكل لافت، كالبرازيليين الذين اعتنقوا الإسلام حديثاً، أو الهنود والباكستانيين والصينيين وغيرهم.
لا تخضع مساجد ساوباولو لأي مرجعية سياسية، فباستثناء معاشات بعض الأئمّة التي تأتي من بعض الدول الخليجية، ليس هنالك أي دعم رسمي يذكر لها، وهي تعتمد بشكل كامل على مساعدات التجار المسلمين المقيمين في البرازيل.
دلالات
المساهمون