مدرسة مجانية تعلم المناهج السورية للاجئين باسطنبول

إسطنبول

الأناضول

avata
الأناضول
19 ديسمبر 2015
+ الخط -


المساحة الضيقة، والعدد الكبير للطلاب، والمقاعد غير الصالحة للاستخدام، وستائر القماش التي أخذت دور الجدران الفاصلة بين الصفوف، لم تمنع مدرسة النور الثانية في اسطنبول، من التمسك بحق الحياة والتعليم، واجتهدت في رعاية الطلبة السوريين اللاجئين وتعليمهم.

في قبو مسجد بمنطقة "إيكي تيلي" في اسطنبول، يجتمع الطلبة، بعد أن انقطعت السبل لإيجاد مكان مناسب لإيواء أكثر من 300 طالب، يدرسهم 10 من الإداريين والمعلمين، في مساحة ضيقة تخلو من أبسط مقومات التعليم.

وتستوعب المدرسة، بصفوفها المحدودة، تلامذة المرحلة الابتدائية على دفعتين يومياً، حيث حلًت المقاعد البلاستيكية مكان المقاعد الدراسية غير المتوفرة.

اقرأ أيضاً: لاجئون سوريون عازمون على بدء حياة جديدة في تركيا

محمد فياض العلي، مدير المدرسة، حاصل على إجازة باللغة العربية والدراسات الإسلامية، بين أنه رغم المعوقات، فإن الإصرار على تحدي الظروف الصعبة، والاهتمام بالعلم، بدا واضحاً على الطلاب وأهاليهم والمدرسين.

وأضاف: "هذه المدرسة افتتحتها دار الإفتاء وقائمقام، ومدير التربية بمنطقة (كوجوك جكمجة)، بعد أن فشلنا بإيجاد المكان المناسب لتعليم الأطفال المناهج السورية".

وأوضح العلي أن هناك 10 مدرسين، و8 شعب للتعليم الابتدائي، تتوزع على الصفوف من الأول وصولاً إلى السادس، الذي تنتهي عنده المرحلة الابتدائية.

وعن أبرز الصعوبات، أوضح مدير المدرسة أن "ضيق المكان هو أبرز العقبات، حيث لا متسع لأعداد الطلبة(...)، ولا يزال الكثير من الطلبة السوريين اللاجئين، لم تتح لهم فرصة التعليم لعدم توفر المكان المناسب(...)، نود استقبالهم جميعاً، ونرجو في المستقبل أن يهيأ لنا مكان أفضل"، على حد تعبيره.

وتابع: "حاجتنا الأساسية هي مبنى للمدرسة، إذا تم تأمين المبنى مستقبلاً فإننا قادرون على استيعاب عدد أكبر من الطلاب، ومن هم في سن الدراسة، وهو ما نود تأمينه في المستقبل".

اقرأ أيضاً: لاجئون سوريون يكافحون قسوة الشتاء في أنطاليا


300 تلميذ تضمهم المدرسة في المرحلة الابتادائية (الأناضول)

وعن الدعم المالي، أشار إلى أن المدرسة مجانية، وتقدم التعليم مجاناً للأيتام بخاصة والفقراء، وهيئة "علم" للتربية والتعليم تقدم لنا وللمدرسة الدعم اللازم".

وأكد أنه "رغم هذه المصاعب هناك محاولات حثيثة وجدية نحو تعليم أفضل، ونجد الاهتمام من أولياء الأمور(...)، ورغم الصعوبات الحياتية إلا أن الإقبال على التعليم حاضر بقوة، والأطفال صابرون ومثابرون، باحثون عن العلم، فلا بد من التعلم".

وأشارت الحكومة التركية في إحصاءات رسمية، إلى وجود أكثر من مليوني سوري ما بين لاجئ في المخيمات ومقيم في المدن التركية.

وطالبت المفوضية الأوروبية، الأسبوع الجاري، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باستقبال لاجئين سوريين، من الموجودين حالياً في تركيا، في إطار العمل على الحد من الهجرة غير النظامية من تركيا لدول الاتحاد.

وتوقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن يبلغ عدد اللاجئين السوريين العام الحالي 4 ملايين، الأمر الذي يعني المزيد من الأعباء على الدول المستضيفة.

اقرأ أيضاً: هل تفرض تركيا تأشيرة دخول على السوريين؟
المساهمون