لجأت مئات العائلات النازحة من مناطق ريف إدلب إلى العيش في العديد من مدارس مدينة إدلب، التي تحولت إلى مراكز إيواء، لكن غالبية تلك الأسر تعيش محرومةً أبسطَ احتياجاتها الأساسية، في ظل غياب شبه تام للمساعدات الإنسانية.
إحدى المدارس التي تحولت إلى مركز إيواء تبدو هادئة اليوم الاثنين، بسبب برودة الطقس، باستثناء حركة بضعة أشخاص، وثلاثة أطفال يلعبون في باحة المدرسة مرتدين ثياباً رثة، ويختلف الأمر تماماً داخل الفصول التي تحولت إلى مساكن مكتظة بالأشخاص، وأغلبها قُسِّمَ بقطع من النايلون أو الأغطية البالية، والبعض يجلسون في الممرات خارج الفصول، وآخرون يحصلون على قسط من النوم قبل أن يحلّ محلهم آخرون.
وقال أبو محمد خالد عبد الله، النازح من ريف إدلب الجنوبي، لـ"العربي الجديد"، إن "حياة النزوح فيها الكثير من المرارة والذل. فبعد أن وصلنا إلى مدينة إدلب، حالفنا الحظ بأن وجدنا متسعاً في هذه المدرسة، وحالنا أفضل من غيرنا، إذ إن الأمطار لا تغرقنا داخل الغرفة كما يحدث مع سكان الخيام، ولا نغوص بالوحل، لكننا نتشارك الغرفة الضيقة مع عائلتين نازحتين، ووضعنا بيننا ما توافر من الأغطية وقطع النايلون، علّها تعطينا شيئاً من الخصوصية، إلا أن ذلك لا يتحقق".
ولفت إلى أن "مسألة تأمين الطعام مأساة حقيقية، فهناك عائلات تعجز عن تأمين الخبز، ما يجعلك غير قادر على أن تأكل، بينما هناك جائع في الغرفة، والطعام الذي نؤمنه بالحد الأدنى لا يزيد على قليل من شوربة الأرز أو العدس أو البطاطا، ونضع فوقها بعض الخبز ونأكل، وهذه الوجبة الرئيسية قد تنقص مكوناتها أحياناً".
وقال النازح أبو جابر موسى من إحدى المدارس التي حُوِّلَت إلى مركز إيواء لـ"العربي الجديد": "أحمل يومياً عبوة بلاستيكية تتسع لـ25 لتراً لمسافة كيلومترين ذهاباً وإياباً، فليس لدينا خزان خاص للماء، وليس لدينا قدرة على شراء صهريج ماء، ولا توجد كهرباء، ومن لديهم لوح ضوئي ومدخرة لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، فيسود الظلام داخل المدرسة مع غياب الشمس وتتوقف الحركة. ومع عدم توافر وقود التدفئة، يلجأ الجميع إلى المتاح من أغطية علها تخفف الشعور بالبرد".
وروت النازحة من ريف إدلب أم فاروق عبيد لـ"العربي الجديد"، قائلةً: "نستيقظ باكراً علّنا نستطيع دخول الحمام قبل الزحام، لنتجنب الخلافات من جراء الانتظار على باب الحمام. ويجب علينا أن نرتدي ملابس الخروج ليل نهار، فقد نضطر في أي وقت إلى الخروج وراء الأطفال، أو لجلب شيء ما، وفي داخل المربع المخصص لنا داخل الغرفة لا نكاد نستطيع التحدث كي لا يسمعنا من يشاركوننا الغرفة".
اقــرأ أيضاً
ولفتت إلى أن "حالة من التوتر والعصبية تسيطر عليها وعلى زوجها، والأمر انعكس على الأطفال أيضاً، وحالياً أعاني من كثرة المشاكل مع زوجي على أبسط الأمور، رغم أن زواجنا متواصل منذ 15 عاماً، ولا يمكن تجاهل أن مستوى النظافة سيّئ، وقد يكون السبب عدد النازحين الكبير داخل المدرسة، وعدم توافر المياه، أو مواد التنظيف".
بدوره، قال مشرف المجمع التربوي في إدلب وما حولها، أبو أحمد العبسي، لـ"العربي الجديد": "لدينا نحو 70 مدرسة تغصّ بالنازحين من أصل نحو 120 مدرسة، واليوم نعمل على إحصاء أعداد العائلات المقيمة فيها، إذ لا يوجد إحصاء رسمي، وإلى اليوم لا يوجد أي منظمة إنسانية تقدم أي مساعدات للنازحين داخل المدارس، والنازحون يعملون على تأمين ما يحتاجونه من احتياجات بما يتوافر لديهم من إمكانات".
وكشف فريق "منسقو استجابة سورية"، الاثنين، أن أعداد النازحين والمهجرين منذ 16 يناير/كانون الثاني الماضي، بلغ أكثر من 426 ألف نازح، ووثق وفاة 203 مدنيين، بينهم 59 طفلاً وطفلة، ما يجعل المنطقة عاجزة كلياً عن الاستجابة لقدوم مزيد من النازحين، في ظل استمرار تدفق آلاف النازحين الفارين من العمليات العسكرية.
وقال أبو محمد خالد عبد الله، النازح من ريف إدلب الجنوبي، لـ"العربي الجديد"، إن "حياة النزوح فيها الكثير من المرارة والذل. فبعد أن وصلنا إلى مدينة إدلب، حالفنا الحظ بأن وجدنا متسعاً في هذه المدرسة، وحالنا أفضل من غيرنا، إذ إن الأمطار لا تغرقنا داخل الغرفة كما يحدث مع سكان الخيام، ولا نغوص بالوحل، لكننا نتشارك الغرفة الضيقة مع عائلتين نازحتين، ووضعنا بيننا ما توافر من الأغطية وقطع النايلون، علّها تعطينا شيئاً من الخصوصية، إلا أن ذلك لا يتحقق".
ولفت إلى أن "مسألة تأمين الطعام مأساة حقيقية، فهناك عائلات تعجز عن تأمين الخبز، ما يجعلك غير قادر على أن تأكل، بينما هناك جائع في الغرفة، والطعام الذي نؤمنه بالحد الأدنى لا يزيد على قليل من شوربة الأرز أو العدس أو البطاطا، ونضع فوقها بعض الخبز ونأكل، وهذه الوجبة الرئيسية قد تنقص مكوناتها أحياناً".
وقال النازح أبو جابر موسى من إحدى المدارس التي حُوِّلَت إلى مركز إيواء لـ"العربي الجديد": "أحمل يومياً عبوة بلاستيكية تتسع لـ25 لتراً لمسافة كيلومترين ذهاباً وإياباً، فليس لدينا خزان خاص للماء، وليس لدينا قدرة على شراء صهريج ماء، ولا توجد كهرباء، ومن لديهم لوح ضوئي ومدخرة لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، فيسود الظلام داخل المدرسة مع غياب الشمس وتتوقف الحركة. ومع عدم توافر وقود التدفئة، يلجأ الجميع إلى المتاح من أغطية علها تخفف الشعور بالبرد".
وروت النازحة من ريف إدلب أم فاروق عبيد لـ"العربي الجديد"، قائلةً: "نستيقظ باكراً علّنا نستطيع دخول الحمام قبل الزحام، لنتجنب الخلافات من جراء الانتظار على باب الحمام. ويجب علينا أن نرتدي ملابس الخروج ليل نهار، فقد نضطر في أي وقت إلى الخروج وراء الأطفال، أو لجلب شيء ما، وفي داخل المربع المخصص لنا داخل الغرفة لا نكاد نستطيع التحدث كي لا يسمعنا من يشاركوننا الغرفة".
بدوره، قال مشرف المجمع التربوي في إدلب وما حولها، أبو أحمد العبسي، لـ"العربي الجديد": "لدينا نحو 70 مدرسة تغصّ بالنازحين من أصل نحو 120 مدرسة، واليوم نعمل على إحصاء أعداد العائلات المقيمة فيها، إذ لا يوجد إحصاء رسمي، وإلى اليوم لا يوجد أي منظمة إنسانية تقدم أي مساعدات للنازحين داخل المدارس، والنازحون يعملون على تأمين ما يحتاجونه من احتياجات بما يتوافر لديهم من إمكانات".
وكشف فريق "منسقو استجابة سورية"، الاثنين، أن أعداد النازحين والمهجرين منذ 16 يناير/كانون الثاني الماضي، بلغ أكثر من 426 ألف نازح، ووثق وفاة 203 مدنيين، بينهم 59 طفلاً وطفلة، ما يجعل المنطقة عاجزة كلياً عن الاستجابة لقدوم مزيد من النازحين، في ظل استمرار تدفق آلاف النازحين الفارين من العمليات العسكرية.