محسن أخريف... رحيل عن "مفترق الوجود"

22 ابريل 2019
(1979 - 2019)
+ الخط -
رحَل مساء أمس الأحد الشاعر المغربي محسن أخريف (1979 – 2019)، إثر تعرّضه لصعقة كهربائية أثناء مشاركته في فعاليات الدورة الحادية والعشرين من "عيد الكتاب" التي تحتضنها مدينة تطوان شمالي المغرب.

لم تتوقّف ردود الفعل التي ترثي صاحب "ترانيم للرحيل" (2001)، من جراء الحادث المأسوي الذي أنهى حياته على نحو مفاجئ، على شبكات التواصل الاجتماعي، كما طالبت وسائل إعلام محلية بضرورة فتح تحقيق قضائي بشأن ملابسات الواقعة التي قد تشير إلى عشوائية في التخطيط وسوء تنظيم التظاهرة.

وُلد الراحل في مدينة العرائش وتابع دراسته في "جامعة عبد المالك السعدي" في تطوان حتى نال درجة الدكتوراه في الآداب عام 2015، عن أطروحته التي تضمّنت دراسة وتحقيقاً بعنوان "الرحلة الناصرية الصغرى، لمحمد بن عبد السلام بن عبد الله ابن ناصر الدرعي".

يقول الباحث هشام العطاوي حول نصوصه الشعرية إن "أية قراءة تزعم الاقتراب من كتابة محسن أخريف لا بد لها أن تقف عند شيفرة الرحيل باعتباره مدخلاً لفهم مغامرة الكتابة لديه، فموضوعة الرحيل والسفر نجدها حاضرة في جميع عناوين/ عتبات النصوص"، مضيفاً أن "ما يميز قصيدته أنها تعلن انتماءها إلى طريق التجربة، وهو ما يمنحها أحياناً سمة التفرد أمام بعض مجايليه من الشعراء الذين سلكوا طريق اللغة".

لم يكن أخريف غزيراً في الكتابة والنشر، حيث لم يصدر سوى أربع مجموعات شعرية خلال عقدين من تجربته، فنشر مجموعته الثانية "حصانان خاسران" عام 2009، وألحقها بمجموعتي "ترويض الأحلام الجامحة" (2012)، و"مفترق الوجود" (2019).

في مجموعته الأخيرة، يكثّف تأملاته في الحياة التي يراها حفلة تنكرية كبيرة يقوم فيها كلّ بدوره، كما يعدّد خساراته وخيباته كفرد ضمن هزائم الجماعة، إلى جانب شذرات متعددة تتفكّر الذات والوجود مثل "حلم" التي يدوّن فيها: "حلم الياسمين/ هو أن يصير سقيفة بيت".

خلال تطوافه شاعراً، سيصدر أخريف رواية بعنوان "شراك الهوى" (2013) الذي يبحث فيها عن علاقات مرصودة نصياً، ومؤطرة بشبكة النت، محكوم عليها بالفشل، وخالية من المشاعر الحقيقية المبنية على الصدق والتواصل الملموس والحوار المكشوف.

كما صدرت له عام 2017 مجموعة قصصية بعنوان "حلم غفوة"، التي تقرأ نصوصها بشكل أساسي أزمة الإنسان المعاصر الذي يستشعر اللاجدوى من وجوده طالما لا يجد له معنى متحققاً، كما لا يمكنه التوقّف عن الإحساس بانسياقه لمؤامرة تتحكّم بمسار حياته كلها.

المساهمون