مبادرات ما قبل فض "رابعة".. من أفشلها؟

13 اغسطس 2015
مبادرة العوا بعد الانقلاب تجاهلها العسكر (getty)
+ الخط -
كشف مصدر ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين بمصر عن وساطة قام بها بطلب من مسؤول بالمجلس العسكري، طلب منه أن يقدم مبادرة للإخوان لفض اعتصام رابعة العدوية وبدء حوار سياسي مع المجلس العسكري.

وقال الدكتور (ع. س)، الذي كان يعالج أحد قيادات المجلس العسكري بمستشفى يعمل به، لـ"العربي الجديد": "المسؤول العسكري عرض من خلالي أن ينهي الإخوان اعتصام رابعة مقابل بدء حوار سياسي شامل، على أن يشارك الإخوان في الحكومة القادمة، وخروج القيادات المعتقلة من السجون، وأن يبتعد الإخوان عن العمل السياسي لمدة 5 سنوات، في إطار التهدئة السياسية، مع حفاظ مؤسسات الدولة على مؤسسات الإخوان الخيرية والدعوية وأن يمارسوا أعمالهم الدعوية بعيداً عن السياسة في حرية".

وأضاف الأكاديمي الذي يعمل أستاذاً للطب بجامعة القاهرة: "نقلت عرض "العسكري" إلى قيادات الإخوان الذين تواجدوا آنذاك في مكان قريب من اعتصام رابعة، عقب أسبوع من أحداث 3 يوليو/ تموز 2013، إلا أنهم قابلوا العرض باستهجان لعدم تعرضه لحالة الرئيس محمد مرسي، وعدم وجود ضمانات لإنفاذ تعهدات العسكر".

وحول تلك المبادرة، قال مصدر بجماعة الإخوان المقيمين بمصر، رافضاً ذكر اسمه، إن هدف العسكر "كان شق صف المعتصمين، ولم يجد الإخوان أية ضمانات فعلية لتنفيذ وعود العسكر، الذين أطاحوا بإرادة 13 مليون مصري".

وأضاف: "على العكس من ذلك، فجماعة الإخوان المسلمين قبلت مبادرة لحل الأزمة قبل فض اعتصامي رابعة والنهضة، تضمنت نقل الرئيس مرسي سلطاته إلى حكومة وطنية وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أو استفتاء على خارطة الطريق التي جاء بها انقلاب 3 يوليو 2013"، مشيراً إلى أن "عبد الفتاح السيسي والمجلس العسكري قرر رفض أي مبادرات وماطل من أجل استمرار الأزمة، حتى استسلام الطرف الآخر والرضوخ لكل ما يمليه هو".

وشهدت الفترة عقب انقلاب 3 يوليو عدة مبادرات للصلح بين طرفي الأزمة، وافق على بعضها الإخوان فيما تمسك العسكر بإفشالها. ومن أبرز المبادرات التي وافق عليها الإخوان تلك التي عُرفت بمبادرة "العوا"، وهي أولى المبادرات التي عُرضت على العسكر بعد انقلابهم في 3 يوليو، وشارك فيها المستشار طارق البشري، والدكتور محمد سليم العوا، والدكتور محمد عمارة، والدكتورة نادية مصطفى، ود. سيف عبد الفتاح.

وتضمنت مبادرة العوا حينها: "العودة للشعب والاحتكام إليه من خلال انتخابات برلمانية ورئاسية تتم في مدة تراوح بين ثلاثة وستة أشهر، على الأكثر، على أن يقوم الرئيس مرسي بتفويض سلطاته الكاملة لوزارة مؤقتة جديدة يتم التوافق عليها في أول جلسة سياسية".

ورفضت جماعة الإخوان بعض الطروحات للمصالحة، والتي لم ترقَ لمبادرات، نظراً لغياب الضمانات الأساسية لإنجاح مثل تلك الطروحات، ومن أبرزها ما طرحه كمال الهلباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان، بعرضه تبني حوار سياسي شامل، خلال لقاء جمعه مع الدكتور محمد علي بشر، القيادي بجماعة الإخوان.

اقرأ أيضاً: منظمة: سلطة الانقلاب تسعى للتخلص من مرسي بأية وسيلة 

المساهمون