الحريري يمهل شركاءه في الحكومة 72 ساعة للاتفاق على حلّ

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
18 أكتوبر 2019
C4F6FCF3-34C9-4555-A3E7-58D6EE8C6391
+ الخط -
أمهل رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، شركاءه في الحكومة 72 ساعة للتوصل إلى حلّ، والمضي قدمًا في ما تمّ الاتفاق عليه من "إصلاحات" داخل الحكومة، وإلا "فسيكون له كلام آخر"، ملوّحًا بذلك بالاستقالة.

وقال الحريري، في كلمة قصيرة جاءت ردًّا على التظاهرات الواسعة التي تشهدها البلاد منذ الأمس: "البلد يشهد ظرفا عصيبا غير مسبوق، وجع اللبنانيين هو وجع حقيقي، أحس به وأعترف به، وأنا مع كل تحرك سلمي للتعبير عنه، لكن المهم هو كيفية معالجته، لأن هذه هي المسؤولية التي كلفنا بها الشعب اللبناني".

وأضاف: "منذ ثلاث سنوات أحاول معالجة أسباب هذا الوجع، ومنذ ذلك الوقت قلت لكل شركائنا، بلدنا فرضت عليه ظروف خارج إرادته، وصار يصرف أكثر مما يدخل، هناك مليارا دولار كعجز إضافي في السنة".

وأوضح أن "الحل هو تخفيض الفارق بين المصروف السنوي والمدخول السنوي، حتى نخفض الحاجة للديون الجديدة، والحل الحقيقي هو زيادة المدخول بالبلد وإعادة النمو للاقتصاد الذي يخلق فرص عمل، ولأن هذا الحل لا نستطيع تنفيذه بإمكاناتنا وحدنا، اتفقنا مع أشقائنا في الوطن على الإصلاحات، وأخذت ذلك إلى المجتمع الدولي وطلبت منهم المساعدة في التمويل، وحصلت على 11 ملياراً"، لكنه اشتكى من "مماطلة الشركاء في الوطن".

وبيّن الحريري أن الحكومة "خفضت النفقات إلى أقصى درجة، وسألت من أين نزيد الدخل، ووصلنا أخيراً لاتفاق"، مستدركًا بالقول: "كلما وصلنا إلى خط النهاية يأتي من يقول (ما بيمشي)"، متهمًا أطرافًا لم يسمّها بأنها "بدل التركيز على معالجة العجز والإصلاحات، انشغلت بتصفية الحسابات داخليا وخارجيا".

وقال: "ربما هناك جهات سعيدة بما يحدث، وركبت موجة الشباب في الشارع، وهناك من يقول ثمة مخطط خارجي لتخريب الوضع، وهناك موازين قوى انقلبت، وأنه إذا هدأت في سورية لتنفجر في لبنان، وهذا كله لا يلغي أن هناك وجعا حقيقيا في الشارع، الناس انتظرتنا طويلا منذ 3 سنوات، لكن الكل همه كيف يسجل نقاطا في ملاعب الآخرين".

وقال: "الكل يعرف أنني ذهبت للتسوية السياسية حتى لا يذهب البلد إلى صراع أهلي جديد، وقررت أن أقلب الطاولة على نفسي حتى لا تنقلب على البلد، لكن بعدما حدث منذ الأمس بدأت أرى الأمور بعيون أخرى: منذ شهور ننتظر شركاءنا في الحكومة ليسيروا في الحل الذي اتفقنا عليه، لكن لم يعد بوسعنا الانتظار".

ورمى الحريري الكرة أخيرًا في ملعب شركائه في الحكومة، داعيا من يملك حلا آخر "إلى أن يستلم زمام الأمور"، مردفًا: "إما أن يعطي شركاؤنا في الحكومة جوابًا حاسمًا يرضي الشارع، أو سيكون لي كلام آخر".

وفور الانتهاء من كلمته، كتب الحريري في تغريدة: "#٧٢ساعة".



وفي وقت سابق الجمعة، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن الحريري اتصل بالرئيس ميشال عون واتفقا على إلغاء جلسة لمجلس الوزراء كانت مقررة بعد ظهر اليوم، مشيرا إلى أنه
"تم البحث في الأوضاع الراهنة والإجراءات الواجب اتخاذها للمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، وإبقاء التظاهرات بإطارها السلمي". 

وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس عون يعقد "اجتماعات متواصلة بهذا الخصوص".

وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الحريري بحث خيار الاستقالة جدياً مع بعض المحيطين به، وسط ضغط من قبل الحلفاء في ما كان يسمى بقوى "14 آذار"، وتحديداً من حزبي "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي"، لوضع "الفريق الآخر" أمام مسؤولياته.


وشلّت الحركة في العاصمة بيروت، وصولاً إلى المناطق والقرى النائية في الشمال والبقاع والجنوب، بعد ليلة احتجاجات صاخبة الخميس، تخللتها تظاهرات، وقطع لكل الطرقات الرئيسية والفرعية في لبنان، في حركة عفوية احتجاجية ضد رفع الضرائب والحال الاقتصادية، التي وصلت إليها البلاد.


ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.