كاسترو قائد "الثورة الرياضية" وصانع مجد كوبا الأولمبي

26 نوفمبر 2016
كوبا حققت في ريو 11 ميدالية فقط (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
كوبا تلك الدولة الواقعة في خليج الكاريبي، والتي يقطنها 11 مليوناً ودّعت اليوم زعيمها الثوري فيديل كاسترو، بغض النظر عن الأمور السياسية التي عاشها هذا الرجل، وعمله أيضاً على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، كان له أثرٌ كبير على الرياضة هناك.

استطاعت كوبا عبر تاريخها تحقيق أرقامٍ مذهلة في الألعاب الأولمبية، فهي تحمل ميداليات من مختلف الفئات، وتتفوق فيها على جميع دول أميركا اللاتينية، وتسبقها فقط الولايات المتحدة في الأميركيتين.

قبل الثورة
كان نظام التربية البدنية والرياضية قبل ثورة كاسترو غير قادرٍ على جذب الجماهير بشكل كبير، وكان المحترفون الرياضيون في ذلك الوقت قلائل جداً واقتصر تعلّم الرياضة على المدارس الخاصة، وكان التنافس الدولي منخفضاً للغاية هناك.

عام 1929، افتتحت كوبا المعهد الوطني للتربية البدنية، والتي أجبرت على إغلاقه بعد أربع سنوات فقط، وأعيد فتحه في نهاية المطاف عام 1948. عانى الجسم الرياضي من المشاكل المالية وفشل في تحقيق الخطط والأهداف المرجوة، بغياب المعدات وكذلك نوعية التعليم الفقيرة وكان على الطلاب الدفع ليتم قبولهم في المدارس.

الحصار والتحدي
على مدار 50 عاماً وأكثر ضربت أميركا حصاراً على كوبا بمختلف الجوانب، فكان كاسترو الرجل الذي استطاع صناعة الرياضة داخل جزيرة مغلقة، وجعله بلداً ناجحاً على الصعيد الأولمبي بمختلف المقاييس، ليصبح مثلاً يحتذى به.

وصل كاسترو للحكم في يناير/ كانون الثاني 1959، وخاض الكثير من التحديات مع الولايات المتحدة، إذ تعاقب عليه 11 رئيساً أميركياً، وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة لاغتياله والتي يرجّح بحسب تقارير دولية تجاوزها حاجز 600 محاولة استطاع أن يقود ثورة رياضية أيضاً.

عرف الزعيم الكوبي أنه قادرٌ على جعل الرياضة متنفساً لأبناء شعبه المحاصر، وتحمل كوبا في رصيدها 220 ميدالية، منها 12 فقط قبل وصوله إلى الحكم. عمل كاسترو على زيادة عدد الرياضيين بشكل متسارع في بلد الـ11 مليوناً، فأنفقت الحكومة الملايين على تمويل المدارس الرياضية، أملاً في إنتاج أسماءٍ محترفة قادرة على رفع العلم الكوبي "بكل فخر واعتزاز" أمام العالم بأسره.

الخطة المدروسة وفقاً "للثورة"
دخل كاسترو العاصمة هافانا عام 1959، وبعد عامين فقط أنشأت كوبا المعهد الوطني للرياضة والتربية البدنية (1961)، وحاولت الترويج وتشجيع الرياضة لدى الأطفال وكذلك البالغين وحتى كبار السن. وعمل البرنامج على تحسين جودة المنشآت الرياضية، وتصنيع المعدات الخاصة بها وإجراء البحوث العلمية الرياضية.

وفي 29 يونيو/حزيران 1996 وقف كاسترو على المنبر وقال أثناء استقبال الرياضيين الكوبيين المشاركين في دورة ألعاب منطقة البحر الكاريبي المركزية: "الرياضة في بلدنا ليست أداة للسياسة، لكن هي نفسها نتيجة للثورة".

تاريخ أولمبي
بعد وضع الخطط وبدء العمل حاولت كوبا الحضور على الساحة الأولمبية دورة بعد أخرى، ففي طوكيو 1964، شارك 27 رياضياً وحققت البعثة ميدالية واحدة، لكن الرقم ارتفع في أولمبياد المكسيك 1968 إلى 4 (كلّها فضية) بمشاركة 115 رياضياً أولمبياً.

تابعت كوبا التحسن وشاركت في ألعاب ميونخ 1972 وظفرت بـ8 ميداليات (3 منها ذهبية)، ثم جاء الدور على مونتريال 1976 (13 ميدالية منها 6 ذهبيات). ارتفع العدد أكثر في موسكو 1980 (20 ميدالية، منها 8 ذهبيات) يومها غابت الولايات المتحدة والكثير من الدول الأوروبية. لم تشارك كوبا بعدها في الألعاب الأولمبية بلوس أنجليس في الولايات المتحدة، نظراً للعداء السياسي وكذلك حصل في 1988 في كوريا الجنوبية.

عادت بعدها كوبا وحققت أعلى رقم لها طوال تاريخها بالفوز في أولمبياد برشلونة 1992 بـ31 ميدالية منها 14 ذهبية، ورغم العداء شاركت في دورة أتلانتا 1996 وفازت بـ25 ميدالية، لتحقق في سدني 2000 (29 ميدالية 11 منها ذهبية)، و27 في أثينا 2004، و24 في بكين 2008. والأمر المثير أن المستوى تراجع منذ تخلي فيديل عن الحكم واستلام شقيقه راوول إذ فازت كوبا بـ15 ميدالية في لندن 2012 و11 في ريو دي جانيرو.

عشقه للملاكمة
كان فيديل كاسترو رجلاً يحب التحدي بطبعه الثائر، وقد شهدت رياضة الملاكمة في عهده تطوراً ناجحاً، وهي تعتبر المصدر الأول للميداليات على مرّ التاريخ، فقد استطاع الملاكمون هناك إحراز 73 ميدالية في الألعاب الأولمبية 37 منها ذهبية و19 فضية و17 برونزية.

وقدمت كوبا الكثير من الملاكمين المميزين الذي رفعوا علم بلادهم، وأبرزهم تيفولي ستيفنسون الذي أفرح كاسترو في الكثير من المرات فقد حمل الميدالية الذهبية ثلاث مرات متتالية من 1972 حتى 1980، وكان بطلاً للعالم 3 مرات في الوزن الثقيل وما فوق الثقيل في 1982.





المساهمون