قطر أفشلت الحصار

04 يونيو 2018
+ الخط -

كسَرت دولة قطر مفاعيل أخطر حصار اقتصادي يحاول عبثاً منذ عام كسر إرادتها السياسية وتحجيم سياستها الخارجية والاستيلاء على ثرواتها النفطية وتقويض استقلاليتها في إدارة مختلف الشؤون.

قبل سنة، فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا بريا وجويا وبحريا على الدوحة، بعد حملة افتراءات بدأت تكيلها لقطر، واتكأت عليها بعملية قرصنة مفضوحة لموقع وكالة الأنباء القطرية "قنا".

غير أن العزيمة السياسية المستندة إلى اقتصاد متين صلب وقطاع مصرفي قوي واحتياطي أجنبي ضخم، وإلى شعب اندفع وراء قيادته لترسيخ استقلالية بلده وقراره الوطني، أحبط كل المؤامرات التي سعت دول الحصار من خلالها إلى إخضاع قطر لإملاءاتها الخارجية بأدوات اقتصادية ومالية لم تنفعها.

الدوحة أرست رؤية واضحة استهدفت تحصين اقتصادها بآليات عدة، فواجهت إقفال الحدود بانفتاح أكبر على العالم وعقدت شراكات إقليمية مع دول اعتمدت عليها في تأمين السلع الضرورية لسوقها الاستهلاكية.

وانطلاقاً من قول "رُبّ ضارّة نافعة"، خففت قطر إلى حد كبير من الاعتماد على الخارج وسعت منذ بداية الحصار إلى تعزيز المشروعات التي تفيدها في تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المنتجات وتنويع الشركاء التجاريين والعمل على جذب الاستثمار الأجنبي.

وبعدما احتوت الدوحة كل تداعيات الحصار بحنكة وانفتاح، انقلب المشهد تماماً. فها هي البلدان التي سعت إلى محاصرة قطر تجد نفسها اليومَ معاقَبةً بطرد سلعها من الأسواق القطرية.
المساهمون