قالت منظمة العفو الدولية، في بيان اليوم الثلاثاء، إن الحياة بالنسبة للآلاف من العائلات والأفراد لم تعد كما كانت عليه قبل تفجر الأزمة الخليجية والحصار الذي فرضته أربع دول، ثلاث منها خليجية، على قطر قبل عام واحد.
وقالت المنظمة الدولية إنه "في منطقة يتألف فيها النسيج الاجتماعي من الزواج والعلاقات عبر جميع البلدان تمزقت العائلات من الجنسيات المختلطة، واضطر الطلاب إلى وقف تعليمهم، وفقد آخرون وظائفهم، ومنع الحجاج من قطر من الوصول إلى مكة والمدينة، وتأثر العمال المهاجرون أيضاً، وغالبيتهم من ذوي الدخول المنخفضة، بارتفاع أسعار المواد الغذائية نتيجة للأزمة السياسية".
وأضافت "بعد مرور عام، لم يتحسن الوضع. ولا يزال سكان المنطقة يواجهون مستقبلاً مجهولاً؛ ولا تزال العائلات تنتظر لمّ شملها، ولا يزال الأطفال ينتظرون عودة آبائهم إلى منازلهم بانتظام، ولا يزال الطلاب ينتظرون مواصلة تعليمهم؛ ولا يزال الحجاج في انتظار الوصول إلى مكة والمدينة".
وأوردت المنظمة قصة المواطنة القطرية "سناء، وهي معلمة متزوجة من بحريني، ولديها طفلان (18 و10 سنة)، وكلاهما من ذوي الاحتياجات الخاصة، باعتبارها واحدة من العديد من العائلات التي تضررت".وروت سناء "تزوجت منذ 23 سنة، كنت أرغب في حياة عائلية يسودها الاستقرار والهدوء. زوجي كان لطيفاً ومليئاً بالحب والحنان، ولم يكن هناك فرق بيننا على أساس أنني قطرية، فنحن شعب واحد. استقرينا في البحرين، لأن هذا هو المكان الذي كان يعمل فيه، وقمنا بتكوين أسرة جميلة معاً".
وأضافت "بعد الاضطرابات التي شهدتها البحرين في 2011، كان علينا اتخاذ قرار صعب، فانتقلت مع طفليّ إلى قطر، بينما بقي زوجي في البحرين، وفي كل أسبوع، كان زوجي يأتي في رحلة طويلة عن طريق البر (نحو 100 ميل) لرؤيتنا. كان ذلك أرخص من تذاكر الطائرة، التي لا يمكننا تحملها. اعتاد ابناي على رؤية والدهما في المنزل في نهاية كل أسبوع".
وأضافت "في 5 يونيو/ حزيران من العام الماضي، استيقظنا، مثل ملايين المواطنين العرب في الخليج، على أخبار اندلاع أزمة الخليج. كان الأمر مفاجئاً وغير متوقع. لم نكن نعتقد أنه سيغير حياتنا، ولكن بينما كان الواقع اليومي للحصار يضربنا، أصبحت حياتنا أشد صعوبة. أُغلقت الحدود، ولم يعد زوجي يقوم برحلات عن طريق البر، فكانت الطائرات خياره الوحيد، ولم تكن حتى الرحلات القصيرة. فعليه الآن أن يسافر لساعات طويلة عبر الكويت للوصول إلى الدوحة، وهي رحلة تستغرق 12 ساعة، وهذا يعني أنه يمكنه زيارتنا مرة واحدة فقط كل أربعة أو ستة أسابيع".
وأوضحت "لقد عشت في البحرين 17 عامًا، وكنت أعمل معلمة هناك، فالبحرين كانت موطناً لي، لكنني أشعر بأنني شخص غير مرغوب فيه هناك بعد الآن. كل قرار يُتخذ يخيفني أكثر. ولا أفهم لماذا أحتاج إلى تأشيرة الآن، أشعر بأنني شخص غريب في مكان اعتبرته يوماً ما بمثابة بلدي. لقد اضطررت إلى التأقلم على غياب زوجي لفترات طويلة. أحاول أن أشغل ولدَي بكل ما يمكن أن يسعدهما عبر اصطحابهما إلى الشاطئ أو الحدائق أو اللعب، فينجح هذا الأسلوب لفترة قصيرة، إلى أن يعودا بالسؤال مرة أخرى عن والدهما. أدعو الله أن تُحل هذه الأزمة قريباً حتى يتسنى لعائلتنا أن تلم شملها مرة أخرى".
وتدعو منظمة العفو الدولية جميع الدول المشاركة في الأزمة إلى ضمان ألا تؤدي أعمالها إلى انتهاكات لحقوق الإنسان. ورفع جميع القيود التعسفية المفروضة على حرية تنقل المواطنين والمقيمين الخليجيين، بما في ذلك حق المواطنين القطريين والأجانب المقيمين في قطر في الوصول إلى أماكن الشعائر المقدسة في السعودية.
(العربي الجديد)